
ليبيا … ما بين خروقات طرابلس ومخاوف كورونا
في ظل إنتظار كافة الأطراف الليبية، سواء العسكرية أو السياسية أو القبلية، للنتائج التي ستسفر عن محاولات إحياء مخرجات مؤتمر برلين، ومسارات جنيف السياسية والعسكرية والإقتصادية. باتت ليبيا تسير في مسارين أثنين، الأول: هو مسار الخروقات العسكرية المستمرة في محاور القتال جنوبي طرابلس وشرقي مصراتة، والثاني: هو مسار بدء كل من حكومة الوفاق في طرابلس، والحكومة (المؤقتة) في بنغازي، إجراءات عاجلة لمحاولة منع انتشار فيروس كورونا في ليبيا، التي تحتل المرتبة 168 عالمياً، ضمن 195 دولة هي الأقل جاهزية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد حول العالم.
الحكومة المؤقتة في بنغازي، بالتنسيق مع قيادة الجيش الوطني، أصدرت حزمة من القرارات، التي تستهدف محاولة منع الفيروس من الإنتشار على الأراضي الليبية، خاصة بعد إعلان تونس عن أول إصابة مؤكدة بالفيروس، لأحد المسنين في ولاية تطاوين القريبة من الحدود الليبية، من هذه القرارات، تطبيق خطة الطوارئ التي أعدها وزيري التعليم والصحة، والتي تتضمن تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية الموجودة في المناطق التابعة للحكومة المؤقتة لمدة أسبوعين، وقد بدأت الجامعات في المنطقة الشرقية والوسطى تنفيذ هذا القرار، ومنها جامعة سرت.
كذلك علق أتحاد الكرة الليبي كافة أنشطته، وأمر رؤساء الاتحادات الفرعية لكرة القدم والأندية، بإيقاف كافة الأنشطة الرياضية. كذلك بدأت البلديات ومديريات الأمن في تنفيذ عدة تدابير على الأرض، لتقليل التجمعات، وضمان أحكام أغلاق الحدود والمنافذ. وأصدر وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة قراراً بإغلاق كافة المقاهي التي تقدم (الأرجيلة)، وقد شرعت مديرية أمن بنغازي والمجلس التسييري لبلدية طبرق، في تنفيذ هذا القرار، وكذلك مراجعة التدابير الصحية في المطاعم، والإغلاق المؤقت للمتنزهات العامة والصالات الرياضية وقاعات الأفراح، وكذلك المحال التجارية التي ترفع أسعار السلع أستغلالاً للظرف الحالي.
في ما يتعلق بالمنافذ البرية والجوية والبحرية، أصدر وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة المستشار إبراهيم بوشناف، تعليمات مشددة لأمن المنافذ الحدودية، بإخضاع جميع القادمين إلى ليبيا من مختلف الجنسيات إلى حجر صحي مدته أسبوعين، ومنع دخول مواطني الدول المنكوبة بالمرض إلى البلاد. وبموجب هذه التعليمات قامت سلطات النقل الجوي التابعة للحكومة المؤقتة، بإيقاف العمل بمطاري البريقة ورأس لانوف، وتوجيه جميع الرحلات إلى مطار بنينا الدولي، كما بدأت الكتائب الحدودية التابعة للجيش الوطني، وعلى رأسها كتيبة سبل السلام، في تأمين وإغلاق الحدود الليبية، خاصة مع السودان.
وأصدر وزير الصحة في الحكومة الليبية المؤقتة سعد عقوب، مساء اليوم عدة قرارات عاجلة، منها إيقاف كافة الزيارات الواردة للمرضى المتواجدين داخل المستشفيات والمعاهد الصحية، وأعلن أنه حتى الآن تم رصد ثلاثة حالات مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، الأولى واردة من إيران، والثانية واردة من مصر، والثالثة هي لمهندس بريطاني الجنسية، يعمل شركة الهروج النفطية. ويضاف إلى هذه الحالات، عدة حالات أخرى مشتبه بها، كانت على متن إحدى الطائرات التابعة لخطوط (البراق) الجوية، هبطت في مطار بنينا اليوم، وتم وضع كامل ركاب هذه الطائرة في الحجر الصحي للتأكد من عدم وجود إصابات بينهم. في نفس الإطار، أمر قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، بتجهيز مستشفيين طوارئ أثنين أستعداداً لظهور أية حالات إصابة مؤكدة بهذا الفيروس، الأول داخل قاعدة بنينا الجوية، والثاني في منطقة الهواري بمدينة بنغازي شرقي البلاد، على أن يتم تمويل كافة التكاليف الخاصة بالإنشاء والتجهيز من ميزانية الجيش الوطني.
حكومة الوفاق في طرابلس، وعلى لسان رئيس مجلسها الرئاسي فائز السراج، أعلنت الليلة عن حالة الطوارئ في المنطقة الغربية، وتخصيص مبلغ نصف مليار دينار، لتمويل الاجراءات الإحترازية لمواجهة الفيروس، وكذا تعليق الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية، وإغلاق كافة المنافذ البرية والجوية بدءاً من منتصف ليل اليوم وحتى اشعار آخر. مطار مصراتة أوقف اليوم دخول الأجانب عبره إلى البلاد، وسيتم إغلاق معبر رأس جدير الحدودي مع تونس في منتصف ليل اليوم بشكل تام.
باحث أول بالمرصد المصري



