مغالطات أردوغان في قمة اليابان
تمر تركيا بظرف تاريخي فريد ينعكس في علاقات متوترة مع محيطها الإقليمي والغربي على حد سواء، وبقيادة رجب طيب أردوغان ليست هناك مغالطة منطقية غير مطروحة.
القادم إلى السلطة في 2003 يدير بلاده بمزيج من التناقض مع النفس والانقسام على الذات، وإقليميا لا توجد كثير من الدول الناجية من شطحات أردوغان فيما عدا إيران وقطر إذا شئنا التحديد، حيث وجد كل منهما ضالته في وجود شريك يتمثل شغله الشاغل في زعزعة استقرار الأنظمة التي يجدها مناوئة لسياساته التوسعية.
أردوغان اللاهث وراء عضوية الاتحاد الأوروبي باذلا للوصول إلى هدفه كما مثيرا من التنازلات لم يستطع إلى الآن الإبقاء حتى على آلية للتفاوض مع أعضاء الاتحاد على خلفية أوضاع حقوق الإنسان المتردية خصوصا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة كما يحلو للنظام التركي أن يسميها والمدبر لها حسب رؤيةأردوغان من قبل الداعية “عبد الله جولن” الذي تأويه أمريكا وهي المحاولة التي أعقبتها تجاوزات لا حصر لها في ملف حقوق الإنسان، والعلاقات مع واشنطن ليست أفضل حالا فبعد سلسلة من العقوبات الاقتصادية على أنقرة بسبب احتجازها للقس الأمريكي “أندرو برونسون” في العام الماضي قبل أن تفرج عنه مذعنة في وقت لاحق وهو ما ترتب عليه انهيار لليرة التركية.
لم تشهد علاقات البينية انفراجة تذكر والسبب في ذلك يرجع إلى مضي تركيا قدما في إتمام صفقة إس 400 مع الجانب الروسي وهي الصفقة التي تجدها واشنطن مقوضةً لنظام مقاتلاتها إف 35 بل ومضرة لحلف الناتو بأكمله وهو ما جعل كثيرا من المحللين يرون أن حديث صفقة إس 400 يتجه إلى فرض عقوبات جديدة على أنقرة.
وهذه المرة حمل أردوغان مغالطاته وأكاذيبه إلى مؤتمر صحفي في مدينة أوساكا اليابانية على هامش قمة العشرين، وخصص وقتا للهجوم على السلطات المصرية التي وصفها بالانقلابية في انعكاس لحالة الإنكار التي يعيشها رئيس تركيا، فبعد مرور ستة أعوام على ثورة أزاحت حكما ضاق به الشعب المصري ذرعا في أقل من عام لازالت تركيا وحدها تقف على الطرف الآخر من العالم واصفة النظام المصري بأنه انقلابي!
وليست المرة الأولى التي يتطاول فيها أردوغان على الدولة المصرية ولكنها المرة الأكثر إثارة للجدل لأنها أعقبت وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي أثناء إعادة محاكمته في قضية التخابر.
الرئيس التركي وعلة استجداء الانتباه
على مدار أيام قمة العشرين بأوساكا تناقلت المواقع الموالية للأخوان وللنظام التركي وقناة الجزيرة والصحف القطرية مقالات تدليس تحدثت فيها عن هجوم أردوغان على الرئيس السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة العشرين.
وأظهرت تلك المواقع أردوغان كالعادة في صورة السلطان العثماني المناصر لحقوق المستضعفين في الأرض والمدافع عن القيم والحريات حالها حال معظم الصحف التركية في تغطيتها لتحركات أردوغان بقمة العشرين متناسين المواقف المحرجة التي وقع فيها الرئيس التركي أثناء القمة لتعزيز فكرة أردوغان خليفة المسلمين في العقل الباطن لقرائهم ومشاهديهم.
ما فعلته الجزيرة وغيرها من الصحف التركية كما العربي القطرية من تجاهل لمواقف بعينها والتركيز على مواقف بعينها للرئيس التركي يتسق تماما مع شخصية الرجل الذي دائما ما يخلق بروباجندا للتسويق لنفسه أمام مناصريه ولديه حب للظهور حتى وإن كلفه الأمر الخروج عن الأعراف والتقاليد الدبلوماسية مثلما حدث في قمة مجموعة العشرين أو التكرار الملل لتصريحات هجومية مفرغة المحتوى تتسبب لتركيا في أزمات لا يعاني منها سوى المواطن التركي مثلما حدث خلال أزمة القس الأمريكي .
وبالعودة لقمة العشرين حاول أردوغان في أكثر من مشهد أن ينتهج نهجه المعتاد بأثارة الجدل في غير محله للتغطية على خيباته الأخرى.
وكما العادة هاجم اردوغانالرئيس المصري وتلفظ بألفاظ لا تصح برئيس ولا تليق بالمحفل الدولي المشارك فيه بحسب وذلك بسبب انجرافه وراء ولعه بالظهور ولفت الأنظار وقد تناقلت الصحف والقنوات الموالية له هذه التصريحات بالشكل الذي يرضاهأردوغان وصورته المفضلة متناسين أن أردوغان وقبل هجومه المعتاد على الزعيمين العربيين تعرض للإهانة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حينما وصف الفريق الوزاري المعاون لأردوغان بأنهم ” مجموعة من الممثلين لايمكن حتى أن يتواجدوا في هوليود ” وسط ضحكات الوزراء الأتراك على سخرية ترامب المباشرة لهم ولغة تعكس حقيقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
لم يكن هذا الموقف المحرج الوحيد الغريب للرجل الذي يصفه إعلامه بالخليفة فقد قام الرئيس التركي أثناء الدعوة لالتقاط الصورة التذكارية لقمة العشرين بالوقوف في مكان الرئيس الصيني ومخالفة الجدول المعروف لأماكن الوقوف والمحدد وفقاً للعلاقات الدبلوماسية بين الدول وبحسب ترتيب الرؤساء بحسب السنوات الأكثر خدمة في منصبهم
الرئيس الصيني كان من المقرر له الوقوف بجانب نظيره الأمريكي دونالد ترامب لكن هذه المرة تسبب أردوغان في الإحراج لنفسه حيث أخذ مكان نظيره الصيني في محاولة منه لجذب أطراف الحديث مع الرئيس الأمريكي الذي تجاهله تماما رغم محاولاته بل والتفت تجاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتحدثا سويا في تجاهل تام للرئيس التركي ، هذه الواقعة رصدتها وكالات الأنباء الإقليمية والعالمية ووصفتها بالخرق للأعراف الدبلوماسية الذي قام به رئيس دولة يجدر به إظهار احترام أكبر تجاه الأمر بصفة منصبه وبحسب صحيفة الوئام فإن ما قام به أردوغان كان بهدف التقرب من ترامب الذي تجاهله تماماً.
أما وكالة “سبوتنيك” فقد نشرت تقرير مصور بعنوان “الهيبة والإذلال” …اختلاف تصرف ترامب مع أردوغان وابن سلمان يثير الجدل ذكرت فيه أنه عند التقاط الصورة التذكارية، اقترب ترامب من أردوغان ثم ضرب ذراعه بخفّة، فابتسم الزعيم التركي ولم يحرك ساكنًا، وحين أقبل ولي العهد مد ترامب يده وسلّم عليه بحفاوة واضحة، وهو ما اعتبره سعوديون إذلالًا لأردوغان، ومظهرا
من مظاهر الهيبة لولي عهدهم بحسب الوكالة التي تحدثت في تقريرها أيضاً عن رد فعل وصفته بالساخر من أردوغان على منصات التواصل الأجتماعي على خلفية تصرفاته المثيرة للجدل.
حتى المواقع التركية تناولت الواقعة وذكرت أن الرئيس التركي قد أخل بالنظام الخاص بالصورة التذكارية للتقرب من الرئيس الأمريكي ترامب وذلك بسبب محاولاته الحثيثة لتفادي العقوبات الأمريكية أذا ما تمت صفقة صواريخ أس 400 الروسية وهو م أنعكس على لغة جسد أردوغان والطريقة التي ظهر بها أثناء ألتقط الصورة التذكارية وتقبله للسخرية المباشرة وعلى الهواء من الرئيس ترامب.
وأثارت واقعة خرق أردوغان للأعراف الدبلوماسية الخاصة بالتقاط صور الزعماء في قمة العشرين ردود فعل نشطاء أتراك جاءت كالتالي:
- تغريدة لناشط تركي يقول فيها وفقا لخريطة الوقوف فكان على أردوغان الوقوف بجوار بوتن ولكنه وقف بجوار ترامب وترك الرئيس الصيني في حيرة من أمره
تغريدة أخرى من ناشط تركي يقول فيها أن أردوغان خرق البروتوكول ووقف محل الرئيس الصيني وتركه يبحث عن مكان أخر .
اللاهث وراء عضوية الاتحاد
تلقت تركيا ضربة بشأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، تمثلت في تعليق محادثات انضمامها للاتحاد في 22 فبراير من العام الجاري،وكانت اللجنة المختصة قد دعت المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء إلى تعليق مفاوضات انضمام تركيا رسمياً.
ووفق ما أوردته صحيفة البيان الإماراتية فإن أنقرة لا تبدي احتراما لحقوق الإنسان والحريات المدنية، كما أنها تمارس التأثير على السلطة القضائية والنزاعات الإقليمية مع قبرص وجيرانها. وفي الرابع والعشرين من نفس الشهر وجه أردوغان الانتقادات إلى قادة الاتحاد الأوروبي على خلفية حضورهم للقمة العربية-الأوروبية الأولى المنعقدة في مدينة شرم الشيخ، متسائلا عما إذا كانت أوروبا ستستطيع الحديث عن الديمقراطية بعد مشاركتها بهذه القمة، مشيرا إلى تنفيذ حكم الإعدام بحق تسعة متهمين من قتلة النائب العام المصري هشام بركات، وأعاد الكرة في قمة العشرين الأخيرة.. إلا أن تتالي التاريخين في الواقعة الأولى يطرح سؤالًا هامًا حول ما إذا كان أردوغان سيوجه نفس الانتقادات إن كانت مفاوضاته مع الاتحاد الأوروبي لم تعلق؟
الموت في سجون الأتراك
أردوغان الذي ملأ الدنيا ضجيجا وصراخا في محاولة يائسة لحشد المجتمع الدولي ضد مصر للتحقيق في وفاة الرئيس المعزول مرسي لا يجد حرجا في قتل معتقل داخل سجونه والترويج لانتحاره في مسرحية هزلية، ربما لأن المقتول تعذيبا داخل سجون أردوغان لا ينتمي إلى تنظيم الإخوان الإرهابي الذي ينتفض الرئيس التركي للدفاع عن الإنسانية كلما تعلق الأمر بمن ينتمون لذلك التنظيم المعادي للإنسانية جمعاء.
بدأت الواقعة بالقبض على رجلين يحملان الجنسية الفلسطينية أدعت السلطات التركية وجودهما بالبلاد لأغراض التجسس من قبل مسلحين في محيط فندق يبعد عن مطار إسطنبول الدولي بحوالي 53 كيلومترا ليتم اقتيادهما إلى سجن “سيليفري” الواقع في إحدى ضواحي نفس المدينة دون معرفة التهم الموجهة إليهما.
ولم تمض أيام حتى ادعت السلطات التركية انتحار أستاذ العلوم السياسية زكي مبارك في دورة مياه داخل السجن وذلك حسب موقع مصراوي الذي تتبع رحلة ” زكي مبارك” منذ هروبه من حماس وحتى قتله تعذيبا في السجون التركية.
قضى “زكي مبارك”الفلسطيني 16 يوما في سجن انفرادي في مخالفة صريحة للقانون التركي دون القيام بتحقيق معه أو السماح بحضور محاميه أو حتى إعلام ذويه واكتفت السلطات التركية باعتقاله على خلفية توجيه اتهامات له بالتجسس لصالح الإمارات!
مساء يوم 28 إبريل تناقلت القنوات الإخبارية خبر انتحار زكي مبارك شنقا داخل محبسه باستخدام حزام بنطاله وحسب تصريحات شقيقته عبر سكاي نيوز بالعربية أودعت الجثة في مشرحة قرب السجن لمدة أسبوعين، ولم يتم تسليم الجثة إلى شقيقه قبل الثاني من مايو 2019 ونقل بعدها الجثمان إلى القاهرة في يوم 13 مايو في حالة تعفن تام ووجد بالجثة آثار تجمع دموي وقطع في الحاجب والبطن والرأس بالإضافة إلى كسور باليدين وعدم وجود لسان وآثار ضرب وسحجات متفرقة بالجسد، وهو ما صدر في تقرير السفارة الفلسطينية بالقاهرة عن حالة الجثمان الذي وجدت به أيضًا ثقوب في منطقة القدم بقطر 2 سم للثقب .
واستبعدت منصات إعلامية شبهة انتحار زكي مبارك ومنها بوابة العين الإخباريةحيث أنه لا يسمح بوجود حبال أو آلات حادة أو مواد كيميائية داخل السجن خصوصًا إذا كان السجين متهم بالتجسس ورصدت المنظمات الحقوقية 1988 حالة تعذيب في السجون التركية في عام 2017 على حدة .
أوضاع الأكراد داخل السجون التركية
” مرسي الذي ترك للموت هناك دون أي تدخل لمدة نصف ساعة” ، وليس في هذا راحة للضمائر” هكذا وصف أردوغان وفاة الرئيس المعزول مرسي أثناء جلسة محاكمته في وقت سابق من هذا الشهر، في إشارة إلى عدم توفير الرعاية الطبية اللازمة إلى السجين محمد مرسي بل وتركه يصارع الموت لمدة نصف ساعة ادعت مصادر أخرى مثل الجارديان أنها كانت 20 دقيقة فقط، وبغض النظر عن طول المدة المدعاة تناسى الجانب التركي أن التقارير الطبية للرئيس المعزول محمد مرسي أكدت مجتمعة إصابته بأمراض مزمنة لا يستبعد أن تودي بحياته حتى مع توفير الرعاية الطبية اللازمة وأنه حوكم أمام قاضيه الطبيعي مستنفذا درجات التقاضي في عدد من التهم الموجهة إليه مثل قضية التخابر التي توفي أثناء إعادة محاكمته فيها عقب إلغاء الحكم السابق الصادر بالإعدام ومحاكمته أمام دائرة أخرى.
وبإلقاء نظرة سريعة على أوضاع المسجونين الأكراد في تركيا والذين يخشى النظام هناك من نزعاتهم الانفصالية ،يتضح أن كل ما تحدث به أردوغان في شأن مرسي محض تناقض وافتراء، وحسب موقع عثمانلي التركي لا زالت إدارات السجون التركية تماطل في علاج المعتقلين، خصوصا الذين أضربوا عن الطعام ضمن الحملة الأخيرة، للمطالبة بتحسين ظروف احتجاز الزعيم الكردي، عبد الله أوجلان.
النائبان البرلمانيان عن حزب الشعوب الديمقراطي عائشة أجار باشاران، ونجدت إيبكيوز، نظما مؤتمرا صحفيا بالمركز العام للحزب، دار حول عملية علاج المرضى من السجناء الذين أنهوا إضرابهم عن الطعام والإهمال الذى يتعرضوا له داخل السجون، وفقاً لما ذكرته صحيفة آرتىجرتشاك التركية، ناشدا خلاله إدارات السجون والمسؤولين المعنيين بتنفيذ واجباتهم تجاه السجناء وعلاجهم، بعد أن تدهورت الحالة الصحية لعدد كبير منهم، بسبب الإهمال الذي يتعرضون له حتى أن مدير أحد السجون عبر عن رفضه معالجة المضربين عن الطعام من المسجونين الأتراك قائلًا مثلما بدأتم إضرابكم أنهوه!
وفي واقعة ليست الأولى من نوعها أنهت معتقلة حياتها شنقا بعد إضرابها عن الطعام لفترة لرفع العزلة عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان.وذكرت وسائل إعلام تركية أن آيتين باتشَت (28 عامًا) انتحرت داخل سجن “جَبْزه” النسوي بولاية كوجالي، شمالي البلاد، حيث كانت تقبع منذ 6 سنوات بزعم الانتماء لتنظيم إرهابي.
واعتبرت هذه هي الواقعة الثانية خلال أسبوع واحد، بعد أنهى المعتقل الكردي زولقوف جزان (30 عاما) حياته، في الـ18 من مارس الماضي؛ رفضا لقمع السلطات التركية، حيث كان قد حكم عليه بالسجن لمدة 100 عام؛ على خلفية اتهامه بـ”الانتماء لتنظيم إرهابي”. حيث أنه من المعروف أن تركيا قد ألغت عقوبة الإعدام في سلسلة من التنازلات سعيًا للانضمام للاتحاد الأوروبي وذلك وفق موقع بوابة العين الإخبارية .
زنزانة لكل تركي
لم يستفد نظام من محاولة انقلاب مثلما استفاد النظام التركي الحالي من انقلاب يوليو 2016، محاولة الانقلاب اتخذت ذريعة لمسلسل اعتقالات ممتد من تاريخ الانقلاب وحتى الآن نكل خلالها أردوغان بكل خصومه في الجيش وكل مؤسسات الدولة وعلى خلفية ما جرى دعت منظمة العفو الدولية “أمنيستي” إلى وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس في تركيا ضد المعارضين ووفق أرقام رسمية تم نشرها في صحيفة زمانالتركية تضم السجون التركية 260 ألف شخص. من بينهم 202 ألفًا و434 شخصًا صادرة في حقهم أحكام، و57 ألفًا و710 منهم صادرة في حقهم مذكرات اعتقال بتهمة الضلوع في انقلاب يوليو 2016 كما فصل من العمل أكثر من 130 ألف موظف بالتهمة ذاتها.
وكان وزير العدل عبد الحميد جول، قد أوضح أمام لجنة الخطة والموازنة البرلمانية، أنه تم افتتاح 38 سجنًا جديدًا خلال عام 2018على أن يتم افتتاح 50 سجنًا جديدًا كل عام في الفترة بين عامي 2019 و2023. حيث تخطط وزارة العدل لإنشاء 228 سجنًا جديدًا في السنوات الخمسة المقبلة، بطاقة استيعابية إضافية تقدر بنحو 137 ألفًا و687 شخصًا لأن عدد المعتقلين داخل السجون التركية الآن يزيد عن الطاقة الاستيعابية المخصصة لها.
وتشير التقارير إلى أن سجن سيليفرىفى تركيا أصبح يعانى من حالة اكتظاظ شديد، بعد أن وصل أعداد المسجونين فى بعض الأحيان إلى 35-37 سجينًا فى غرفة بسعة 5 أفراد فقط، والغرفة التى تكون بسعة شخص واحد فقط تضم 5 سجناء، وأن هناك دورتان فقط للمياه تخدم 35 سجينًا؛ فى ظروف قاسية، دون اعتبار حقوق الإنسان وفق ما أورده موقع اليوم السابع.
دعاوى ديمقراطية خارجية وانتهاكات داخلية
بعض الردود على تصريحات أردوغان وضعتها في إطار التغطية على تجاوزاته الداخلية والدخول في مهاترات عبثية لخدمة وضعه الانتخابي والعمل حصرًا نحو اختلاق المشاكل، كما جاء في بيان الخارجية المصرية.
ويأتي هذا الرد على خلفية الانتخابات الأخيرة على رئاسة بلدية اسطنبول التركية، لتشير إلى مزيد من الديمقراطية الزائفة من جهة وتراجع أسهم حزب العدالة والتنمية والذي يرأسه أردوغان منذ عام 2001.
أضف إلى ذلك تراجع مركز تركيا في المؤشرات الدولية لحرية التعبير والديمقراطية، وفي مؤشرات السلام الدولي، فقد نشرت جريدة “زمان” التركيةعن تراجع تركيا ثلاث مراتب في مؤشر السلام العالمي لعام 2019 الذي يصدره معهد الاقتصاد والسلام، لتحتل المرتبة الـ152 من بين 163 دولة،وكانت تركيا قد تراجعت أيضا ثلاث مراتب خلال العام الماضي لتحتل المرتبة الـ149، وتم إرجاع ذلك إلى ممارسات التعذيب التي تفشت في تركيا بعد محاولة الانقلاب في يوليو 2016، ودخول البلاد في حالة طوارئ طويلة.
وأضافت الجريدةتراجع تركيا 55 مرتبة في مؤشر حرية الصحافة لمنظمةصحفيون بلا حدود،خلال عشر سنوات، حيث احتلت المرتبة 157 في مؤشرحرية الصحافة لعام 2018 بعدما كانت تحتل المرتبة 102 في عام 2008، ووصفت منظمة صحفيين بلا حدود في تقريرها تركيا ” بأكبر سجن للصحفيين في العالم” على حد قول الصحيفة .
ووصف موقع دويتش فيله الإعلام في تركيا من خلال تأكيد المعارضة واتحادات وسائل الإعلام في تركيا أن 95% من وسائل الإعلام تقع تحت تأثير الحكومة. وفي محاولة لخلق نوع من العزاء لأردوغان وأنصاره نشر موقع بي بي سي، تقرير شبكة باروميتير العربية نحو أكثر الشخصيات المؤثرة في مقارنة بين اردوغانوترامب وبوتين ووضعت الخبر تحت عنوان “متصدر في سبع دول عربية “، بينما تناولت صحيفة أحوال التقريرفي إطار عدم تصدر أردوغان إلا في دول مثل السودان والجزائر واليمن وتونس والمغرب نتيجة التأييد من قبل جماعات الإسلام السياسي في هذه البلاد. في الوقت الذي يرى فيه 85% من المصريين بالمقابل خطراً تركياً على بلادهم نتيجة موقف أردوغان من رئيس بلادهم، ودعمه اللامحدود للجماعات الإسلامية المُتشدّدة.