الصحافة العربية

بداية النهاية لاردوغان.. لماذا فاز إمام أوغلو؟

رأت صحيفة “النهار” اللبنانية أن خسارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحزبه العدالة والتنمية لحكم تركيا باتت وشيكة، تحقيقًا لنبوءته السابقة بأن من يخسر إسطنبول يخسر تركيا، لا سيّما وأن هذه الخسارة جاءت للمرة الثانية في أقل من ثلاثة أشهر.

وذكرت الصحيفة أن ما يضاعف آثار هاتين الخسارتين هو أنّهما اتخذتا طابعًا تصاعديا، ففي الانتخابات الأولى كان تفوق مرشح المعارضة إمام أوغلو على مرشح الحزب الحاكم بفارق 0.2% فقط، أما في الثانية أصبح التفوق بفارق 9%، وهو ما يعبر عن أن المجتمع التركيّ أنهكته خطابات التراشق الحادّة، في الوقت الذي يعاني فيه من أزمات اقتصادية حادة، في ظل ازدياد معدلات البطالة، واستمرار الانخفاض في الليرة التركية مقابل الدولار.

ونقلت الصحيفة عن مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سونر كاجابتاي قوله لصحيفة نيويورك تايمز إن أوغلو أصبح أردوغان الجديد فالاثنان يتمتعان بمواقف حيوية وروحيّة ثوريّة، مما يثير التوقعات حول ما إذا كان أوغلو يمكن أن يكون منافسًا حقيقيا لإردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة وأن إردوغان بدأ حياته السياسية من تولي رئاسة إسطنبول.

وفي السياق ذاته، تساءلت شبكة سكاي نيوز عربية عن السبب الذي يقف وراء فوز إمام أوغلو في الانتخابات، فاستطلعت آراء عدد من المراقبين الذين أكدوا أن انتخابات إسطنبول لم تكن مجرد انتخابات بلدية، بل كانت امتحانًا لشعبية إردوغان وحزبه في وقت تواجه فيه تركيا صعوبات اقتصادية كبيرة، مشددين على أن أوغلو بفوزه في هذه الانتخابات يفرض نفسه بالفعل على الساحة السياسية، مشيرين إلى أن الحكومة التركية كانت تتمسك بأمل الفوز بإسطنبول، لأن المدينة تمنح رئيس بلديتها موارد ضخمة كانت تمثل طوق النجاة من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بشعبية أردوغان وحزبه.ومن جانبها، أشارت بوابة العين الإخبارية إلى أن المفارقة في إعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، هي تحول بعض المناطق التي كانت تعتبر معقلًا لحزب العدالة والتنمية، لصالح إمام أوغلو، وخير مثال على ذلك حي “الفاتح” وكذلك “أيوب سلطان” المعروفان بصبغتهما الإسلامية، مؤكدة أن إردوغان بات أمام واقع لا يمكن إنكاره، يتمثل في رفض الشعب التركي له ولنظامه بالكامل، نتيجة سياساته الاقتصادية الخاطئة، واصفة هزيمة إردوغان بأنها هزيمة أمام السيسي، وذلك بعدما حاول إردوغان استغلال وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لصالح حزبه؛ حين قال “لا تنسوا أن في هذا البلد أيضا أشباه (الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لذلك نحن مجبرون على أن نكون حذرين”، في إشارة إلى مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى