كورونا

واشنطن بوست: كورونا يضع سياسة “الضغط الأقصى” لترامب تحت الضغط

وصف الكاتب إيشان ثارور في مقاله بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الوضع في البيت الأبيض بأنه يئن من الأزمات المكثفة، ففي الوقت الذي يتم فيه بدء حملة إعادة انتخاب ترامب، بدأت جائحة كورونا في التفشي بعدد من الولايات الامريكية. 

وجه العالم يتغير

في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المنتقدة للطريقة “المبتذلة” للإدارة الامريكية في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد مبكرًا، وجه ترامب غضبه نحو الصين ومنظمة الصحة العالمية، مهددًا بحجب الأموال عن الهيئة التابعة للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي.

أعلنت مؤسسة واشنطن للسياسة الخارجية عن أسفها، مشيرة إلى أنه في وقت الأزمة العالمية التي نمر بها، تخلّى ترامب عن راية القيادة العالمية وغادر الميدان. وفي الوقت نفسه، تتعالى الأصوات القائلة بتغير شكل العالم بعد مرور الوباء، وعلى الرغم من أنه لا أحد يعرف متى قد يكون ذلك. لكن من الواضح أن المخاوف والأولويات العالمية قد تتغير.

وعلق بن رودس، المستشار السابق للرئيس باراك أوباما، على الأمر قائلًا إن الأشهر الأولى من الأزمة تشير إلى أن النظام العالمي من حولنا من المحتمل أن يتغير بشكل دائم، مشيرًا إلى أن أمريكا ارتكبت الخطأ المعتاد لتسريع انحدار القوى العظمي وهو التجاوز، كما حدث أثناء احداث 11 سبتمبر، لافتًا إلى أن فشل إدارة ترامب في التعامل الفعال مع أزمة فيروس كورونا، “يظهر لنا مخاطر عالم لا تبذل فيه أمريكا أي جهد في القيادة على الإطلاق”.

حملة أقصى ضغط

أوضحت الأزمة الحالية أن السياسة الخارجية لترامب، والتي يمكن اختصارها في حملات “أقصى ضغط”، والتي عملت على الضغط على النظام الإيراني، والسعي للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والدفع لإجبار كوريا الشمالية على نزع السلاح النووي، وتكتيكات التنمر المستخدمة في الخلافات التجارية مع أوروبا والصين وبلدان أخرى، ما هي إلا نتيجة ولع ترامب باتخاذ إجراءات صعبة أحادية الجانب.

لكن جاءت الأزمة الصحية العالمية لتكشف حدود وقدرات أمريكا أولا قبل أي دولة أخرى، فأقوى دولة في العالم وجدت نفسها تسعى للحصول على مساعدات أجنبية في معركتها ضد الفيروس.

نداء الإنسانية

من هنا بدأت تتعالى النداءات والدعوات المطالبة بإعادة النظر في العقوبات التي أعاد ترامب فرضها على إيران كجزء من مناورته لتحطيم الاتفاق النووي لعام 2015، نظرًا لانهيارها جزئيًا نتيجة سوء إدارة حكومتها لازمة انتشار فيروس كورونا، ويبدو بشكل كبير أن العقوبات الاقتصادية أضعفت من قدراتها الصحية في وقت الحاجة الشديدة إليها.

فيما أشارت إرين كانينجهام من واشنطن بوست الأسبوع الماضي، إلى تصريحات العاملين الطبيين الإيرانيين وخبراء الصحة العامة العالميين، والتي أكدت ان إيران تتعرض لعقوبات بالغة أسهمت في إصابة 35 ألف إيراني ووفاة ما لا يقل عن 2500 فرد، قائلين ” إنه من الواضح أن نظام الرعاية الصحية الإيراني محروم من المعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح ومنع العدوى على نطاق أوسع”.

ودعا السياسيون في أوروبا ومنافسو ترامب المحليون إما إلى تعليق العقوبات أو اتخاذ إجراءات مؤقتة أخرى لتسريع الدعم الإنساني لإيران. فقد وجه نحو 24 من كبار الدبلوماسيين السابقين ومبعوثي الأمن القومي نداء إلى البيت الأبيض، الاثنين الماضي، وحثوا الإدارة على تخفيف العقوبات وبذل المزيد لتمكين التجارة الإنسانية مع إيران. لكن لم تغير إدارة ترامب من الأمر شيئًا.

وجاءت الرسالة تحت عنوان الرعاية المشتركة لمشروع إيران وشبكة القيادة الأوروبية (ELN)، ومفادها إنه مثلما تسبب وباء كورونا المستجد في قلب كل جانب من جوانب الاقتصاد العالمي وحياة البشر وصحتهم، فقد أثرت بشكل جذري على سياسة الولايات المتحدة المصممة لغرض وظروف مختلفة. مؤكدين أن تخفيف العقوبات المستهدفة على إيران سيكون صحيحًا من الناحية الأخلاقية، وسيخدم المصالح الصحية والأمنية للولايات المتحدة وأوروبا وبقية العالم.

بينما تؤكد إدارة ترامب بأنها تسهل بالفعل الدعم الإنساني لإيران على الرغم من العقوبات، فيما أشار البعض إلى أن القيود الأمريكية أدت إلى برودة التجارة حتى مع إيران، وأخافت الكيانات الأجنبية من المخاطرة. لذا حثت الرسالة ترامب على النظر في خطوات من شأنها -مع الحفاظ على العقوبات- أن تشجع الدول والشركات الأخرى على متابعة المعاملات المصرح بها بالكامل مع الإيرانيين.

فنزويلا تعاني هي الأخرى

لم تكن إيران الدولة الوحيدة التي تعاني من العقوبات الأمريكية، لكن كانت فنزويلا أيضًا، فقد كثفت إدارة ترامب الضغوط على مادورو لاتهامه بتهم “إرهاب المخدرات”. مما أسفر عن تعطل نظام الرعاية الصحية في البلاد، في حين أجبرت الظروف الصعبة في الخارج في ظل الوباء آلاف اللاجئين الفنزويليين على العودة مرة أخرى إلى وطنهم المدمر.

بينما انتقد جيفري ساكس مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، العقوبات الامريكية على فنزويلا، قائلا “إنه أمر خطير للغاية وغير مسؤول في وقت تفشي وباء كوفيد-19”. مؤكدًا أنه “يجب على الولايات المتحدة مساعدة فنزويلا وغيرها من البلدان لاحتواء هذا الوباء المدمر”.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

هبة زين

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى