
أبو غزالة: لابد من البحث عما في أزمة كورونا من فرص
أشار الخبير الاقتصادي، طلال أبو غزالة، خلال برنامجه العالم إلى أين؟ المذاع على قناة روسيا اليوم العربية، إلى هشاشة الاقتصاد العالمي الآن نتيجة الفوضى بالنظام التجاري العالمي، وسوق المال، وذلك في ظروف التنافس الشديد بين الاقتصادين الأكبر بالعالم (أمريكا والصين).
الأمة العربية يجب أن تحقق التكامل الاقتصادي فيما بينها
وبالإشارة إلى الوضع الإقليمي العربي، أكد أبو غزالة أن الأمة العربية يجب أن تحقق التكامل الاقتصادي فيما بينها، مع ضرورة البحث عما بهذه الأزمة من فرص- فالأزمة تعني فرصة يجب استغلالها – مشيرًا إلى حديث فرانكلين روزفيلت، الرئيس الثاني والثلاثين لأمريكا، الذي استنكر فيه الرأي القائل بأن لكل حدث اقتصادي وجهان، أحدهما يستفيد من الأزمة والأخر يخسر. وهو أمر لن يحدث أبدًا بحسب أبو غزالة فكل وضع اقتصادي به طرف خاسر وآخر مستفيد.
أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي أن تصنعه
تمنى أبو غزالة أن يقوم قادة الدول العربية بتكوين فرق عمل، لدراسة الأزمة الحالية، والتي من المؤكد أنها ستمس جميع دول العالم بشكل أو بآخر، ودراسة ما هي المشاكل التي ستواجهها، وكيفية التخفيف من أضرارها من خلال الاستعداد المسبق للضربات، ودراسة ما هي الفرص المتاحة لكي تكون غني حرب.
وأضاف أن دول مجلس التعاون الخليجي ستكون الأقل تضررًا من الأزمة، فمن المتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى ما بين (150-200) دولار، وبالتالي يمكنها تلبية احتياجاتها، وتنمية الاقتصاد. لكن هذا يجعلها تواجه مزيد من الصراع على النفوذ فيها، وكذلك صراعات للسيطرة على منابع النفط فيها. مما يجعلها طرف من أطراف المعركة مما يتطلب دراسة كيفية تخفيف وطأة كونها أحد طرفي الصراع – قاصدًا الطرف الأمريكي والطرف الصيني الروسي- ويجب ألا تقتصر الدراسة على المستوى الاستراتيجي والدولي فقط، بل يجب أن تشتمل الدراسة على مستوى الشركات والأفراد على حد سواء.
فيجب دراسة أي الدول والشركات والقطاعات الأكثر استفادة من الأزمات وزيادة الاستثمار فيها، والتحول عن الاهتمام فقط بالدول الكبرى والاقتصادات الهامة فقط، مؤكدًا أن على الأقل نصف دول العالم هي سوق أفضل في حالة الحرب. مشيرًا أن هناك 4 قطاعات لا يمكن الاستغناء عنهم بالحياة وهي (الأكل – الطب والأدوية – التعليم – التكنولوجيا وأدوات تقنية المعلومات في عصر المعرفة). لذا دعا الشركات للبحث عن الفرص المتاحة لهم بسبب الأزمة، وهو ما يسهم في تشكيل مصير الدول بالنهاية. مؤكدًا أن “أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي أن تصنعه”
وقد دلل أبو غزالة على ذلك بتوقع مجموعته الاستشارية ضرورة إيجاد بديل للصين كمصدر ومصنع لأغلب الأجهزة التقنية، واللوحية حول العالم في ظل الأزمة الحالية، لذا تم تصنيع أول جهاز لوحي، وجهاز كمبيوتر عربي من خلال مصانعه بأيدي عربية، ومن المخطط إنشاء مراكز إنتاج بدول مختلفة حول العالم لكي نسهل التزويد العالمي من هذه التقنية سواء في أفريقيا، أو جنوب أمريكا، وأسيا، وحتى بالصين.
مصر صاحبة أعلى نسبة نمو للناتج القومي
نوه أبو غزالة إلى دراسة أمريكية، أكدت أن اقتصاد الصين سيكون الأكبر في العالم، وضعف الاقتصاد الأمريكي.
كما أكدت الدراسة إلى أن ترتيب اقتصادات العالم على التوالي كما يلي: الصين، الهند، أمريكا، روسيا، اندونيسيا، ومصر في المرتبة السادسة بين اقتصادات العالم. مشيرًا أن مصدر قوة مصر في عدد سكانها وزيادة نسبة الشباب بين مواطنيها.
فالأمر يختلف الآن في عصر المعرفة عما سبق، فالدول الأكثر سكانًا والأكثر شبابًا هي الدول الأقوى، ففي عصر المعرفة الطاقة الإنتاجية لا تقاس برأس المال، ولكن بقوة شبابها المعرفية والاختراعات والمبتكرين (أو كما يطلق عليهم عامل المعرفة وهو الذي ينتج المعرفة وينتج الثروة من هذه المعرفة)، على عكس عصر الرأسمالية والذي شارف على الانتهاء.
وأوضح أن مصر تحظى الآن بأعلى نسبة نمو للناتج القومي بالعالم بنسبة 8%، تليها إندونيسيا. فالصين انخفضت من 8% إلى 6%، والدول الأوروبية والأمريكية تتراوح من 0% إلى 2%. ويأتي ذلك نتيجة استراتيجية مصر الأخيرة التي تركزت على بناء بنية تحتية تنتج الثروة، وتساعد على نمو الثروة.
الإعلام المصري منارة المواطن
ورغم ما حققته وتحققه الدولة المصرية من إنجازات، إلا أن المواطن المصري غير راضٍ لأن هذا الإنجاز لا يعود عليه بشكل مباشر، وهنا يأتي دور الإعلام المصري لتوعية المواطن بشكل كافٍ أن ما يتم استثماره الآن هو لأبنائك وأحفادك في المستقبل. وأن الدولة التي تقدم “رشاوى” لشعبها لشراء أصواتهم ورضائهم اثناء الانتخابات تدفع ببلادهم إلى الإفلاس والبطالة.
فيجب توزيع تقارير على الجامعات والمدراس حول وظائف المستقبل ليدرك كل فرد في المجتمع ما هي الوظائف المطلوبة بالمستقبل، وكيفية الاستعداد والتجهيز ليكون صاحب مهارات أحد هذه المهن، وليس تخريج “باحث عن عمل”.
باحث أول بالمرصد المصري