
سيناء.. الحرب على الإرهاب لا تعوق مسيرة التنمية
أولت القيادة السياسية منذ عام 2014 اهتمامًا غير مسبوق لشبه جزيرة سيناء التي تمثل 6% من مساحة مصر الإجمالية وتمثل معبرًا بين قارتي آسيا وأفريقيا، وقد سارت طموحات التنمية لشبه الجزيرة جنبًا إلى جنب مع سلسلة من العمليات العسكرية كانت آخرها العملية الشاملة لتطهير سيناء من العناصر الإرهابية التي تسللت إليها خلال فترة الانفلات الأمني في عام 2011 والتي ازدادت وتيرة عملياتها بعد ثورة 30 يونيو على الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقد استطاعت مصر أن تحقق المعادلة الصعبة بالعمل على محورين “محور التنمية” و”محور اقتلاع جذور الإرهاب”، اعتمد العمل في محور التنمية على عدد من الخطوات الاستراتيجية التي تصب نهايةً في خطة تنمية شاملة ترتسم ملامحها كاملةً بحلول عام 2022، تستهدف تحويل شبه الجزيرة إلى مقصد عالمي للشركات، وتتضمن تنفيذ 312 مشروعًا لخدمة كافة مجالات التنمية الشاملة، بإجمالي تكلفة 199 مليار جنيه، تم الانتهاء من 171 مشروعًا منها حتى الآن، فيما يبلغ التمويل المخصص لخطة تنمية سيناء 3 مليارات دولار.
مشروعات البنية التحتية
طرق وأنفاق

مشروعات قومية كبرى شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، وصارت هي النهج الأساسي للعمل التنموي، وكان لسيناء نصيب فيها، منها: تنفيذ 14 مشروعًا قوميًا على رأسها مشروع أنفاق السيارات أسفل قناة السويس، بعدد نفقين شمال الإسماعيلية، ونفقين جنوب بورسعيد، وكذلك مشروع رفع كفاءة وازدواج الكوبري القائم أعلى قناة السويس، وإنشاء كوبري جديد بطول 640م وعرض 11,2م وارتفاع 65م أعلى قناة السويس الجديدة.

ولأن التنمية لا تكون إلا بمد شرايين الحياة، تتضمن المشروعات إنشاء 24 طريقًا بإجمالي أطوال 1922 كم، ويتم تطوير مطار العريش الدولي بإنشاء ممرين وربطهما بالممرات الحالية، وتنفيذ برج مراقبة جوية، بالإضافة لتنفيذ الأرصفة البحرية بمنطقة شرق بورسعيد بطول 5 كم وعرض 500 متر، وإقامة ساحات التداول، والمنطقة الصناعية بمساحة 63 مليون م2، فضلاً عن إنشاء ميناء الصيد بقرية رمانة في بئر العبد.
المياه والكهرباء

عانت سيناء طويلًا من نقص البنى التحتية الأساسية كالمياه والكهرباء والصرف الصحي، ولذلك اشتملت الخطة الاستراتيجية لتنمية سيناء على تنفيذ 49 مشروعًا في مجال الإمداد بالمياه تضم محطات تحلية وتنقية، منها 20 محطة بإجمالي طاقة إنتاجية 450 ألف م3 مياه يوميًا، وتنفيذ مشروع لمعالجة مياه الصرف في بحر البقر بتكلفة تقدر بنحو مليار دولار.
ويتم تنفيذ 5 مشروعات صرف صحي بمدن (الشيخ زويد – بئر العبد – الحسنة – نخل – الطور)، و6 مشروعات لرفع كفاءة شبكات الكهرباء بمدن (رفح – الشيخ زويد – العريش).
مشاريع الإسكان

ولتوفير الخدمات الكاملة لأهل سيناء، تشمل خطة التنمية تنفيذ 5 مشروعات إسكانية، بإجمالي 80995 وحدة سكنية، و400 بيت بدوي، منها إنشاء تجمعات عمرانية جديدة، مثل مدينة رفح الجديدة، ومدينة السلام بشرق بورسعيد، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، ونجحت جنوب سيناء في تطبيق تجربة التجمعات البدوية الزراعية من خلال 14 تجمعًا تضم أنشطة زراعية وسمكية لسكان المحافظة، كما يتم تنفيذ 7 تجمعات بدوية جديدة، من خلال القوات المسلحة، ووصلت نسب التنفيذ لنحو 70%.
المشاريع الخدمية
يمثل الجانب الخدمي عاملًا مهمًا وأساسيًا للتنمية لضمان حياة مستقرة للمواطنين، وانطلاقًا من هذا يتم تنفيذ 14 مشروعًا في مجال الرعاية الصحية، منها: إنشاء 3 مستشفيات، ومخزن للأدوية، ورفع كفاءة 10 مستشفيات أخرى، بإجمالي 400 سرير.
ولتوفير كافة السلع للمواطنين، يجري إنشاء سوق للجملة بالعريش على مساحة 38.8 فدانًا، يشمل معارض للخضار والفاكهة والأسماك واللحوم والدواجن، كما يجري تنفيذ 19 مشروعًا في مجال المنشآت الرياضية والثقافية والاجتماعية والخدمية والترفيهية.
المشروعات الزراعية

تحويل رمال سيناء الصفراء إلى جنان خضراء هو الحلم الذي يراود الجميع، ولكنه لم يعد حلمًا، فقد تم البدء في تنفيذه على أرض الواقع، باستخدام أحدث الأساليب الزراعية، إذ تجري زراعة 5 آلاف فدان بالصوب الزراعية بشرق الإسماعيلية الجديدة، وإنشاء مزرعة مانجو بشرق الإسماعيلية الجديدة بمسطح 1640 فدانًا.
ويتم تنفيذ 11 مشروعًا للاستفادة من الموارد المائية في الزراعة بطاقة إنتاجية 6 ملايين م3 مياه، منها إنشاء سحارة سرابيوم أسفل قناة السويس الجديدة بطول 400 متر، لنقل 1.2 مليون م3 من مياه ترعة السويس لترعة سيناء الشرق.

والاستزراع السمكي كان له نصيب أيضًا من المشروعات، حيث يجري تنفيذ أحواض الاستزراع السمكي بشرق بورسعيد على مساحة 19351 فدانًا، بإجمالي 5906 أحواض، وتنفيذ بحيرة الصيد الحر بشرق بورسعيد على مساحة 10 أفدنة.
المشروعات الصناعية

يجري تنفيذ 4 مشروعات تنمية صناعية، تتضمن تجهيز البنية الأساسية للربع الشمالي الغربي، ومنطقة الخدمات بالمنطقة الصناعية ببئر العبد، وتنفيذ المرحلة الثانية لتطوير مصنع العريش للأسمنت بإنشاء الخط الثالث والرابع بالمصنع، بطاقة إنتاجية 3.7 ملايين طن سنويًا، ليصل إجمالي الطاقة الإنتاجية للمصنع إلى 6.9 مليون طن سنويًا، كما يتم إنشاء مجمع لإنتاج الرخام بالجفجافة، بعدد 4 خطوط إنتاج، بطاقة إنتاجية 3 ملايين م2 سنويًا، بالإضافة إلى إقامة مناطق إنتاجية تصدر سلعها للخارج على مساحة 50 فدان.
المشروعات التعليمية

التنمية والنهضة الكاملة لا تتم إلا بالاهتمام بالتعليم، ولذلك كانت هناك رغبة في تعزيز المشروعات التعليمية في سيناء، حيث تم البدء بجامعة العريش التي تم تشغيلها بعدد من الكليات، فضلًا عن البدء بكلية التربية كنواة لجامعة الطور في جنوب سيناء.
وكان مشروع جامعة الملك سلمان الذي تم البدء فيه عقب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة في أبريل من العام 2016م، بداية النهضة التعليمية لسيناء، وقد وافقت محافظة جنوب سيناء على توفير 10 أفدنة لسكن الطلاب بالجامعة.
ولم يكن هو المشروع الأخير، فهناك معهدان فنيان صناعيان في شمال سيناء يتبعان الكلية التكنولوجية في بورسعيد، تدرس وزارة التعليم العالي تحويلهما إلى جامعة تكنولوجية، كما أن هناك معاهد خاصة تسع لـ 4 آلاف طالب، وتعمل الوزارة على توفير أراضِ لإنشاء جامعات خاصة أخرى، وخاصة في منطقة شرم الشيخ، أما على مستوى التعليم الأساسي، فيجري الآن تنفيذ 46 مشروعًا تعليميًا تشمل (إنشاء ورفع كفاءة مدارس / إدارات تعليمية).
مسيرة لن تنتهي
ومازالت خطط تنمية سيناء تشمل الكثير والكثير من المشروعات والأفكار التي تهدف إلى تحويل هذه البقعة الحيوية الغالية من أرض مصر، التي بُذل من أجلها الغالي والنفيس من دماء أبناء مصر على مدار العصور، إلى واحة للاستقرار والاستثمار والنمو على مختلف الأصعدة والمستويات.