كورونا

تجارب سريرية وتبرعات بأدوية الملاريا لعلاج “كورونا” في الولايات المتحدة

عقب التضارب بين تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA حول اعتماد دواء الملاريا لعلاج فيروس كورونا، أصدرت الأخيرة موافقة طارئة على اعتماد الأدوية المضادة للملاريا كعلاج ضد الفيروس التاجي، وكانت قد أرجعت سبب رفضها السابق بأنها لا ترغب في إعطاء أمل زائف حول دور عقار الكلوروكين في علاج فيروس COVID -19، إثر تصريح بعض العلماء بأنه ممكن أن يكون علاجاً للفيروس بينما صرحت منظمة الصحة العالمية بأنه لا يوجد دليل حول فاعلية هذا العقار.

هل يساعد الكلوروكين في علاج كورونا أم سياسة جديدة لشركات الأدوية

أعطت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الضوء الأخضر نحو التصريح باستخدام الطوارئ لكبريتات هيدروكسي كلوروكين المتبرع بها، وفوسفات الكلوروكين، عقب قبول وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية HHS 30 مليون جرعة من كبريتات هيدروكسي كلوروكين التي تبرعت بها شركة “ساندوز” الأمريكية، احدى أفرع شركة نوفارتس للأدوية، والتي اتهمتها الحكومة الأمريكية مع 19 شركة أخرى في العام الماضي بتدبير خطة احتكارية عن طريق عقد اتفاقيات سرية تمنع التنافس فيما بينهم منذ عام 2012والتي تهدف لرفع الأسعار بقيمة تصل إلى 1000% لأدوية الأمراض المزمنة.

 كما تم قبول مليون جرعة من فوسفات الكلوروكين التي تبرعت بها شركة باير فارما للأدويةBayer Pharmaceuticals ،وذلك لاستخدامها في علاج مرضى COVID-19  في المستشفيات، أو للاستخدام في التجارب السريرية، وأضافت الصحف عن أنها قد تتبرع هذه الشركات وغيرها بجرعات إضافية، وقد زادت الشركات الإنتاج لتوفير إمدادات إضافية من الدواء للسوق التجاري.

وعن الخلفية السابقة لشركة ساندوز الاحتكارية وسياسات رفع الأسعار التي تنتهجها قد تختلف الهدف من فلسفة تبرعها بهذه الكمية من الأدوية والتي قد تعكس جانب خيُر يتمثل في ايجاد علاج فعلي كمحاولة لتحسين صورتها الذهنية في المجتمع الأمريكي، وجانب سئ متمثلاً في خلق احتياج جديد في السوق للعلاج الذي تنتجه قد يسهم في رفع أسهمها في السوق من ناحية ويمكنها من السيطرة على الأدوية فيما بعد، ولكن الأيام وحدها كفيلة بإيضاح هذا الأمر.

الحكومة الأمريكية تثمن دور ترامب في توفير الدواء لعلاج كورونا

جاءت تصريحات أليكس عازار، وزير الصحة والخدمات الإنسانية، حول الرئيس ترامب بإنه “يتخذ كافة الخطوات الممكنة لحماية الأمريكيين من الفيروس التاجي وتزويدهم بالأمل”، وذلك بعد أن حدد العلماء في أمريكا وحول العالم العديد من العلاجات المحتملة لـ COVID-19 ، بما في ذلك الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين، وأضاف أنه بفضل القيادة الجريئة للرئيس ترامب والعمل الجاد الذي قامت به إدارة الأغذية والأدوية ووزارة الصحة نجحت في التأهب والاستجابة لتأمين هذا التبرع الكبير بالأدوية، موضحاً الاستمرار في العمل على مدار الساعة لتمكين المرضى الأمريكيين من الوصول إلى العلاجات التي قد تساعدهم في محاربة COVID-19 ، مع بناء الأدلة لتقييم أكثر الخيارات فاعلية. “

يذكر أنه يعمل مكتب مساعد وزير الخارجية لشؤون التأهب والاستجابة بالتعاون مع وزارة الصحة والشركات ووزارة الأمن الداخلي لتأمين الشحنات الممنوحة، نظرًا لأهمية فهم فعالية هذه الأدوية لعلاج والوقاية من COVID-19 ، كما تعمل الوكالات الفيدرالية، مثل المعاهد الوطنية للصحة وهيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم معًا، للتخطيط لتفعيل التجارب السريرية.

أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيصاً لاستخدام الطوارئ للسماح بوضع كبريتات هيدروكسي كلوروكوين وفوسفات الكلوروكين “الممنوحة” في المخزون الوطني الاستراتيجي؛ ليتم توزيعها ووصفها من قبل الأطباء للمرضى المصابين بفيروس COVID-19 بالمستشفيات حسب الحاجة، وذلك عندما تكون التجربة السريرية غير متوفرة أو مجدية، والتنسيق من أجل تناقلها عبر الولايات المختلفة.

ويتطلب تصريح الطوارئ وجود بيانات حقيقية للامداد بالمعلومات الهامة حول استخدام فوسفات الكلوروكين وسلفات هيدروكسي كلوروكوين في معالجة COVID-19  لمقدمي الرعاية الصحية والمرضى، بما في ذلك المخاطر المعروفة والتفاعلات الدوائية.

وأوضحت الدراسة أن هذين العقارين المستخدمان في علاج الملاريا والتي يتم تعاطيها عبر الفم، قد أظهرا نشاطًا في الدراسات المختبرية ضد الفيروسات التاجية على الرغم من عدم وجود علاجات معتمدة حاليًا لـ COVID-19 ،إلا أنه مازال هناك حاجة للتجارب السريرية لتقديم أدلة علمية على أن هذه العلاجات فعالة.

التبرع بالكلوروكين وتجارب سريرية لعقاقير أخرى لتخفيف ضغوط إمداد الأدوية في الولايات المتحدة

وتعد شركتي ساندوز وباير أحدث الشركات التي تتقدم لتعزيز قدرة استجابة الولايات المتحدة على مواجهة الفيروس التاجي، كما جاري تواصل الحكومة مع شركات أخرى راغبة في التبرع بجرعات من هيدروكسي كلوروكوين والكلوروكين، ودشنت الحكومة موقع للتبرع تقوم الشركات المهتمة بالتبرع من خلاله أو عن طريق خدمات الاتصال، وهو  https://www.fema.gov/coronavirus/how-to-help.

ومن المتوقع أن يساعد استخدام الأدوية المتبرع بها في تخفيف ضغوط إمداد الدواء، وتعمل إدارة الأغذية والأدوية أيضًا مع الشركات المصنعة للكلوروكين وهيدروكسي كلوروكوين لزيادة الإنتاج لضمان بقاء هذه الأدوية متاحة أيضًا للمرضى الذين يعتمدون عليها لعلاج الملاريا والذئبة و التهاب المفاصل الروماتويدي، كما اتخذت بعض الولايات وصيدليات البيع بالتجزئة إجراءات للحفاظ على توريد هذه الأدوية وغيرها لهؤلاء المرضى.

جدير بالذكر أنه بجانب هذان العقاران تمول الحكومة الأمريكية التجارب السريرية لعقارين آخرين وهما عقار “كيفزارا” والذي بدأت شركتي “سانوفي” الفرنسية للأدوية و”ريجينيرون” الأمريكية للأدوية والمستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، إلى جانب عقار “ريمديسفير”، من قبل الشركات الأمريكية للوصول لعلاج فعال لفيروس كورونا، إلى جانب دعم التطوير المبتكر للعديد من الأدوية العلاجية المحتملة واللقاحات والاختبارات التشخيصية لـ COVID-19. جدير بالذكر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقع قانون “الإنتاج الدفاعي لمكافحة تأثير كورونا” مشيراً أنه تم التوقيع عليه فقط استعداداً لأسوأ السيناريوهات في المستقبل، معرباً عن أمله في عدم الحاجة إليه.

+ posts

باحثة بالمرصد المصري

رحمة حسن

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى