
حقائق مفزعة.. بكين كانت تعلم تقرير أمريكي يكشف: الصين زادت وارداتها الطبية في يناير بـنسبة 382%
في حوار مع ” فوكس نيوز” توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإصدار تقرير ” حاسم” حول أصول الفيروس التاجي التي يرجح الجانب الأمريكي بشدة أنها ” أصول صينية”. وذلك حسبما نقلته وكالة ” بلومبرج” الأمريكية.
ترامب أضاف أنه ليس لديه شك كبير في أن بكين مارست التضليل على العالم كله بشأن خطورة وحجم المرض، واشنطن تتمسك بروايتها بحدوث خطأ في ذلك المعمل في الصين، خطأ “مفزع” حاولت بكين إخماده.
التلاعب بالبيانات أخطر من حجبها
التقرير صدر بالفعل عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بتاريخ الأول من مايو الجاري في 4 صفحات ونقلته وكالة ” أسوشيتد برس” ، أورد التقرير احتمالات مدعمة بقرائن تؤكدها، وكان من أبرزها أن الحكومة الصينية ربما تكون قد عمدت إلى حجب المعلومات تارة والتلاعب بها تارة أخرى حتى يصبح لديها المزيد من الوقت لتخزين الإمدادات الطبية والنجاة بنفسها ، حاولت الصين إخفاء فعلتها من خلال إنكار وجود قيود على صادراتها من المنتجات الطبية والتخلف في تقديم بياناتها التجارية والجمع فيها بين شهري يناير وفبراير من العام الجاري حتى يصعب ملاحقتها .
وحسب التقرير فإنه في يناير الماضي وقبل أن تقوم بكين بمشاركة التفاصيل الخاصة بكوفيد 19 مع منظمة الصحة العالمية زادت بكين بشكل كبير وارداتها وخفضت صادراتها من الإمدادات الطبية.
جاءت الأرقام التي أوردها التقرير مدهشة، فقد زادت الصين وارداتها من أقنعة الوجه الجراحية بنسبة 278% ، وبالنسبة للملابس الطبية بنسبة 72% ، أما القفازات فقد كانت بنسبة 32% وعلى الجانب الآخر وبينما قامت بزيادة وارداتها الإجمالية بنسبة 382% للمنتجات الطبية قامت بخفض صادراتها لنفس المنتجات بنسبة 379% ! بكين كانت على علم مسبق بهول الكارثة واختارت العبث مرة أخرى بالموازين التجارية .
إذا؛ انتقل الجانب الأمريكي في هذا التقرير من لوم الصحة العالمية بشكل منفرد إلى مرحلة أخرى تقر بأن المنظمة العالمية ” تم تضليلها” هي الأخرى. وحسب التقرير فإن 95% من سلوك الصين التجاري في يناير وذلك فيما يتعلق بالمنتجات الطبية لم يكن ضمن ” السلوك الطبيعي” المتعارف عليه ولا ضمن المعدلات المقبولة التي يمكن أن تمرر مبدأ ” حسن النية”، خصوصًا أنه وحسب التقرير فإن النوايا السيئة للصين ظهرت حقًا عندما منعوا الناس من الذهاب إلى الصين بينما لم يمنعوا الصينيين والقادمين منها من السفر إلى الولايات المتحدة وإلى جميع أنحاء العالم.
الصقور تهاجم بكين
في تغريدة للرئيس دونالد ترامب يوم الأحد الماضي دافع عن نفسه مجددًا ودحض الادعاءات بأن واشنطن كانت متخاذلة في رد فعلها حيث أكد أن المخابرات الأمريكية أبلغته بأنه كان على صواب وأن الصين لم تفرج عن معلومات تتعلق بخطورة المرض قبل اليوم الأخير من شهر يناير الماضي. وعلى الرغم من أن وزير خارجيته تحدث يوم الأحد الماضي لقناة ” أي بي سي” الأمريكية مؤكدًا أنه ليس لديه سبب للاعتقاد بأن كورونا تم نشره عمدًا ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يتناسى أن الصين لديها تاريخ سيئ في إدارة مختبرات تحتوي على فيروسات قاتلة دون توفر مستويات الأمان المطلوبة وربما كان يشير بحديثه إلى تسرب ” السارس” من الصين أيضًا.
كما وجه بومبيو اتهامات للحزب الشيوعي الصيني تتعلق بالتستر على الأدلة وحرمان الخبراء الأمريكيين من الوصول إلى المختبر الذي يعتقد أنه كان ” منبع الكارثة” ، بطبيعة الحال فإن وصول خبراء أمريكيين إلى المعمل للتأكد مما حدث هناك يصوره البعض على أنه أمر يمس السيادة الصينية إلا أن الواقع ليس كذلك، المعمل بالأساس كان يحصل على تمويل من الولايات المتحدة قبل أن يتم إيقافه في وقت سابق والخبراء الأمريكيون كانوا يزورون المختبر بشكل دوري في مهمات للـ” تفتيش” كما ذكرنا في التقرير الذي نشر على موقع ” المرصد المصري” والذي تناول تفصيليًا فرضية تسرب الفيروس القاتل من معمل مقاطعة هوبي .
دوافع سياسية
وردًا على ” بومبيو” قالت صحيفة ” جلوبال تايمز” وهي صحيفة صينية رسمية،أن وزير الخارجية الأمريكي وجه اتهامات لا أساس لها من الصحة، وذهبت صحف تابعة للحزب الشيوعي الحاكم إلى أبعد من ذلك عندما أكدت أن كل الدفوع التي تسوقها واشنطن لإثبات صحة روايتها تقف خلفها ” دوافع سياسية” لصرف الأنظار عن الإخفاق الأمريكي في إدارة أزمة كورونا وضمان حصول ” ترامب” على فترته الثانية.
حتى أن ترامب قالها بوضوح في مقابلة صحفية بأن الصين على استعداد لبذل كل ما في وسعها لكي يخسر السباق الانتخابي لصالح ” جو بايدن” حيث ترجح بكين كفة ” بايدن” أملًا في تخفيف الضغوط عليها فيما يتعلق بالتجارة ومسئوليتها عن تفشي كوفيد 19.
وفي مشهد أشبه بطاولة ” البينج بونج” بين بكين وواشنطن أصدرت وسائل إعلام حكومية صينية مقطع فيديو ” ساخر” احتوى على رسوم متحركة تتعجب من بطء استجابة الولايات المتحدة للجائحة.
خطورة الإفراج عن الأدلة
مؤخرًا، ظهرت تخوفات في الداخل الأمريكي أشار إليها بعض المحللين تتعلق بأن الضغط الذي يمارس من قبل مسئولين في الإدارة الأمريكية قد يجبر الاستخبارات على الخروج بتقارير مشوهة ومسيسة حول أصل الفيروس التاجي وذلك لاستخدامها كسلاح سياسي ضد الصين. وقد يتم الوصول إلى عملية من إتاحة الأدلة المنتقاة كما حدث في إدارة بوش الابن بعد اجتياح العراق، في ذلك الوقت وتحت الضغوطات الممارسة تم نشر تقييمات تحتوي على أدلة تؤكد أن نظام صدام حسين كان يطور أسلحة دمار شامل وهي الأدلة التي ظهرت ” معيبة” عندما اتضحت الحقائق.
ولكن يبدو أن المسألة أكثر تعقيداً بالنسبة للإدارة الحالية وعندما يجيء الأمر لإمكانية الإفراج عن الأدلة، فإن رفع “السرية” عن بعضها سيظهر ممارسات تحرص الإدارة الأمريكية على إخفائها وتتعلق بعمليات إلكترونية توضح كيفية تتبع الولايات المتحدة للقيادة الصينية، وفي هذه الحال فإنه لا مجال للمخاطرة.
باحث أول بالمرصد المصري