” نون النسوة” تسيطر على مقاليد الأمور بـ”الاتحاد الأوروبي”
بعد محادثات استمرت لساعات طويلة،ومناقشات معمقة استمرت لمدة ثلاثة أيام،لتجمع مكون من 28 دولة، كشفت مدى تعقد المشهد السياسي داخل أعرق الديمقراطيات الغربية،بشأن توزيع المناصب القيادية في القارة العجوز خلال الفترة 2019 – 2024، والنقص الحاد في أعداد النساء في المناصب العليا. رشح قادة الاتحاد الأوروبي وللمرة الأولى سيدتين في المنصبين الأهم وهما الألمانية أورسولا فون دير لاين، التي ستتولى منصب رئيسة المفوضية الأوروبية خلفا لجان كلود يونكر، الذي كان رئيسا لوزراء لوكسمبورج، والفرنسية كريستين لاجارد لرئاسة البنك المركزي الأوربي خلفا للإيطالي ماريو دراجي.
في حين تم الحفاظ على التوازن بين الجنسين عند اختيار المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي، مع اختيار امرأتين من بين أربعة ترشيحات، تم إهمال التوازن بين الشرق والغرب ولم يجر اختيار أي سياسي من شرق أوروبا لتولي منصب كبير.
وتم ترشيح البلجيكي شارل ميشال ليخلف البولندي دونالد توسك في رئاسة المجلس الأوربي، وسيتولى الوزير الإسباني جوزيب بوريل منصب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي خلفا للإيطالية فيدريكا موجريني. وتم انتخاب النائب الاشتراكي الإيطالي ديفيد ساسولي رئيسا للبرلمان الأوروبي لمدة عامين ونصف العام.وعن اختيار سيدتين لشغل مناصب مهمة في الاتحاد الأوروبي قال دونالد تاسك “أوروبا سيدة في الأصل” ، مشيرا إلى تسمية القارة باسم الأسطورة اليونانية المشهورة التي أخذ أسم القارة منها.
الألمانية أورسولا فون دير لاين
بعد فشل أبرز مرشحين لرئاسة المفوضية الأوروبية في الحصول على التأييد المطلوب، اتفق رؤساء دول وحكومات الاتحاد على أن تتولى وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين المنصب، وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك قد اقترح على قادة دول الاتحاد الأوروبي اسم فون دير لاين لتولي رئاسة المفوضية الأوروبية بعد تعثر المقترحات السابقة وخصوصا رفض إيطاليا وبعض دول شرق أوروبا اختيار الاشتراكي الهولندي فرانز تيمرمانز للمنصب.
- أول سيدة تتولى منصب وزير الدفاع في بلادها، وستكون أول امرأة تأتي على رأس المؤسسة التنفيذية للاتحاد الأوربي، وستكون أول ألماني يشغل هذا المنصب بعد مرور أكثر من 60 عاما على إنشاء المفوضية.
- فون دير لاين، 60 عاما، شغلت مناصب وزارية مختلفة في أربع حكومات للمستشارة أنجيلا ميركل منذ عام 2005 وحتى الآن.
- فون دير لاين التي تتنقن الفرنسية والألمانية، هي أم لسبعة أطفال، ومن النادر أن تجد أمّاً لسبعة أبناء في ألمانيا حيث يبلغ معدل المواليد 1.59 طفل لكل امرأة.
- دخلت فون دير لاين عالم السياسة حين كان عمرها يناهز الـ43 عاماً، وهي عضو في الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظـ، وهو حزب ميركل.
- شغلت فون دير لاين العديد من المناصب السياسية المحلية في منطقة هانوفر بين عامي 2001 و2004، ثم انتخبت لعضوية برلمان ولاية سكسونيا السفلى في عام 2003، قبل أن تصبح عضواً في مجلس الوزراء وزيرة للشؤون الاجتماعية والمرأة وشؤون الأسرة والصحة.
- انخرطت فون دير لاين في المشهد السياسي الألماني في عام 2005 عندما عينتها ميركل وزيرة لشؤون الأسرة وكبار السن والنساء والشباب، وبعد أربع سنوات، تم انتخابها في البوندستاج، (البرلمان الاتحادي الألماني)، ثم شغلت منصب وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية الفيدرالية حتى العام 2013.
- وخلال توليها منصب وزيرة الدفاع، اتهمت فون دير لاين بمنح عقود خاصة مشكوك بأمرها لشركتين استشاريتين هما ماكينزي وأكسنتشر، ولاحقاً قالت الوزيرة: إن عديد من الأخطاء ارتكبت في تخصيص العقود، وأكدت أنها ستعمل للحيلولة دون حدوث مثل هذا الأمر من خلال اتخاذها سلسلة من التدابير الجديدة.
- وفي العام 2015، اتُّهمت فون دير لاين بأنها نسبت لنفسها نصوصاً مقتبسة في رسالتها لنيل درجة الدكتوراه، غير أنه قدّ تم لاحقاً إعلان براءتها من هذه التهمة.
- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو من اقترح اسم وزيرة الدفاع الألمانية لحل الخلافات بين القادة الأوربيين بشأن ترشيحات المناصب الكبرى.
الفرنسية كريستين لاجارد
تعد كريستين لاجارد من أول النساء اللائي شغلن منصب وزير المالية في فرنسا وهي ترأس صندوق النقد الدولي منذ 2011 وتعد من أقوى أنصار تمكين المرأة وإن كانت لا تملك خبرة مباشرة فيما يخص السياسة النقدية.وستكون أهم مهمة تضطلع بها لاجارد (63 عاماً)، التي نفت سابقا أي اهتمام بشغل المنصب، إنعاش اقتصاد منطقة اليورو، وقال عنها رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك: “ستكون كريستين لاجارد.. رئيسة ممتازة للبنك المركزي الأوروبي. أنا واثق من أنها ستكون رئيسة مستقلة إلى حد بعيد”.صنفتها مجلة “فوربس” الأمريكية على أنها واحدة من أقوى ثلاثين امرأة في العالم، وكان ذلك في العام 2006، كما أبرزتها مجلة “تايم” كواحدة من أكثر مائة شخصية مؤثرة في العام 2010.
- كريستين لاجارد، 63 عاما، ترأس صندوق النقد الدولي منذ عام 2011، ومن المقرر أن تنتهي ولايتها في 2021.
- لاجارد كانت محامية قبل أن تشغل عدة مناصب وزارية في الحكومات الفرنسية المتعاقبة، أبرزها وزيرة الزراعة والصيد البحري ووزيرة منتدبة للتجارة الخارجية قبل أن تتقلد في 2007 منصب وزيرة الاقتصاد في حكومة فرانسوا فيون.