الصحافة المصرية

“المشهد الرياضي” .. بين الحصاد المر وغياب الشفافية

أإثر هزيمة غير متوقعة من فريق “جنوب افريقيا”، ودع المنتخب المصري لكرة القدم بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، تاركًا أثر الصدمة على 100 مليون مصري، منهم 75 ألف مشجع داخل استاد القاهرة الدولي، أصابهم حالة انكسار وألم لا يمكن السكوت عنها، خاصة بعد كل الدعم الذي قدمته الدولة لتلك البطولة، لتخرج بهذا الشكل المشرف.

فالهزيمة في حد ذاتها أمر متوقع وطبيعي، في حين يؤكد جميع المتابعين على وجود العديد من المؤشرات والقرارات الخاطئة، التي تعد السبب الحقيقي وراء الهزيمة، فإنه يجب الوقوف أمامها ورصدها وتحليلها، ويمكن اجمالها كالتالي:

  • الاختيار الخاطئ للمدرب من الأصل، فاختيار المكسيكي ” خافيير أجيري” لتدريب المنتخب، كان بحد ذاته غلطة غير مبررة، فالتدريب المكسيكي ليس له أيه بصمة قوية حول العالم، كما أن أجيري تحديدًا يواجه اتهامات في عدة قضايا فساد.
  • التدخل في الأمور الفنية له، فالمتابع للشأن الكروي وكواليس التحضيرات لأمم افريقيا يعرف بأنه تم اجبار “أجيري” على ضم عدة لاعبين إلى المنتخب، رغم استبعاده هو لهم، بحجة أنهم ذوي خبرة، دون الخجل من الاعتراف بأن ضمهم يأتي لأهداف أخرى كإرضاء الفرق الكبرى، أو نتيجة لتدخل بعض المسئولين من اتحاد الكرة في اختيارات أجيري بشكل مباشر.
  • القرارات العشوائية الغير مدروسة، التي بدت مسيطرة على أغلب قرارات اتحاد الكرة، فكان جدول بطولة الدوري يتم تحديده بالقطعة بدلاً من أن يتم إعلانه كاملاً، كما هو معتاد، فضلا عن الازمات المتعددة الخاصة باللاعبين، والتي أخرها قرار استبعاد اللاعب عمرو وردة إثر واقعة تحرشه بإحدى الفتيات، ومن ثم تراجع “الجبلاية” عن القرار بحجة ان اللاعبين تضامنوا مع زميلهم.
  • المجاملات التي لا تنتهي، والتي ظهرت عند اختيار فريق “الجهاز الفني” للمنتخب، حيث بدا واضحًا للجميع، احتواء ذلك الجهاز على أقارب ومقربين المسئولين، بغض النظر عن كفاءتهم من عدمها، والتي أسفرت عن فشل المنتخب في الاستمرار في البطولة.
  • االلاعبون لم يأخذوا البطولة على محمل الجد: بدى واضحًا لدى الجميع مدى تهاون اللاعبين تجاه البطولة، وظهر ذلك للعيان من خلال فضيحة وردة، والذي ثبت تحرشه بأحد عارضات الأزياء. 

فشل المنتخب في استكمال البطولة لم يكن السقطة الأولى لاتحاد الكرة الحالي، فقد بدأ بفضيحته في روسيا وهزيمته في الثلاث مباريات التي شارك بها، فضلا عن تفرغ اللاعبين للتصريحات والحوارات مع القنوات الفضائية العربية والأجنبية، بمقابل مالي كبير، واقامتهم على حساب الرئيس الشيشاني، وانتهى الامر بإقالة الجهاز الفني للفريق.

فضلا عن التربح من بيع التذاكر المخصصة للجماهير المصرية في مدرجات مباريات كأس العالم بمونديال روسيا، وقيامهم ببيعها للجماهير في روسيا والتربح من ورائها.

كذلك عدم التدخل لحماية الأندية المصرية خلال مشاركتها في المسابقات القارية، فضلًا عن الأزمات والمشادات المتكررة الحادثة من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، ووصولها لوسائل الاعلام، وأيضًا العمل الإعلامي لأعضاء المجلس، وعشوائية الإدارة، وظهور إعلانات مراهنات في بطولة دوري الدرجة الأولى المظاليم بما يخالف الأعراف الدينية.

بالاضافة إلى ما تقدم، فإنه لابد من بالتحقيق وتقصي الحقائق حول ما تردد بشأن:

  • تقاضي أجيري 62.3 ألف يورو شهريًا، بينما تتكلف خزينة الاتحاد المصري لكرة القدم 108 الآف يورو، نظير مرتبه.
  • وجود تذاكر خاصة بالبطولة بالسوق السوداء.
16926-نبيل-الحلفاوى2

الامر الذي دعا الكثيرين، للمطالبة بإقالة الاتحاد الحالي، ومنهم النائب أسامة شرشر، كما طالب بعقد اجتماع طارئ للجنة الشباب والرياضة بالبرلمان؛ للتحقيق في خروج المنتخب الوطني. لكن هل يكون الحل بالإقالة والاستقالة وتكرار المأساة؟

هاني

لم يكن هذا كل شئ، فقد أعلن أجيري، المدير الفني لمنتخب مصر، تحمله المسئولية كاملةً عن الخروج المبكر للمنتخب من بطولة كأس لم الأمم الأفريقية 2019، الامر الذي دعا رئيس الاتحاد المصري الى اقالة الجهاز الفني والإداري للفريق- وهو الحل المعتاد لكل خسارة- مما قد يلزم الاتحاد بدفع شرط جزائي قدره 120 ألف دولار نتيجة اقالته.

كما تقدم المهندس هاني أبو ريدة باستقالته من رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم، والذي صرح بأن هذا القرار يعد كالتزام أدبي رغم أن اتحاد كرة القدم لا ذنب له، ولم يقصر في تقديم الدعم المادي والمعنوي للمنتخب، كما دعا أبو ريدة أعضاء مجلس إدارة الاتحاد إلى تقديم استقالاتهم، مما دفع عدد من أعضاء الاتحاد إلى تقديم استقالتهم من عضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة، استجابة لدعوة المهندس هاني أبو ريدة.


كاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى