ليبيا

المسماري يكشف قادة الميليشيات السورية .. واجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة تبدأ

المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، العقيد أحمد المسماري، أدلى أمس بتفاصيل مهمة خلال مؤتمره الصحفي، تضمنت أسماء قادة الميليشيات السورية التي وصلت خلال الفترة الماضية إلى الأراضي الليبية، مؤكداً أن تركيا أرسلت إلى ليبيا حتى الآن نحو 6 آلاف مقاتل سوري.

تفاصيل حول قادة المرتزقة في تركيا

في تفاصيل هذا الملف، قال المسماري أن أغلب هؤلاء القادة، هم من ضباط الجيش العربي السوري المنشقين، وتم منح كل منهم مبلغ مليون دولار من أجل تجميع وتدريب وتجنيد المرتزقة قبل إرسالهم إلى ليبيا، ثم الإشراف الميداني على عملياتهم في محاور العاصمة .

من ضمن الأسماء التي ذكرها المسماري، فهيم عيسى، وهو القائد العسكري العام لميليشيا (السلطان مراد)، التي مولتها وسلحتها تركيا في الشمال السوري، وارتكبت سابقاً جرائم عدة في مدينة حلب شمالي البلاد. الطلائع الأولى للمرتزقة التي وصلت إلى طرابلس كانت تنتمي إلى هذه الميليشيا.

عبد الناصر شمير، الملقب ب (أبو النصر)، وهو نقيب منشق عن الجيش العربي السوري، كان ضمن قادة ما يعرف ب (الجيش الحر) في غوطة دمشق الشرقية، ثم تولى قيادة ميليشيا (فيلق الرحمن)، وهو حالياً متواجد في العاصمة الليبية، ويقود أحدى تشكيلات المرتزقة، وقد تلقى أيضاً مبلغ مليون دولار من أجل تنفيذ هذه العملية، ونقل عناصره من سوريا إلى ليبيا.

محمد حافظ، وهو أحد قادة ميليشيا (فيلق المجد)، وتولى مسؤولية إدارة عمليات استقبال وفرز وتجنيد المرتزقة في شمالي سوريا، قبل عبورهم إلى غازي عنتاب التركية، ومنها جواً إلى أسطنبول، ثم طرابلس. وقد نشطت هذه الميليشيا سابقاً في الريف الغربي لمدينة حلب السورية، وكانت ضمن الميليشيات المشاركة في العمليات التركية شمالي شرق سوريا، وتحديداً في معركة مدينة تل أبيض.

من ضمن الأسماء البارزة والتي تم ذكرها في المؤتمر الصحفي للعقيد المسماري، النقيب المنشق مصطفى الشيوخ، قائد ميليشيا (لواء الشمال)، التي كانت سابقاً ضمن تشكيلات ميليشيا (فيلق الشام)، وتم لاحقاً إخراج هذه الميليشيا من ضمن هذه التشكيلات نظراً لتجاوزاتها العديدة. هذا النقيب المنشق معروف بصلاته القوية بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وهو يتولى حالياً عمليات التنسيق والإدارة لملف نقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا مروراً بتركيا، ويتنقل بشكل دائم بين البلدان الثلاثة، وكان للميليشيا التي يقودها دور أساسي في معركة السيطرة على مدينة عفرين شمالي سوريا.

العقيد الطيار المنشق معتز رسلان، انشق عن سلاح الجو السوري عام 2012، وتولى قيادة ميليشيا تدعى (القصاص) في ريف حماة الشرقي، ثم تولى قيادة ما يعرف ب (اللواء السابع) في منطقة جبل الزاوية، وحالياً يتولى قيادة القطاع الشمالي في ميليشيا (جيش النخبة)، بجانب قيادته لما يعرف بميليشيا (الفيلق الأول) في (الجيش الوطني) الممول من تركيا، وقد شاركت ميليشياته في عملية (غصن الزيتون) التركية شمالي سوريا، وتم تكريمه من قيادة الجيش التركي بسبب هذه المشاركة، ويتولى حالياً مهمة تنسيق عمليات نقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا.

محمد الجاسم، الملقب ب (أبو عمشة)، هو القائد الحالي لميليشيا (فرقة السلطان سليمان شاه)، وهي من أهم الميليشيات المشاركة في عملية (درع الفرات) التركية شمالي سوريا، وقد أرتكبت هذه الميليشيا فظائع بحق المدنيين في مدن عدة، من بينها مدينة عفرين. تولى سابقاً قيادة ميليشيا (لواء خط النار)، وكان له نشاط في مجال التهريب وتجارة السلاح، ومرتبط فكرياً بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا

الرائد المنشق عن الجيش السوري ياسر عبد الرحيم، وهو أحد أعضاء تنظيم الأخوان المسلمين في سوريا، والقائد الحالي لميليشيا (فيلق المجد)، التابعة لما يسمى (الجيش الوطني السوري)، الممول بشكل كامل من تركيا، وشاركت الميليشيا التي يقودها في عمليتي (درع الفرات) و(غصن الزيتون”) شمالي وشمالي شرق سوريا.

ارتبط اسمه بعدد من الجرائم والمجازر في سوريا، من بينها مجزرة أكاديمية الشرطة في مدينة حلب عام 2013، ومجازر أخرى في ريف حلب الغربي ومدينة حمص، وكان مسؤولاً عن عمليات القصف الصاروخي المركزة، التي استهدفت حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، ودمرته بشكل شبه كامل عام 2015، وشارك بصفة المتحدث العسكري باسم وفد المعارضة السورية في مباحثات أستانا العام الماضي. ويتولى حالياً ملف التنسيق بين تركيا وطرابلس، في ما يتعلق بالترتيبات اللوجستية لنقل المرتزقة.

أبو أحمد نور، قائد ميليشيا (الجبهة الشامية)، والقائد العام لما يعرف ب(الفيلق الثالث) في (الجيش الحر). وقد أشرف على نقل أعداد من المرتزقة التابعين لفصائله إلى ليبيا، ويتنقل ما بين تركيا وليبيا لتنظيم عملياتهم. وعلى الرغم من إصداره بياناً مصوراً ينفي فيه تواجده في ليبيا، إلا ان مرتزقة (الجبهة الشامية) التي يقودها، ظهروا بالفعل ضمن الأعداد التي وصلت بالفعل إلى طرابلس.

ثائر معروف، وهو القائد العام لميليشيا (لواء سمرقند) منذ مارس 2018، بعد مقتل القائد السابق وائل موسى، في معارك غصن الزيتون بعفرين السورية. هذه الميليشيا أنشأها جهاز الاستخبارات التركي، من مجموعة من المرتزقة الوافدين من أوزبكستان، وكانت في البداية كتيبة تابعة لميليشيا (فرقة الحمزة)، ثم تحولت إلى تنظيم مستقل عام 2016. وقد تم تدريب مقاتليها على يد الجيش التركي، في معسكرات داخل أنقرة.

يضاف إلى الأسماء السابقة، (أبو الفرقان)، وهو ضابط في الجيش التركي، مهمته قيادة القوات التركية والمرتزقة الأجانب في ليبيا، ولديه خبرة سابقة في قيادة التحركات التركية في سوريا. ولم يعلن الاسم الحقيقي له لدواعي أمنية تتعلق بمخابرات الجيش الليبي. يعاون هذا الضابط في العمليات ضابط تركي آخر لكنه متخصص بالعمليات الاستخباراتية، يسمى (عقيد غازي)، وهو يجيد التحدث باللغة العربية. يعاونهما ثلاثة من السوريين، الأول هو (سيف أبو بكر بولاد)، والثاني هو (أبو معاذ رحال)، والثالث هو (شيخلي الشيخلي) الذي ينتمي لميليشيا (السلطان مراد).

إخوان ليبيا يشككون بالمساعي الدولية

بدأت أمس في مقر الأمم المتحدة بجنيف، اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، المعروفة باسم لجنة (5 + 5)، في ظل تشكيك عدد كبير من الأطراف الموالية لحكومة الوفاق في إمكانية توصل هذه الاجتماعات، إلى بلورة واضحة لترتيب عسكري ميداني حول وقف إطلاق النار في طرابلس، وهو تشكيك طال مسار جنيف السياسي أيضاً.

هذا التشكيك جاء على لسان جمعة القماطي، مبعوث رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج لدول المغرب العربي، الذي دعا في تصريحات متلفزة مع إحدى القنوات التي تبث من تركيا،  إلى عدم التعويل على تحقيق اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة، أو حتى المسار السياسي المزمع عقده بجنيف، لأية نتائج ملموسة أو مثمرة. وحث القماطي حكومة الوفاق على الاستمرار في القتال وعدم الانخراط في المسار السياسي دون حسم المعركة ميدانياً، أو على الأقل عدم التفاوض على الحل السياسي دون اشتراط انسحاب قوات الجيش الوطني إلى مواقعها السابقة لشهر أبريل 2019، وهو هنا يلمح إلى ان الموقف الميداني المتقدم لقوات الجيش الوطني، يمثل نقطة قوة تفاوضية لا تمتلك حكومة الوفاق نقطة موازية لها.

في الجانب الأخر، بحث أعضاء مجلس النواب الليبي في مدينة بنغازي اليوم، الموقف النهائي للمجلس حيال المشاركة في مباحثات المسار السياسي الليبي المقبلة في جنيف، وهذا يتم في ظل غضب واضح من جانب النواب، حيال استمرار وصول المرتزقة والأسلحة التركية إل قوات الوفاق في طرابلس، بشكل يجعل أي حوار سياسي أو امني غير مجدي في مثل هذه الظروف. لجنة الدفاع والأمن القومي في المجلس، أصدرت بياناً، أفادت فيه عن ضرورة توافر مجموعة من الشروط، في كل من سيشارك في مسار جنيف السياسي المقبل، وفي مقدمتها ان يكون من حملة الجنسية الليبية، وغير مزدوج الجنسية، وأن لا يكون مقيماً في دول معادية لليبيا، خاصة تركيا وقطر.

تصريحات إخوانية مستمرة … تناهض الحل السياسي في ليبيا

في نفس السياق، أستمر الظهور المتكرر لأصوات سياسية، تنتمي إلى الذراع الإخوانية في ليبيا (حزب العدالة والبناء)، تعكس هذه الأصوات رغبة من جانب الحزب والمكونات المتحالفة معه، في استمرار القتال وعدم التفاوض مع الجيش الوطني في ظل تفوقه الميداني الحالي، وفي نفس الوقت تعكس تعمق الخلافات الداخلية بين المكونات السياسية داخل العاصمة.

القيادي في حزب العدالة والبناء، والعضو في البرلمان الموازي في طرابلس سعد الجازوي، قال في تصريحات متلفزة، أن نواب طرابلس المنقطعين عن حضور الجلسات في مجلس النواب بطبرق، لن يحضروا اجتماعات مسار جنيف السياسي المقبلة، إلآ إذا تمكنت ميليشيات حكومة الوفاق، من تحقيق نجاحات على المستوى الميداني. وأشار خلال هذه التصريحات إلى وجود خلافات حول آلية اختيار من سيتم مشاركته من النواب في اجتماعات جنيف المقبلة.

المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، اكد أيضاً على نفس هذا المضمون، حيث قال عضو المجلس إبراهيم صهد، أن مجلس الدولة أصدر بيان مشترك مع نواب طرابلس، يؤكد فيه أن فعاليات المسار السياسي الليبي في جنيف لن تنطلق، دون وقف كامل لإطلاق النار، وانسحاب قوات الجيش الوطني إلى مواقعها السابقة، مؤكداً أن رئيس المجلس أرسل رسالة إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا، تحمل هذا المضمون بشكل واضح.

ومن الواضح أن وجهة النظر الغالبة حالياً في دوائر طرابلس السياسية، تدفع إلى عدم المشاركة في المسار السياسي المقبل في جنيف، فرئيس المجلس الأعلى للدولة الدولة خالد المشري، طلب بشكل واضح خلال كلمته في مؤتمر لجنة الإتحاد الأفريقي العليا حول ليبيا، والتي انعقدت مؤخراً في الكونغو، ضرورة استبعاد الجيش الوطني من أي حوار قادم. كذلك قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق خلال نفس المؤتمر، أن مجلسه قد يعيد النظر في المشاركة في أي حوار قبل وقف ما وصفها ب(الانتهاكات).

تحركات أمريكية في طرابلس

خلال الأيام الماضية، لوحظت تحركات أمريكية على خط الأزمة الليبي، أولها كان استقبال واشنطن وفداً من أعضاء البرلمان الليبي (المواز) في طرابلس، من ضمنهم أعضاء في الإخوان المسلمين. وقد ألتقى الوفد مع أعضاء بالكونجرس ومسؤولين، من بينهم رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب الأمريكي. وقد صرح احد أعضاء الوفد الليبي، وهو أحد قياديي التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وعضو مجلس النواب الموازي في طرابلس علي أبو زعكوك، إن وفده سعى إلى هذه الزيارة منذ شهور طويلة لكن الجانب الأميركي حدد الموعد الراهن لإتمامها وفقاً لارتباطات من قابلوهم من مسؤولي الكونغرس وأعضائه.

هذه الزيارة تأتي في سياق محاولات حكومة الوفاق تغيير الموقف الأمريكي الحالي من الملف الليبي، والذي يميل يوماً بعد يوم إلى وجهة نظر الحكومة المؤقتة في طبرق، لكن وحسب رأس عضو مجلس النواب في طبرق إبراهيم الدرسي، فأن هذه الزيارة لن تسهم في تغيير الموقف الأميركي، مشيراً إلى ان وفداً يمثل مجلس النواب في طبرق، سيزور الولايات المتحدة قريباً، تلبية لدعوة تلقاها سابقاً من الكونغرس.

التحرك الأمريكي الثاني كان زيارة مفاجئة، لوفد أمريكي يمثل مؤسسة (جونز) للاستشارات الأمنية والعسكرية، إلى طرابلس، زار خلالها مقر وزارة دفاع حكومة الوفاق، والتقى بوكيل الوزارة صلاح النمروش، وضباط عسكريون وامنيون. لاحقاً، استقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق هذا الوفد، الذي لم تتضح حتى الآن أسباب زيارته هذه، لكنها ربما تكون ضمن ترتيبات أمنية معينة تتعلق بملف (مكافحة الإرهاب).

الجيش الوطني يتمسك بمواقعه في طرابلس

في ظل التعليمات الأخيرة التي أصدرتها قيادة الجيش الوطني الليبي، لكافة التشكيلات القتالية المتواجدة في محاور طرابلس، برفع حالة الاستعداد، وإدامة تمركزاتها الحالية. استمرت محاولات ميليشيات الوفاق للتقدم في عدة محاور، خاصة بعد مجاهرة عدد من قادة ميليشيات الوفاق، ومنهم قائد ميليشيا (الصمود) صلاح بادي، برفضهم للهدنة، وبدء تحشيد قواتهم في محور شرقي مصراتة

على إثر ذلك، تصدت وحدات تابعة للكتيبة 110، هجوماً للميليشيات في اتجاه منطقة وادي زمزم، في المحور الشرقي لمدينة مصراتة. وقد ترافق مع هذا الهجوم، بث إشاعات حول تقهقر قوات الجيش الوطني من مواقعها في الوشكة وأبوقرين شرقي مصراتة، وهي إشاعات نفاها اللواء سالم درياق، قائد غرفة عمليات سرت الكبرى 

https://twitter.com/LNA2019M/status/1224302714810781697

الكتيبة 166 مشاة، حققت خلال الساعات الماضية تقدماً في اتجاه منطقة العزيزية من محورها الشرقي غربي مطار طرابلس، وذلك رداً على الهجمات المستمرة من جانب ميليشيات الوفاق في هذا الاتجاه على التخوم الشمالية والغربية للمطار.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

محمد منصور

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى