قراءة في أداء سوق الأوراق المالية المصري في النصف الأول من العام الجاري
انتهى النصف الأول من العام 2019، واستطاع سوق الأوراق المالية المصري خلال تلك الفترة تحقيق معدل عائد بحوالي 8.17%، وعلى الرغم من ارتفاع السوق في بداية تعاملات شهر يناير وفبراير ووصوله إلى مستوى 15225 نقطة أي ما يمثل حوالي 16.80% تقريبا (من 13035 نقطة في بداية يناير 2019 حتي 15225 نقطة في 18 فبراير)، إلا أن السوق انخفض من ذلك المستوى ليختبر منطقتي 14650 ثم 14500.
وبالفعل ارتد السوق من ذلك المستوى الذي مثل مستوى دعم إلى منطقة 15200 مرة أخرى لكن هذه المرة في شهر ابريل، والتي فشل في اختراقها للمرة الثانية، فعاد السوق ليختبر منطقة الدعم 14650 ولكنه لم يستطع الارتداد من ذلك المستوي لينخفض السوق في الفترة من 20 ابريل حتى 20 مايو بنسبة -12.23%، ليجد مستوى دعم عند تلك المنطقة دفعته للارتداد وإعادة اختبار مستويات 14200 والتي من المتوقع في حال كسرها بأحجام تداول جيدة أن يعيد السوق اختبار منطقة الدعم المكسورة سابقا والتي تمثل المستوي 14500 – 14600، ويوضح الشكل التالي أداء المؤشر الثلاثيني لسوق الأوراق المالية المصري خلال النصف الأول من عام 2019.
ولكن هل يعتبر العائد الذي حققته البورصة المصرية خلال النصف الأول من 2019 جيد؟
لا يمكننا الحكم على ذلك العائد بدون مقارنه أداء سوق الأوراق المالية المصري بأداء الأسواق العربية المجاورة، حيث استطاع سوق الكويت أن يرتفع بمقدار 21% ليحصد المركز الأول في أفضل الأسواق العربية أداء خلال النصف الأول من 2019، تلاه السوق السعودي والذي ارتفع بمقدار 12.71% ليأتي في المركز الثاني متأثرا بقرار انضمام المملكة العربية السعودية إلى مؤشر MSCI والذي ساهم في دخول استثمارات المؤشرات للاستثمار في المملكة Passive investors، تلا السوق السعودي سوق البحرين والذي استطاع أن يرتفع بمقدار 10% في نفس فترة المقارنة ثم يأتي السوق المصري في المرتبة الرابعة بمعدل أداء 8.17%، أما عن دبي فقد ارتفع بمقدار 5.26%، وجاء أداء السوق القطري باهتا حيث ارتفع سوق الأوراق المالية بمقدار 1.34%، وكان سوق عمان الأسوأ أداء حيث انخفض بمقدار 10.15% مخالفا الاتجاه العام لباقي الأسواق العربية، ويوضح الجدول التالي مركز مصر ضمن الأسواق العربية:
أما الأسواق العالمية (الولايات المتحدة الامريكية، إنجلترا، فرنسا، المانيا) وهي أكبر الأسواق العالمية، فكان وضعها أفضل بكثير من أداء معظم الأسواق العربية (باستثناء سوق الكويت) فيأتي سوق فرنسا الأعلى إذ حقق مؤشر كاك 40 معدل أداء 19.32% على الرغم من الاضطرابات التي شهدتها فرنسا والتي سميت بالسترات الصُفر، إلا أن سوق الأوراق المالية لم يتأثر بتلك الاحداث، وتلك فرنسا المانيا إذ حقق مؤشر داكس 30 بسوق الأوراق المالية بها عائد 18.33%، وحققت مؤشر داون جونز بالسوق الأمريكي 13.99%، وجاءت إنجلترا بمؤشر فوتسي لتحقق معدل 10.37%، ويوضح الجدول التالي أداء الأسواق العالمية:
وعليه فقد حقق سوق الأوراق المالية المصري أداء غير مرض بالمقارنة بالأسواق العالمية، إذ أن سوق دولة ناشئة في ظل ارتفاع كبرى الأسواق العالمية بذلك الشكل كان يفترض أن يكون الأداء أفضل بكثير، لكن الأمر الجيد في الوقت الحالي في السوق المصري.
وعلى الرغم من الأداء غير الجيد للسوق إلا أن الشركات المدرجة بالسوق تتمتع بأوضاع مالية قوية للغاية من حيث قدرتها على توليد أرباح، كما أن أسعار تلك الأسهم وصلت لمستوى متدني للغاية وهي مستويات جاذبة للشراء، لذا فمن المنتظر أن تتسبب تلك العوامل بالإضافة إلى تفعيل تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، وإعادة استكمال البنك المركزي لرحلة خفض أسعار الفائدة التي بدأها بالفعل، في ارتفاع سوق الأوراق المالية المصري خلال الفترة المقبلة وأن يحقق أداء جيدا.
