سوريا

الأتراك يهددون الوجود المسيحي في شمال سوريا

بين وحشية الأتراك، وإرهاب تنظيم داعش، يعيش مسيحيو سوريا تهديدات توصف بأنها الأسوأ، وستكون طويلة الأمد. وهو ما ركز عليه برنامج “مراسلون” على قناة فرانس 24  في حلقة عنوانها “مسيحيو سوريا في خطر”، الذي تناول أوضاع الأقليات الدينية في شمال سوريا، وتحديداً في منطقة الخابور.

العملية العسكرية التي شنتها تركيا في شمال سوريا -ولازالت متواصلة- طالت الكثيرين من الأقلية المسيحية التي تعيش هاجس الخطف والاعتداء على يد المليشيات التابعة للقوات التركية. وتمثل قرية “تل تمر” منطقة إستراتيجية بالنسبة للجيش التركي فهم يعانون من تبعات ذلك بشكل مباشر. بالإضافة إلى عودة تنظيم داعش في سوريا وتحرك بعض خلاياه النائمة، واستهداف المسيحيين بشكل رئيسي.

ففي نوفمبر 2019، بمدينة الحسكة تجمع آلاف المسيحيين لمرافقة أول جندي مسيحي قتل على أيدى إحدى الفصائل المسلحة التي تم تجنيدها من قبل القوات التركية، وكان ضمن المليشيا المسيحية التي تقاتل جانب الأكراد ضد العملية التركية، ظلت جثة القتيل لدى قاتليه بضعة أيام حتى تم دفع عشرة آلاف يورو لاسترجعها. وجاء في الحلقة أنه منذ مغادرة الجنود الأمريكيين يشعر المسيحيين بالعزلة والأهمال فيما يواجه قادتهم تحديات أكثر من قدرتهم على تيسيير الأمور.

وأشارت الحلقة إلى وجود تهجير للسكان الأصليين وهي السياسة التي تتبعها تركيا في هجومها عليهم. ولتجنب المأساة يتجند المقاتلون والمجلس العسكري للدفاع عن الأقلية المسيحية من خلال فرق. تتكون كل فرقة من قناص ومقاتلين، يتوزعون في دوريات على القرى المهددة في منطقة الخابور بسوريا. وهناك ما لايقل عن 250 مسيحي أشوري أختطفوا على يد تنظيم داعش وقتل منهم الكثير. فالأشورويون الذين يقطنون في منطقة الخابور في سوريا ينحدرون من الأسر التي تم تهجيرها من العراق، وما يزيد من قلق المسيحيين في سوريا هي عملية التصفية التي يتعرضون لها من حين لآخر

وللتعليق على التقرير قال الصحفي كريس أوبي، كان من المتوقع عودة المسيحيين إلى قراهم وبلداهم ولكن العكس هو ما يحدث ونشهد نزوحاً منذ عدة سنوات حدث ذلك على فترات ففي 2015 عندما داهم تنظيم داعش قراهم نزحوا إلى المدن المجاورة مثل الحسكة، ومع الهجوم التركي نزح المسيحيين إلى دول خارجية مثل الولايات المتحدة وفي أوروبا مثل السويد وفرنسا وألمانيا. ويوجد اليوم 40 ألف أشوري أسترالي وهي فئه شابة قد تصبح أستراليا الوجهة الأبرز لهذه الأقلية في حال استمرار النزوح. أما موقفهم من النظام السوري فهم يخشوا أن يعبروا عن آرائهم خوفا من العواقب سواء من الجانب التركي أو دمشق، أما من فضلوا البقاء للدفاع عن الأمة فهم منقسمون بين من يدعمون دمشق أو التحالف.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى