ليبيا

نظرة أعمق نحو مرتزقة تركيا في ليبيا .. “ذا إنڤستيجيتيڤ چورنال”: إرهابيي إردوغان مرتزقة يفعلون كل ما تمليه عليهم تركيا

في 21 من ديسمبر الماضي، أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، مقتل 19 من العناصر الإرهابية في غارات جوية علي مناطق بمحيط مدينة سرت، من بينهم 11 يحملون الجنسية السورية.

وسبق وأعلنت كتيبة تابعة للجيش الليبي العثور علي وثائق تثبت وجود إرهابيين سوريين يقاتلون ضمن صفوف الميليشيات المسلحة المسيطرة علي مدينتي طرابلس ومصراته، التي تُدار من قِبل أفراد مدرج بعضهم علي قوائم الإرهاب الدولي، إلا أن إعلان اللواء المسماري مقتل العناصر السورية قرب سرت، كان الأول من نوعه في مسار الحرب الليبية. وفي يوليو من العام الماضي، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنقل تركيا للإرهابيين من إدلب السورية باتجاه ليبيا، وتلي ذلك تأكيدات من شخصيات عدة رفيعة المستوي كوزير الخارجية الروسي سيريغي لافروف، الذي أشار كثيراً لعمليات نقل الإرهابيين من سوريا للأراضي الليبية وعبر عن امتعاضه من الأمر، وأيضاً الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي ندد قبل أسبوع بإرسال سفن تركية تقل مقاتلين سوريين إلى ليبيا “في هذا الوقت”، دعماً لحكومة الوفاق في طرابلس.
وقال ماكرون “رأينا في الأيام الأخيرة سفناً تركية تقلّ مرتزقة سوريين تصل إلى الأراضي الليبية”، مضيفاً أن ذلك “يتعارض صراحةً مع ما التزم الرئيس التركي بالقيام به أثناء مؤتمر برلين”.

وفي هذا السياق، خصص المرصد المصري جهوداً بحثية مكثفة لمتابعة عمليات نقل الإرهابيين من سوريا لليبيا عبر الطائرات والسفن المدنية، وكشف شركات الطيران المتورطة في تسيير رحلات النقل، وتحليل المعلومات الواردة لوضع تصورات سليمة لسير العمليات الميدانية، وتداعيات وصول اعداد كبيرة من المرتزقة والأسلحة التركية الحديثة علي خريطة السيطرة ومستقبل التسوية الشاملة للصراع، من خلال أوراق عدة منها: “رحلات الموت.. “أجنحة ليبيا” واجهة الاستخبارات التركية لنقل المرتزقة السوريين لطرابلس الليبية. و خطوط النار بعد “مؤتمر برلين”.. كيف ستؤثر الأسلحة التركية الجديدة في ليبيا على الصراع؟، وكذلك ” هكذا تقوم تركيا بنقل الإرهابيين من سوريا إلي طرابلس الليبية“.

إلا أن المواد المنشورة عن الصراع الليبي، لم تقترب بالحد الكافي من الصورة الداخلية للحرب، ولاسيما الاقتراب من المرتزقة والحديث معهم لاستقراء كيفية التعاطي التركي معهم وخطط إعدادهم وإثقالهم بجانب عقائدي يجعل من المخاطرة بحياتهم والسفر لبؤرة صراع في في ساحل القارة الإفريقية أمراً مرغوباً.

في هذا الصدد، نشرت وكالة ” ذا إنڤستيجيتيڤ چورنال “، المعنية بالأبحاث الاستقصائية، تقريراً جديداً يقترب من المرتزقة السوريين في ليبيا. أجرته الصحفية الاستقصائية الأمريكية ” ليندزي سنيل “، خلال زياراتها الميدانية لسوريا وليبيا وإجراؤها عدة مقابلات مع المرتزقة السوريين، لتكتشف أنهم تعرضوا لغسيل مخ.

https://twitter.com/TIJournalism/status/1224955350903816192

التقرير جاء تحت عنوان ” المرتزقة يفعلون كل ما تمليه عليهم تركيا “.، وأوضح أنه في الوقت الذي تتعرض فيه أدلب وأجزاء من حلب لهجوم سوري موسع، وبغطاء جوي روسي، فإن هنالك آلاف من العناصر المسلحة المنضوية تحت الهيكل التنظيمي لما يُعرف بالجيش السوري الحر، والمدعوم تركياً، قد ارتحلوا لليبيا، لمشاركة الميلشيات المسلحة هناك التصدي لزحف الجيش الوطني الليبي لتحرير مدينتي مصراته وطرابلس الهامتين في مسار الحرب هناك.

ونقلت “سنيل” عن مرتزق، 21 عام، من بلدة كفر نبل، في ريف إدلب، إن العناصر المسلحة للجيش السوري الحر التي ذهبت للقتال في ليبيا متحمسة للغاية لقتال الروس!. حيث أكدت القيادات التركية للفصائل المسلحة السورية الموالية لها، أنهم ذاهبون لقتال الروس في ليبيا.

ووفقاً لمصدر لوكالة “ذا إنڤستيجيتيڤ چورنال”، داخل الفصائل المسلحة للجيش السوري الحر، فإن تركيا تعتمد علي الأكاذيب للسيطرة علي عقول هؤلاء المرتزقة. وجعلهم يصدقون كل ما تمليه عليهم القيادات التركية.

يستمر التقرير في كشف الأكاذيب التي يستخدمها نظام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في السيطرة على أتباعه من المرتزقة الإرهابيين حيث يقال لهم أن خليفة حفتر يكره المسلمين السنة، وعند مواجهتهم بأن حفتر، شأنه شأن معظم الليبيين هو من المسلمين السنة يستمر العناد والقول بأنه سني إسماً ولكنه يكره السنة في محاولة لخلق حالة من الاستقطاب الطائفي مثل الموجودة في سوريا وزرعها في ليبيا لتأجيج حرب مقدسة تستقطب الإرهابيين من كل مكان. بالإضافة إلى ذلك يؤمن المقاتلين السوريين بما تقوله تركيا من أن الولايات المتحدة تدعم تواجدهم في ليبيا غير عالمين بثناء الرئيس الأمريكي على المشير حفتر وإجراؤه اتصالات مباشرة معه.

ويتابع التقرير، أنه بالرغم من مشاركة تركيا في مؤتمر برلين لتسوية الصراع الليبي، إلا أن النظام التركي وفي اختراق صريح لاتفاق وقف اطلاق النار ومخرجات مؤتمر برلين، أرسل سفينة محملة بأطنان من الأسلحة التركية الحديثة لميليشيات الوفاق. منها بندقية القنص JMK Bora-12 

وباستطلاع آراء المرتزقة وبعض مصادر “سنيل”، في فصائل الجيش السوري الحر، فإن الأسلحة التركية المرسلة لليبيا، لم يشاهدوا مثيلاتها في سوريا. 

كما تابع التقرير أن تركيا مستمرة في نقل المئات من المرتزقة السوريين إلى ليبيا والذين يدخلون عبر الحدود التركية السورية ليتم تجميعهم في مدينة غازي عنتاب، أو أنقره قبل وضعهم في طائرات عسكرية تركية تقلهم إلى إسطنبول وبعدها يركبون الطائرات الليبية التجارية إلى طرابلس. وتضيف “سنيل” في تقريرها المزايا التي يحصل عليها المرتزقة من مرتب شهري يصل إلى ٢٠٠٠ دولار أمريكي بالإضافة إلى الجنسية التركية لمن يخدمون في ليبيا لأكثر من ٦ شهور ونسبة إضافية لمن يقومون بتجنيد زملائهم كمرتزقة.

وطبقا لتسجيل مصور حصلت عليه “سنيل”، فإن المرتزقة السوريين مسموح لهم بتدخين السجائر ومخدر الحشيش، كما يصفون تواجدهم في ليبيا كأنه نزهة، إذ توفر لهم الحكومة التركية ملاذات آمنة في الإقامة والإعاشة.

تجدر الإشارة إن وكالة ” ذا إنڤستيجيتيڤ چورنال”، بثت تقريراً مصوراً من أحد سجون تنظيم داعش الإرهابي ومعسكر الهول في شمال شرقي سوريا، يوضح شهادات منتسبي التنظيم الإرهابي عن دور تركيا في عبورهم للحدود السورية ومناطق الصراع فيها.

https://twitter.com/TIJournalism/status/1196552141357404166
+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى