كورونا

خبير في مكافحة العدوى يكشف سبب انخفاض معدل وفيات كورونا بألمانيا

نشر موقع شبكة “سي.إن.إن” الاخبارية الأمريكية تقريرا، تحت عنوان “لماذا ينخفض معدل وفيات فيروس كوفيد 19 في ألمانيا؟“، تناولت من خلاله تحليلات كينت سيبكوويتز المحلل الطبي والخبير في مكافحة العدوى في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في مدينة نيويورك. حيث يقول الخبير إن تعداد الوفيات يعد أهم مؤشر يمكن من خلاله تحديد وتعقب إلى أي مدى وصل هذا الوباء. 

وأشار الخبير إلى ما توصلت اليه تسع دول، اعتبارا من نهاية الأسبوع الماضي. حيث شخصت هذه الدول أكثر من 9000 حالة، فيما بلغت معدلات الوفيات لدى كوريا الجنوبية وسويسرا وألمانيا تعداد أقل بكثير من مثيله لدى الدول الأخرى. ويفسر الخبير انخفاض تعداد الوفيات لدى كوريا الجنوبية بأنه يعود الى ارتفاع معدلات الإصابة بين الفئات الأصغر سنًا.

وأضاف الخبير أنه عندما يتمعن أحدهم النظر عبر ما وصلت إليه دولة مثل ألمانيا، فإن الفئة الأكثر عرضة للإصابة هناك هم الأشخاص من فئة منتصف العمر، مثل البلدان الأخرى. فيما يتناسب معدل الوفيات في ألمانيا مع النمط المعتاد للظهور بين كبار السن. وهنا يطرح السؤال نفسه؟ لماذا تستطيع ألمانيا بالاحتفاظ بمعدل وفيات منخفض على الرغم من أن لديها معدل إصابات مماثل لما لدى فرنسا واسبانيا والولايات المتحدة؟ وترى ما هو الشيء الذي يفعله الألمان؟ 

وأوضح الخبير أن هناك تكهنات أن الحالات الأولى التي ظهرت في ألمانيا كانت من بين كبار السن الذين ذهبوا لقضاء عطلة الربيع في البلدان التي اتضح بعد ذلك أن لديها معدلات عالية من الإصابة بكوفيد 19. وعليه يفسر الخبير بأن معظم الإصابات بين كبار السن الألمان لم تؤدي الى الوفاة، لأن هؤلاء كانوا في حالة صحية تسمح لهم الذهاب للتزلج مما يعني أنهم لم يكونوا يعانون من أعراض صحية أخرى من شأنها أن تساعد على رفع مستوى خطر الموت. 

ويشير الخبير الى أنه قد يكون هناك تفسيرات أخرى، ولكنه يقول في نفس السياق، أنه وبالتعامل مع أي عدوى يوجد هناك أربعة أسئلة أساسية يجب طرحها عند النظر في طبيعة هذه الاختلافات الواسعة فيما يتعلق بمعدلات الوفيات. 

  • هل يوجد هناك اختلافا بين شكل الفيروس في دولة ما عن مثيله لدى دولة أخرى؟ وردًا على هذا السؤال يقول الكاتب أنه لا يوجد دليل على أن الفيروس يتحور نحو سلالة أكثر قوة في الولايات المتحدة. 
  • هل تستطيع بعض البلدان بتشخيص أعراض الفيروس بشكل يسبق دولاً أخرى؟ وعن هذا السؤال يرد الكاتب، موضحًا أن هذا الأمر ممكن للغاية، وأن متابعة معدلات الاستشفاء حسب الدولة سوف تساعد في تشخيص وفرز مدى استجابة كل شعب للمرض.  
  • هل توجد اختلافات بين مصابين الولايات المتحدة ومصابين ألمانيا؟ ويرد الخبير قائلاً نعم، والدليل على ذلك أن المرضى في كوريا الجنوبية من صغار السن، بينما يعتبر المرضى لدى إيطاليا من كبار السن، فيما تبقى خصائص المرضى في إيران غير معروفة. ثم يشير الى أن جميع البلدان الأخرى التي أظهرت معلومات محددة حول خصائص المرضى، بدءً من الصين وصولاً الى مركز الوباء في نيويورك، أنها تملك نفس التوزيع الأساسي فيما يتعلق بالعمر والجنس وكذلك التدخين. 
  • وهل يختلف نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة عن نظيره في ألمانيا؟ يقول الخبير نعم بالتأكيد، كما أنه توجد صعوبات حول فحص الاختلافات في نظم الرعاية الصحية حول العالم. وهذه الصعوبات تكمن في أن المعلومات المتوفرة قليلة للغاية، كما أنها في الكثير من الأحيان قد تكون مضللة. ومع ذلك يمكن لخبراء الرعاية الصحية عادة الاعتماد على الإجراءات الهيكلية لأجل تحديد جودة المستشفى أو النظام الصحي لدى الولاية والبلد. 

وعادة ما تستخدم معلومات على غرار نسب التوظيف بالمشفى بالإضافة الى مستوى تعليم ممارسيها الطبيين وعدد المتخصصين بها، مع عدد الأسرة المتوفرة ووحدة العناية المركزة في اجراء التصنيفات المماثلة. كما أنه يمكن استخدام معدلات “طول العمر”، لدى البلد الواحد لأجل الاطلاع على مدى تطور نظامه الصحي، إذ أن هذا يعكس مدى كفاءة إدارة التعامل مع الحالات المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري وكذلك مدى اتباع الشخص لنظام غذائي معين. ووفقًا لهذا المعدل فإن إيطاليا واسبانيا وفرنسا يأتون في مراتب متقدمة عن ألمانيا التي تحتل المرتبة 27 حول العالم. 

ويربط الخبير بين ارتفاع معدلات الوفيات وخدمات التمريض، قائلاً إنه من بين التسع دول التي لديها أكبر عدد ممكن من حالات الإصابة بكوفيد 19، يمكن القول إن الدولة التي لديها ارتفاع في مستوى خدمات التمريض هي نفسها التي تملك أدنى معدل للوفيات الناتجة عن المرض. ويدلل على هذا الرأي بأنه يوجد في ألمانيا 13,2 ممرض لكل 1000 مريض، وهو أمر يعكس اتجاه الدولة للاهتمام برفع عدد الممرضات. وعليه يقول الكاتب أن الممرضات يعتبرن هن العمود الفقري في أي مشفى، وخاصة فيما يتعلق بالرعاية المركزة. 

وخلُص الكاتب إلى أن البلد الذي يعرف قيمة الممرضات هو أيضًا البلد الذي يفهم كيفية تقديم رعاية صحية فعالة، وفي جميع الحالات يقول الكاتب أن –كوفيد 19- سيستمر في الكشف عن نقاط القوة والضعف في أنظمة الرعاية الصحية حول العالم. ويختتم الخبير مؤكدًا على أنه وبعد أن يخرج العالم من تحت وطأة أزمته الحالية، سوف يتعين عليه أن يتعلم كيفية تقديم رعاية صحية أفضل لكثير من السكان في البلدان المختلفة. 

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

داليا يسري

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى