مصر في أرقام

“المطارات”..تنمية مستدامة ونهضة للاقتصاد

يعد النقل الجوي أحد أهم المحفزات  السياحية والاقتصادية لأي دولة ترغب في انعاش اقتصادها  ولا مجال لتحقيق ذلك دون طيران مدني يقف على أرضية صلبة ومطارات حديثة.

ومع الارتفاع المتواصل في عدد المسافرين بمنطقة الشرق الأوسط، تتسابق العديد من الدول لتصميم مطارات تستوعب الأعداد المتزايدة من المسافرين، تلبية لمتطلبات الشركات المشغلة، وتقليص الازدحام الذي تعاني منه، وتسهيل حركة المسافرين وتقليص مدتها إلى أقصى قدر ممكن.

ولدى وزارة الطيران المدني خطة يتم تنفيذها تتركز على وضع خطط مستقبلية واستراتيجيات للنهوض بالقطاع، ومن أهمها تعزيز قدرات وتطوير وزيادة الطاقة الاستيعابية بالمطارات المصرية، وإنشاء 5 مطارات جديدة «مطار سفنكس – مطار العاصمة الإدارية الجديدة – مطار رأس سدر – مطار برنيس جنوب البحر الأحمر- مطار البردويل»، وهي تعد بمثابة هدية من عبد الفتاح السيسي للأجيال المقبلة المستهدفة من عملية التنمية التي تجري بمصر في كل المجالات.

وقرار إنشاء مطار واحد ليس بالأمر السهل نظرا للتكلفة المادية لبناء المطارات، إلا أن السيسي اتخذ قرارا بالعمل في 5 مطارات دفعة واحدة وفى أزمنة قياسية فيما يتعلق بعملية التشييد والبناء، نظرا للفترة الزمنية التي تحتاجها عملية البناء وصولا لمرحلة التشغيل.

وتعمل المطارات الجديدة على ربط كل ربوع مصر بالمطارات مما سيكون له المردود الإيجابي الكبير على الأجيال المقبلة، بما يخدم عملية التنمية المستدامة وتسهيل الاستثمار ودعم الصناعة.

«مطار سفنكس»

وقامت  الشركة الوطنية “مصر للطيران” بتشغيل أولى الرحلات الداخلية من مطار سفنكس الجديد غربي القاهرة، شهر يناير من العام  الماضي.

وقررت الشركة الوطنية تشغيل رحلات داخلية لأول مرة من مطار سفنكس الدولي بهدف تشغيل  تخفيف الضغط على مطار القاهرة وخلق مناطق لوجستية والوصول لراغبي السفر في أقرب مكان لهم، ومن المخطط زيادة الرحلات من مصر للطيران والشركات الأخرى في الفترة المقبلة، حيث أنه تم تصميم وتشييد المطار وفقا لأعلى المواصفات ومستويات الخدمة في المطارات العالمية».

ويقع مطار سفنكس غربي العاصمة المصرية، ويبعد عن منطقة أهرامات الجيزة نحو 12 كلم، ومن المقرر أن يقدم خدماته لمنطقة الجيزة والهرم وأكتوبر، ويسهم وجود المطار قرب المزارات السياحية في القاهرة في «تنشيط سياحة اليوم الواحد».

جرى بناء مطار سفنكس الدولي على جزء من قاعدة غرب القاهرة الجوية العسكرية بالكيلومتر 45 بطريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، وبدأ العمل به في 2017، باستثمارات بلغت نحو 300 مليون جنيه، ما يساوي نحو 17 مليون دولار.

يهدف المطار الذي تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تنفيذه بالتنسيق مع الشركة المصرية للاستثمارات إلى خدمة مدن 6 أكتوبر والشيخ زايد ومحافظات الفيوم وبني سويف والمنيا، فضلا عن استقباله رحلات الطيران العارض «الشارتر»، التي لا تهبط بمطار القاهرة، ويأتي إنشاء مطار سفنكس ضمن خطة لتطوير المطارات والموانئ وخطوط النقل والطرق في مصر، بهدف خدمة مشاريع التنمية.

“مطار العاصمة الإدارية”

ويقع مطار العاصمة الإدارية، الذي يقع على بعد 50 كيلومترا شرقي العاصمة المصرية القاهرة، وأقيم المبنى الرئيسي للمطار على مساحة 5 آلاف متر مربع، ويسع مطار العاصمة لـ 300 راكب في الساعة، ويشتمل مطار العاصمة على 45 مبنى وبرج مراقبة جوي بطول 50 مترا.

يحتوي مطار العاصمة الإدارية على ممر بطول 3650 مترا، وعرض 60 مترًا بالإضافة إلى أكتاف الممر التي تصل إلى 15 مترًا من الجانبين، ويستقبل الطائرات من الطراز الكبير E4، ويحتوي على 8 مواقف لانتظار الطائرات، ومنطقة انتظار سيارات تسع 500 سيارة و20 أتوبيسا، ومدة التنفيذ الفعلية للمطار 12 شهرًا سبقتها أعمال الدراسات والتجهيزات.

سمي مطار العاصمة الدولي بهذا الاسم لأنه سيكون في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، ويخدم مطار العاصمة سكان المدن الجديدة ومدن القناة ويدعم حركة السياحة.

المطار مجهز بأحدث النظم الحديثة لتأمين وإدارة وتشغيل المطارات، تم تزويده بأحدث كاميرات المراقبة الحرارية في العالم كما تم تزويده بأنظمة للمراقبة وكشف الحقائب بالإكس راي وتركيب نظام للإنذار الآلي ضد الحريق ونظام للتحكم بالدخول وأنظمة مراقبة بالكاميرات ترصد أدق التفاصيل وأنظمة لكشف الحقائب بالأشعة.

 مطار «برنيس» جنوب مرسى علم

ويستوعب المطار العديد من السائحين القادمين لقضاء إجازاتهم جنوب مرسي علم، وتقديم الخدمات للمنتجعات والمنشآت السياحية جنوب مدينة مرسي علم.

«مطار البردويل »

وتم تطوير المطار حاليا ليخدم وسط وشمال سيناء، وكذلك محور التنمية في منطقة قناة السويس، وأصبح أسمه الحالي «مطار البردويل»، وأكدت مصادر بوزارة الطيران المدني المصرية، أنه جار إطلاق التيار الكهربائي للمطار، وجار اختبار أنظمة تشغيل المطار «كهروميكانيك – الاتصالات»، وجار الانتهاء من أعمال محطتي تنقية المياه ومعالجة الصرف الصحي، وجار تخطيط الطرق الخدمية بالمطار والطرق الداخلية ومدخل بوابات المطار، وكذلك مناطق انتظار السيارات والأتوبيسات.

تراجع أداء قطاع الطيران الدولي

عاصر قطاع الطيران المصري فترات عصيبة في الأعوام السابقة، حيث أوقفت عدد من الدول رحلات طيرانها إلى مدن الغردقة وشرم الشيخ والقاهرة، وهو ما يُعد مؤشر سلبي على أداء القطاع. فقد أدى سقوط وتحطم طائرة ركاب روسية ومقتل جميع ركابها، إلى توقف رحلات الطيران المباشرة من بريطانيا وروسيا إلى مصر بدءًا من سبتمبر عام 2015.

ازدهار غير مسبوق في أداء القطاع

بينما زادت حركة السياحة الوافدة إلى مصر، مما أدى بدوره إلى عودة رحلات الطيران الدولي إلى مصر من جديد، ولكن بشكل تدريجي، فقد أعادت مالطا رحلاتها إلى القاهرة عن طريق الشركة الدولية الوطنية Air Malta سبتمبر الماضي، في حين أعلنت شركة طيران إيبريا الإسبانية عن قيام 4 رحلات مباشرة ما بين القاهرة ومدريد في عام 2020، والتحقت بالركب الشركة الألمانية لوفتهانزا للطيران، فقد أعلنت عودة الرحلات المباشرة من مطار فرانكفورت إلى القاهرة يوليو الماضي.

عادت كذلك رحلات الطيران السويدي أكتوبر الماضي، وهو ما شجع عودة السياحة الإسكندنافية في مصر، بعد توقفها حوالي ثماني سنوات ونصف. على الجانب الآخر، أدت المحادثات المصرية الروسية إلى عودة الرحلات الروسية المباشرة إلى شرم الشيخ، بينما أعلنت بريطانيا كذلك عودة رحلاتها إلى شرم الشيخ.

ومن الجدير بالذكر أن القرارات التي تدفعها الإرادة السياسية في البلاد إلى دفع مسيرة التقدم في القطاعات المختلفة، فقد انعكس قرار رفع حظر قيود السفر إلى مصر على حجم إيرادات قطاعي السياحة والطيران، فقد حقق قطاع السياحة إيرادات تُقدر بحوالي 12.5 مليون دولار أمريكي خلال العام المالي 2018 – 2019. مقارنة بحوالي 9.8 مليار دولار العام السابق، بينما انعكس هذا على زيادة تُقدر بحوالي 28.2 %، وذلك وفقًا لتقرير وزارة المالية المصرية الصادر بنهاية عام 2019.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى