المراكز الأوروبية

تسريب صوتي لمستشار أردوغان يكشف: دعم خفي من أنقرة للإخوان تحت ستار دعم الديمقراطية في مصر

تكشف التسجيلات الصوتية عن تخلي أردوغان عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، عقب فقد الاحتجاجات قوتها إثر الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك حسبما كشفت وثائق سرية نشرها موقع “نورديك مونيتور” الاستقصائي. 

فقد أظهر تسجيل صوتي للمحادثات الخاصة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة لحكومة أردوغان ابراهيم قالين، والذي كان يشغل منصب نائب وكيل مكتب رئيس الوزراء وكبير مستشاري السياسة الخارجية لأردوغان آنذاك، ورجل الأعمال المؤيد لحكومة أردوغان عبد الله تيفنيكلي الذي يدير شركة تدعى “إكسم للاستثمار القابضة” حتى وفاته في نوفمبر 2018، إعراب قالين عن أسفه  لانتهاء احتجاجات جماعة الإخوان المسلمين في مصر. 

وقامت محكمة اسطنبول بإصدار الإذن نحو إجراء عملية التنصت في 29 أغسطس 2013، خلال تحقيق المدعون الأتراك لعشرات الأشخاص ضمنهم مسئولون حكوميون، في القضية المتعلقة بوجود مزاعم حول إدارة شبكة جريمة منظمة، وتم تسجيل المحادثة في الأول من سبتمبر 2013، وتم تضمينها في القضية ضد كاين وتيفيكاني. 

نص المحادثة: 

تضمنت المحادثة سؤال تيفنيكلي حول وضع الإخوان في مصر، أشار قالين أنه ليس متأكد من الوضع، وكم يمكن لجماعة الإخوان أن تستمر في هذه المظاهرات، فأعرب الأول عن قلقه من أن تكون حماس هي الضحية التالية بعد جماعة الإخوان المسلمين، من خلال الضغط الامريكي والأوروبي والخليجي الذي يعمل على إضعاف حماس. 

وتنبأ قالين خلال محادثة هاتفية بأن الأمور ستزداد سوءاً حال استخدام حركة حماس للسلاح، وأكد ان حكومة أردوغان تحاول كسر الجمود لإصلاح العلاقة بين السلطة الحاكمة في مصر وجماعة الإخوان المسلمين، موضحاً أن تركيا مازالت تتمتع بالقدرة على الضغط على جماعة الإخوان المسلمين، فاقترح تيفنيكلي أن تكون الرسالة المعلنة للتعامل مع الوضع في مصر والدعم الخفي للجماعة تحت ستار دعم الديمقراطية في مصر بدلاً من دعم الإخوان المسلمين علانيةً، وأضاف قالين إن هناك قضايا أعمق في مصر ولا يريد التحدث عنها عبر الهاتف.

من هم قالين و تيفنيكلي

كان كل من تيفنيكلي وقالين مشتبه بهما في الاشتراك في شبكة الجريمة المنظمة التي شاركت في الاحتيال والتزوير وإساءة استخدام السلطة في تحديد العقود الحكومية والعطاءات ومبيعات الممتلكات العامة، و كان قالين يعمل كضابط ضغط غير قانوني لتيفنيكلي في العاصمة التركية، وساعد في حل المشكلات في صفقات الطاقة التي يسعى إليها رجل الأعمال، وفي المقابل قام تيفنيكلي بتغطية النفقات التعليمية لابنة قالين.

تم الإعلان عن التحقيق في 25 ديسمبر 2013،  لكن أردوغان تدخّل وأنهى التحقيق قبل مثوله أمام المحكمة، حيث تم اتهام 41 شخصًا، بينهم ابن أردوغان بلال ورجل الأعمال ياسين القاضي ومصطفى لطيف توباش وسينجز أكتورك وأسامة قطب ومعاذ كاديوغلو وأورهان كمال كالونسو وأومر فاروق كاليونسو وأفني شيليكو وإفني شيليكو وإبن إبراهيم شيشين في قضية “الفساد الكبرى” كما جاء في التقرير.

لماذا يدعم أردوغان الإخوان؟

وفقاً لتقارير إعلامية فترى المعارضة السياسية لأردوغان في الداخل التركي، أن هزيمة الأخير في الانتخابات جعلت منه أن يستخدم الإخوان كبيادق لتنفيذ أجندته في الشرق الأوسط، كوسيلة لتلميع صورته بعد هزيمته المدوية في الانتخابات الماضية، ومحاولة لاستعادة توازنه في الانتخابات المقبلة.

وهي الانتخابات التي وصفها المنشقون عن جماعة الإخوان المسلمين بأنها النهاية لأردوغان، فقد تمثلت هزيمته أمام أكرم إمام أوغلو بمثابة ضربة قاضية لصورة أردوغان. 

وأن العلاقة بين أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين دائماً ما كانت تقوم على المصالح المتبادلة، من خلال إمداد أردوغان لجماعة الإخوان بالمال والسلاح، مقابل مساعدة الجماعة أردوغان على إحياء مشروع الخلافة الإسلامية.

بينما لم تكن الإخوان المسلمين في مصر هم الطرف الوحيد، بل كان الإخوان في السودان والتي يدعمها نظام البشير المعزول تكملة لأذرع أردوغان في الشرق الأوسط، والتي قضى عليها تماماً الحراك الأخير في السودان والذي انتهى بعزل البشير فتساقطت أوراق أردوغان في المنطقة، فقام بدعم بعض العمليات الإرهابية والدخول الصريح في ليبيا من أجل استعادة الدور التركي في الشرق الأوسط.

+ posts

باحثة بالمرصد المصري

رحمة حسن

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى