
“وول ستريت جورنال” تكشف تفاصيل “قرصنة” إدارة ترامب معدات طبية كانت في طريقها لألمانيا من الصين
تداولت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تقريرًا تحت عنوان “ألمانيا تبكي بحرقة على خسارة الأقنعة الطبية التي تم تسليمها الى الولايات المتحدة الأمريكية”، وذلك بعد أن أدلى مسئولون ألمان ببيانات حول شحنة الأقنعة الطبية التي كانت في طريقها الى ألمانيا، وتم تغيير وجهتها بعد ذلك باستخدام أسلوب يمكن وصفه بأنه “قرصنة عصرية”، وذهبت الى الولايات المتحدة الأمريكية. مما يسلط الضوء على أحدث الاتهامات الموجهة لإدارة ترامب بأنها تقوم برمي ثقلها لأجل تأمين معدات طبية نادرة لنفسها وسط معركة دولية لمحاربة عدوى فيروس كورونا.
وذكرت الصحيفة الاتهامات التي وجهتها الحكومة الألمانية في مارس لحكومة الرئيس الأمريكي ترامب، بسبب محاولاته اقناع شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية التي تعمل على تطوير لقاح لفيروس كورونا، بنقل فرقها البحثية الى الولايات المتحدة ومنح واشنطن الحقوق الحصرية لإنتاج اللقاح المستقبلي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة الألمانية قد صرحت –يوم الجمعة 3 ابريل- أن الولايات المتحدة قامت في بانكوك بالاستيلاء على عدد 200,000 قناع عالي الجودة، كان قد تم طلبها من مصنع أمريكي، ولم تصل أبدًا الى وجهتها الرئيسية، وهذا الأمر يثير مخاوف بشأن التهديدات الأمريكية بحظر تصدير الأقنعة الطبية.
ومن جانبها، رفضت السفارة الأمريكية في برلين التعليق على الواقعة، فيما امتنع البيت الأبيض عن الرد على طلبات التعليق على الحادثة. وعلى الجانب الآخر، لم يوضح البيان الصادر عن سلطات برلين أي تفاصيل أخرى تتعلق بتوقيت وقوع الحادثة، إلا أن مسئول ألماني قد ادلى بتصريحات تفيد بأن الأقنعة كانت جزء من طلب بشراء 400 ألف قطعة، من مصنع أمريكي موجود بالصين، وأضاف أن المسئولون الأمريكيون قاموا بمصادرة الشحنة أثناء عبورها في تايلاند.
كما وصف أندرياس جيزيل وزير الداخلية الألماني، الحادثة بأنه عبارة عن عمل يندرج تحت ما يسمى بـ “القرصنة المعاصرة”. فيما علق مايكل مولر عمدة برلين، “إن تصرفات الرئيس الأمريكي.. تعتبر غير إنسانية وغير مقبولة”. فيما قال السيد جيزل “حتى في أوقات الأزمات العالمية، يجب ألا تنتشر تصرفات الغرب المتوحش”. فيما امتنع متحدث باسم الحكومة الألمانية، التعليق على هذه الاتهامات. بينما علق مسئول اتحادي على الأمر قائلاً “أن السلوك الأمريكي منذ بدء الأزمة كان يتصف بالأنانية خاصة عندما يتعلق الأمر بالإمدادات الطبية”.
وتعد هذه هي المرة الثانية في فترة لا تتعدى ثلاثة أسابيع، التي تتهم فيها السلطات الألمانية بارتكاب أخطاء في مضمار جهودها لأجل القضاء على الوباء. وفي الوقت الذي اتهمت فيه الحكومة الألمانية واشنطن بمحاولتها اقناع شركة الدواء الألمانية التي تعمل على إيجاد لقاح للمرض بالإنتقال للولايات المتحدة، رد مسئول أمريكي معلنًا أن القصة برمتها تم تفجيرها في الإعلام بشكل غير مناسب. مضيفًا “أن الحكومة الأمريكية تحدثت الى أكثر من 25 شركة تدعي أنه بمقدورها المساعدة في انتاج لقاح”. مؤكدًا أن بلاده سوف تواصل جهودها بالتواصل الى أي شركة في استطاعتها المساعدة في هذا الأمر، وأنها سوف تشارك العالم أجمع بأي حل تتوصل اليه.
باحث أول بالمرصد المصري