
“عقيلة صالح” : ليبيا تنبه لخطر الجنون العثماني الجديد
بحضور المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، افتتح الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، اليوم، الأحد، الجلسة العامة للمجلس، وذلك بعد تأكيد اللجنة العامة بالبرلمان خلال اجتماعها رفضها التام للتدخل العسكري التركي في الأراضي الليبية.
“التاريخ يعيد نفسه” هكذا افتتح صالح كلمته التي استهلها بتوجيه التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي وشعب مصر ونوابهم، مشيرا إلى أنه التاريخ لن ينسى أن يسجل -بحروف من دماء- صفحات جديدة تضاف إلى صفحات جهاد ونضال أجدادهم وأبنائهم، لافتا لأن الشعب الليبي أراد التغيير إلى حياة أفضل؛ دعمها المجتمع الدولي بقراراته، إلا أنه تركه في منتصف الطريق، فوجد نفسه أمام ضباع الإرهاب والتخويف والذبح والتنكيل… ضباع جاءت تحمل رايات الإسلام، بينما هي في حقيقة الأمر أبعد ما تكون عنه.
ليبيا لا تستجدي أحدا
أكد صالح على أن “ليبيا لا تستجدى أحدًا” وانما تُنبِه لخطر الجنون العثماني التركي الجديد، الذي لم يرحم الأتراك أو العرب أو الأكراد أو غيرهم، مشيرًا لأن تركيا أطلقت حروبًا بالوكالة، في السنوات الأخيرة، سخرت فيها الجماعات الإرهابية والميليشيات والعصابات المسلحة والقتلة والمجرمين لهدم الدول الوطنية في أكثر من مكان في الشرق الأوسط وباسم الدين لعودة ما يسمى بالخلافة العثمانية “الميتة“، تمهيدا لتعيين عملاء من أمثال من تبقوا في المجلس الرئاسي ليسرقوا وينهبوا مستغلين شرعيتهم الدولية الممنوحة لهم ظلما وعدونا من المجتمع الدولي “الغائب عن الوعي”، مثلما حدث فيدير الزور وشمال سوريا.
مذكرتا تفريط وتخاذل
واستكمل رئيس مجلس النواب الليبي، حديثه داخل مجلس الشعب المصري، معلقًا على مذكرات التفاهم، التي وقعها رئيس مجلس النواب الليبي فايز السراج، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلا: “وكان آخرها أن يجر أردوغان فايز السراج من أنفه إلى أنقرة، وسط تكبيرات الإخوان المسلمين، بتوقيع مذكرتي تفاهم، والأصح مذكرتي تفريط وتخاذل في سيادة ليبيا وحقوق وكرامة شعبها، تنازل فيها رئيس المجلس الرئاسي وورط الليبيين في مذكرة تفاهم للتعاون البحري في المنطقة الاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط… أدخل ليبيا والمتوسط في دائرة التوتر والصراع مقابل السماح لتركيا في مذكرة ثانية بالتدخل العسكري في ليبيا وقتل الليبيين كما فعلت في سوريا”.
مؤامرة حيكت خيوطها “أنقرة”
هكذا وصف صالح الوضع في ليبيا، معلنًا استغلالها للظروف التي تمر بها البلاد، وانشغالها بالحرب على الإرهاب، مشيرًا لأنه حين أدركت تركيا أن أدواتها التخريبية والاجرامية لم يعد لها وجود إلا في كيلو متر واحد داخل طرابلس، رفع شعارا جديدا بأن “ليبيا ولاية عثمانية ومن حقه العودة إليها” حاكما ومستعمراً.
ولفت المستشار صالح لأن “اتفاق الصخيرات” لم يعد له أي وجود أو فاعلية أو جدوى على الأرض في ليبيا، بل أصبح مجرد شرعية عربية ودولية تمثل في الواقع رخصة للخراب، لأسباب جسيمة ارتكبتها حكومة الوفاق؛ التي تأكد الشعب الليبي بأنها حكومة وصاية سقطت منذ عامين.



