ماذا فعل “السيسي” في “أرض الفيروز”؟

 لعبت قناة السويس دورًا محوريًا في حركة التجارة الدولية على مر العقود بفضل تمتعها بموقع  جغرافى متميز يربط بين البحر المتوسط عند مدينة بورسعيد والبحر الأحمر، عند مدينة السويس كما أنها تفصل بين قارتى آسيا وإفريقيا، وعلاوة على ذلك فهي تعتبر مورد رئيسى للنقد الأجنبى فى مصر، وانطلاقًا من هذا الدور، أولى الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” أهمية خاصة لتنمية قناة السويس منذ توليه الرئاسة عام 2014، حيث استهدف تنفيذ العديد من مشروعات التنمية في سيناء التي بدأ تنفيذها اعتبارًا من الثلاثين من يونيو 2014، وتتضمن تنفيذ 312 مشروعًا لخدمة كافة مجالات التنمية الشاملة بشبه جزيرة سيناء بإجمالي تكلفة 600 مليار جنيه، تختص الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ 50 % من هذه المشروعات بتكلفة 300 مليار جنيه. وفيما يلي نستعرض أبرز هذه المشروعات التي غيرت من وجه سيناء على مستوى التنمية:

1- المشاريع التنموية في سيناء والسويس:

• قناة السويس الجديدة:

دشن “السيسي” في الخامس من أغسطس 2014 مشروع حفر قناة السويس الجديدة موقعًا على وثيقة بدء حفر القناة الجديدة ليتم افتتاحها بعد عام واحد في السادس من أغسطس 2015، ويهدف هذا المشروع إلى زيادة القدرة الاستيعابية لمرور السفن في القناة ليصل إلى 97 سفينة يومياً بحلول عام 2023 بدلًا من 49 سفينة عام 2014 .

ومنذ أغسطس 2015, تم تطوير 20 نقطة عبور بين ضفتى القناة منهم 8 نقاط عبر للمعديات لعدد 36 معدية  و 6 أنفاق عملاقة و 5 كبارى عائمة تستغرق زمن 4 دقائق مدة غلق وفتح الكوبرى مما تسهل حركه المواطنين خلالها.

2– مشروعات البنية التحتية:

• الانفاق والكباري والموانئ:

افتتح “السيسي” الأربعاء 22 أبريل 2020 نفقاً جديداً باسم الشهيد أحمد حمدي (2) في إطار الخطة التنموية الشاملة لسيناء، من أجل ربط سيناء بوادي النيل، كما شهدت أرض الفيروز تنفيذ 14 مشروعًا قوميًا مثل مشروع أنفاق السيارات أسفل قناة السويس، ومشروع رفع كفاءة وازدواج الكوبرى القائم أعلى قناة السويس وإنشاء كوبرى جديد بطول 640 مترا، وعرض 11,2 متر، وارتفاع 65 مترا أعلى قناة السويس الجديدة.

وانطلاقًا من أهمية حفر الأنفاق الجديدة التى تعد بمثابة شرايين تنموية, افتتح الرئيس في الخامس من مايو 2019 مجموعة من الأنفاق التي تربط شبه جزيرة سيناء بمنطقة دلتا النيل، وعلى رأسها أنفاق مدينتى الإسماعيلية وبورسعيد التى تربط شرق قناة السويس بغربها، بالإضافة إلى عدد من الكبارى العائمة الهادفة إلى تسهيل حركة عبور المواطنين والبضائع من وإلى سيناء، ومدينة الإسماعيلية الجديدة. 

فيما شهد في السادس والعشرين من نوفمبر 2019, افتتاح عدد من المشروعات القومية فى نطاق محافظتى بورسعيد وشمال سيناء، وأبرزها انتهاء المرحلة الأولى من ميناء شرق بورسعيد بإجمالى 5 كم، ومحور 30 يونيو بتكلفة بلغت نحو 8.5 مليار جنيه، إلى جانب أنفاق 3 يوليو جنوب محافظة بورسعيد، التى تربط منطقة جنوب بورسعيد بسيناء لتسهيل حركة التجارة فى منطقة إقليم قناة السويس، وعلاوة على ذلك تم افتتاح تطوير طريق جينيفا من المركز الطبي العالمي إلى قناة السويس بطول 80 كم.

• توفير مصادر المياه والكهرباء:

ولا يُمكن الاهتمام بالبنية التحتية دون التركيز على توفير مصادر للمياه والكهرباء, وفي هذا السياق، افتتح “السيسي” اليوم الثاني والعشرين من أبريل محطة معالجة مياه مصرف المحسمة بسرابيوم شرق قناة السويس، والتى تأتى أهميتها نظرًا لإنشاءها على مساحة 10 فدان باستخدام النظام الرأسي مما يوفر نصف المساحة المطلوبه مقارنة بالمحطات التقليدية.

ويجرى العمل على تنفيذ محطة “بحر البقر” في سيناء –التي تعتبر الأكبر في العالم- لمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي ثلاثيا، وتصل الطاقة الإنتاجية للمحطة إلى 5.6 مليون متر مكعب يوميًا، وتكفي لزراعة 400 ألف فان شرق القناة.

ويذكر أنه تم تكليف الهيئة الهندسية ابتداءًا من عام 2014 بتنفيذ 73 محطة تحلية منهم 20 محطة على أرض سيناء بطاقة 323 مليون متر  مكعب سنويًا ليصل إجمالى إنتاج مياه الشرب المحلاة 600 مليون متر مكعب سنويًا بتكلفة 26 مليار جنيه، ولكن تم الإنتهاء من تنفيذ 24 محطة بنسبة 65% بطاقة إنتاجية 300 مليون متر مكعب سنويًا.

وفيما يخص مجال حفر وتجهيز الآبار الجوفية بمحافظة شمال سيناء وجنوب سيناء ووسط سيناء، تم حفر عدد 98 بئر و30 بئر و250 بئر على الترتيب، وعن مشروعات تحلية المياه المالحة, تم تحلية 21 محطة بشمال سيناء و9 محطات بجنوب سيناء.

3- مشروعات زراعية وزيادة الثروة السمكية:

تركزت العديد من المشروعات الزراعية على استصلاح 35 فدانا بطور سيناء  وتشييد 8 أحواض مزارع سمكية على مساحة 15 فدانًا مع زراعة فاكهة على مساحة 10 أفدنة وصوبتين زراعيتين على مساحة فدانين. كما تتضمن المشروعات مزرعة بوادي “غرندل” بمدينة أبوزنيمة على مساحة 50 فدانا بتكلفة 15 مليون جنيه، مع زراعة 25 فدانًا بمزرعة الرملة بمدينة أبوزنيمة بتكلفة 10 ملايين جنيه.

وعلاوة على ذلك، يجري العمل على تنفيذ 11 مشروعًا للاستفادة من الموارد المائية في الزراعة بطاقة إنتاجية 6 ملايين متر مكعب مياه إلى جانب زراعة مساحة 5 آلاف فدان بالصوب الزراعية بشرق الإسماعيلية الجديدة، وإنشاء مزرعة مانجو بشرق الإسماعيلية الجديدة بمسطح 1640 فداناً.

4- المشروعات السكنية:

ولضمان حياة مستقرة لأهل سيناء، تتضمن خطط التنمية تنفيذ 5 مشروعات بإجمالي عدد 80995 وحدة سكنية، و400 بيت بدوي، منها إنشاء تجمعات عمرانية جديدة مثل مدينة رفح الجديدة ومدينة سلام بشرق بورسعيد ومدينة الاسماعيلية الجديدة، فضلاً عن إنشاء ميناء الصيد برمانة، بالإضافة إلى افتتاح الافتتاح 239 عمارة في أبوزنيمة بسيناء.

5- مجال الرعاية الصحية والتعليمية:

وتعتبر الصحة والتعليم من أعمدة التنمية الاقتصادية في أي دولة ولهذا يتم يتم تنفيذ 14 مشروعًا في مجال الرعاية الصحية من بينها بناء 3 مستشفيات ومخزن للأدوية، ورفع الطاقة الاستيعابة لـ10 مستشفيات أخرى بإجمالي  400 سرير.

وعن التعليم، يعتبر مشروع جامعة “الملك سلمان” -الذي تم البدء فيه عقب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز” إلى القاهرة في أبريل عام 2016- البداية الحقيقة للنهضة التعليمية في سيناء، كما تم تشغيل جامعة العريش بعدد من الكليات مع البدء بكلية التربية كنواة لجامعة الطور في جنوب سيناء، 

وعلاوة على ذلك، تدرس وزارة التعليم العالي تحويل معهدين فنيين صناعيين في شمال سيناء يتبعان الكلية التكنولوجية في بورسعيد إلى جامعة تكنولوجية من أجل إعداد كوادر بشرية قادرة على قيادة عجلة التنمية في تلك المنطقة الاستراتيجية.

6- استثمارات مدينة جبل الجلالة:

يعتبر مشروع تطوير هضبة الجلالة من أهم المشروعات التنموية القومية التي يشرف عليه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمعاونة القطاع المدني، ويشتمل المشروع على مدينة الجلالة العالمية وجامعة الملك سلمان ومنتجعًا سياحيًا يطل على خليج السويس، بالإضافة إلى طريق العين السخنة- الزعفرانة، الذي يشق جبل الجلالة. ومن أهم محاور هذا المشروع، المنطقة الصناعية الجديدة التي تتضمن إنشاء مصنع للأسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها.

كما يُعد مصنع الجلالة للرخام هو اول مصنع انشئ من مجمع مصانع الرخام والجرانيت وهو احد مشروعات منطقة الجلالة، ويضم المجمع 7 مصانع للرخام ومصنع للجرانيت بطاقة اجمالية 24 مليون متر مربع رخام ومليون متر مربع جرانيت، بالإضافة إلى مصنع للطوب الأسمنتي ومصنع للطوب الخفيف، ومصنع للرخام الصناعي.

أرقام ودلالات على الاستثمارات الموجهه لتنمية شبه جزيرة سيناء

تبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء 60 ألف كم وهو ما يمثل حوالي 6% من إجمالي مساحة مصر، وتحرص مصر كل الحرص على تنمية تلك المنطقة الاستراتيجية في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية ولهذا بدأت في التركيز على زيادة موازنة الجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء من مليوني جنيه في عام 2012-2013 إلى 26 مليون جنيه خلال العام المالي 2018-2019.

وعن الانفاق الاستثماري طويل الأجل من الموازنة العامة للدولة، فقد بلغت مُخصصات التنمية في سيناء 5% (2.5 مليار جنيه) من إجمالي 51.14 مليار جنيه المُخصصة لإقليم قناة السويس خلال عام 2015-2016، لترتفع تلك النسبة في العام التالي له إلى 15% أو 6.3 مليار جنيه.

وبحلول العام المالي 2018-2019، خصصت وزارة التخطيط استثمارات حكومية من الموازنة العامة وحدها بعيدًا عن جميع ما سبق من مشروعات بقيمة 2.98 مليار جنيه لتنمية محافظتي شمال وجنوب سيناء بما يمثل نحو 3% من إجمالي الاستثمارات الحكومية العامة، وهي نسبة مُرتفعة مُقارنة بعدد السُكان في المحافظتين.

وبشئ من التفصيل، سنجد أن الاستثمارات الحكومية الموجهة لمحافظة شمال سيناء خلال نفس العام المالي وصلت إلى 1.6 مليار جنيه خلال العام السابق، ترتكز 296 مليون جنيه منها في القطاع المائي يليه التعليم بإجمالي استثمارات تصل إلى 279 مليون جنيه. 

في حين بلغت الاستثمارات الحكومية التي وجهت لمحافظة جنوب سيناء حوالي 1.36 مليار جنيه خلال الفترة ذاتها، ليحتل قطاع النقل والتخزين المركز الأول بإجمالي اسثتمارات 464 مليون جنيه، ومن ثم قطاع المياه بـ285 مليون جنيه.