
ممرضة أمريكية تنشر صورا لجثث ضحايا “كورونا” وتقول : إنها الحقيقة المخيفة
وسط انتشار الذعر من تزايد أعداد المصابين بالولايات المتحدة الأمريكية، وانخفاض معدات الحماية والأدوات الطبية وما يؤدي تزايد معدلات انتشار المرض وفقد الأشخاص بشكل يومي إلى تزايد أعراض الاكتئاب وفقدان الأمل والتخوف من القادم، نشرت ممرضة في مدينة نيويورك صورة مروّعة لضحايا فيروس كورونا؛ لإظهار مدى رعب تفشي المرض، قائلة “إنها الحقيقة المخيفة لما نتعامل معه وحيث انتهى بنا البعض بالفعل”.
ظهرت الصور من داخل شاحنة في حجرة الإسعاف خارج مستشفى مدينة نيويورك، وتم تغيير الصورة التي التقطتها الممرضة لإخفاء أسماء الضحايا.

بداية القصة
في صباح أمس الأحد ومع اقتراب انهاء الممرضة البالغة من العمر 38 عاماً، والتي طلبت عدم تحديد هويتها خوفاً من التداعيات، نوبتها في مستشفى مانهاتن تقدمت نحو سيارة الإسعاف خارج المبنى، وهناك كانت توجد شاحنة بها ثلاجة عملاقة جاهزة لنقل أولئك الذين ماتوا من مضاعفات تأثيرات الفيروس التاجي، فصعدت للشاحنة، فاتحة المزلاج والتقطت تلك الصورة المفزعة.
جاء تصرفها هذا وسط رغبة داخلية أعلنتها فيما بعد محاولة إظهار الحقيقة والتي أسمتها بالمخيفة لما يتم التعامل معه يومياً، وحيث انتهى إليه البعض بالفعل.
وأضافت الممرضة أنه في وقت سابق من ليلة السبت، كانت تجلس بجوار إحدى المرضى، والتي أمسكت بيدها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأصبح جسدها ملقي ضمن ثلاجة الموتى في تلك الصورة المفزعة.
وصفت الممرضة حالة تلك السيدة مشيرة إلى لباسها الأنيق وارتدائها لسحب عرضي مع رباطة رأس عريضة، ربما لو كانت ارتدتها على وجهها بدلا من رأسها لما انتهى بها الأمر بالإصابة بهذا الفيروس، والذي أودى بحياتها.
العزل عند الحياة والوفاة
وذكرت الممرضة أنه واحدة من الحقائق المفزعة الفريدة لتداعيات تلك الفيروس التاجي، هي أن ضحاياه يضطرون في كثير من الأحيان إلى الموت بمفردهم، معزولين عن الأقارب والأصدقاء، بسبب ارتفاع معدل الإصابة به، والتخوف من انتقاله للأصحاء من أهالي المصابين.
وتحكى الممرضة عن قصة تلك المريضة التي كانت تتمتع بصحة جيدة قبل اصابتها بالفيروس بالرغم من بلوغها الـ 71 عاماً من العمر، وكيف كانت تتلهف على الحصول على الهواء أثناء وفاتها، والتي تم تصنيفها إيجابياً من قبل أسبوع لتعود يوم السبت الماضي مع شعور حاد بضيق في التنفس نتج عنه وفاتها السريعة بين عشية وضحاها.
اجراءات احترازية غير كافية للنظم الصحية في نيويورك
تقول الممرضةإنه من المعروف أنه منذ تفشي الفيروس وإصابة أكثر من 30 ألف حالة، تم رفع درجة استعداد المستشفيات إلى الدرجة القصوى، على إثره رفعت درجة استعداد الأطباء وطاقم التمريض لاستقبال تلك الحالات مع التدفق المستمر للمصابين.
وفي ظل تلك التدفقات لأعداد المصابة تنخفض درجة الاستعداد والحماية الشخصية للأطباء من الأقنعة والملابس الواقية، فقد وصفت تلك الممرضة الوضع بأنه من المحتمل أن يكون كل العاملين من الطاقم الطبي مصابين بالفيروس مع انخفاض معدلات الحماية الشخصية وتزايد الأعداد المصابة التي يتم التعامل معهم يومياً، دون الخضوع للاختبارات، موضحة أنه لا يتم خضوعهم إلى الاختبارات إلا بظهور أعراض الفيروس، لذا من المحتل ان يكون الجميع مصاب دون علمهم على حد قولها.
وأضافت الممرضة أنهم يحصلون على قناع واحد وثوب واحد فقط، يتم استخدامه لمدة خمس نوبات لمدة 12 ساعة قبل استبدالها، وهو ما يتنافى مع طبيعة الإجراءات الوقائية التي توصي بضرورة استخدامه مرة واحدة فقط! وذلك وسط تعهدات حكومية نحو تقديم مزيد من الإمدادات للأطباء والممرضات.
وذكرت أنه لا يوجد قواعد محددة للمضي قدماً نحو تنفيذها، وبالتالي تعج المستشفيات بالفوضى نتيجة التصرفات اللحظية التي يقوموا بها، مع عدم وجود تعليمات واضحة وقواعد للسير عليها.
وقالت إنه على سبيل المثال تلقوا تعليمات قبل أسبوع نحو خلع الأقنعة أثناء العمل، والآن يتم التوجيه نحو إرتدائها في جميع الأوقات لأن الكثير منا يختبرون إيجابية التحاليل للاصابة بالمرض”.
باحثة بالمرصد المصري