
المحميات الطبيعية في مصر … خطوات قوية وطموحات مشروعة
بعد الانتباه للتطورات التي حظي بها قطاع المحميات الطبيعية في مصر وملف حماية التنوع البيولوجي والذي يطمح في مضمونه إلى الوصول إلى المستويات العالمية في الحفاظ على التوازن في النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي بها، إلى جانب تعظيم فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية والترفيهية، حققت وزارة البيئة الهدف المنشود، حيث حظيت المحميات الطبيعية في عام 2019 فقط بأكثر من 300 ألف زيارة إلى الآن، مما يعني نجاح هذه المجهودات.
وأشار تقرير حصاد أنشطة وزارة البيئة خلال 2019 إلى تطوير البنية التحتية ورفع كفاءة عدد من المحميات في مصر، منها محميات البحر الأحمر وسيناء، حيث أنه تم إعداد خطة لإدارة مناطق الغوص بخليج العقبة والبحر الأحمر، وذلك لحماية الموارد الطبيعية إلى جانب تعظيم فوائدها.
ما هي المحمية الطبيعية
المحمية الطبيعية هي مساحة من الأرض محددة جغرافيا، سواء كانت هذه المساحة مائية أم بريةً، ويتم توفير الظروف الطبيعية التي تحمي بعض الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات، ويتم توفير الظروف التي تساعدها على التزاوج وحماية نسلها.
وتكون هذه المحميات الطبيعية محمية من قِبل الدولة، ومفروض لها قوانين لعدم التعرض لها، ففي بعض المحميات قد توجد أنواع نادرة من الحيوانات والنباتات التي تعتبر غنيمة للكثير من النّاس.

أسباب إنشاء المحميات الطبيعية
لقد تم اللجوء إلى إنشاء المحميات الطبيعية من أجل حماية بعض الأنواع من الكائنات الحية، سواء كانت نباتات أم حيوانات، حيث إنها قلت أعدادها نتيجة العديد من الأسباب: تغير الظروف المناخية على سطح الأرض من حيث الحرارة والبرودة والأمطار، فتغير هذه الظروف أدى إلى افتقار بعض الكائنات الحيّة إلى الظروف المناسبة للحياة ممّا أدى إلى موتها.
وفي الغالب فإن الإنسان نتيجة استخدامه للكثير من المركبات الكيماويّة الضارة تغيرت هذه الظروف الجوية، فمثلا الكائنات الحية التي تحتاج إلى الوسط المعتدل لا يمكن أن تعيش عندما تصبح درجات الحرارة في المنطقة حارة جداً أو باردة جدا.
الصيد الجائر الذي مارسه الإنسان على الحيوانات، ممّا أدى إلى قلة عددها، حيث إن الإنسان استغل بعض الحيوانات للحصول على لحومها أو فرائها.
تعدي الإنسان على البيئات الطبيعية التي تُعتبر هي البيئة الطبيعيّة للحيوانات والنباتات، فعندما انطلق الإنسان بالتخلّص من الغابات وقطع الأشجار من أجل بناء المستعمرات الصناعيّة كانت هذه الغابات مسكناً لعدد هائِلٍ من الكائنات الحية، وأدّى هذا القطع إلى موت الكائنات الحية التي تعيش فيها.
أهداف المحميات الطبيعية
حماية الأصناف المختلفة من الحيوانات التي لها علاقة بإنتاج المحاصيل الزراعيّة، التي تُعتبر غذاءً لبعض الحيوانات أو غذاء للإنسان، كما أنّها تحافظ على التوازن البيئي في الطبيعة حيث إنَّ وجود بعض النباتات والحيوانات يخلّص من بعض الأضرار في الطبيعة، ويحقّق بعض الفوائد.
عدد المحميات الطبيعية في مصر
ويبلغ إجمالي عدد المحميات الطبيعية في مصر نحو 31 محمية، من يزاول منها النشاط فعليا 13 محمية فقط، تتوزع المحميات الـ13 بين 8 محافظات هي، محافظة القاهرة والتي يوجد بها محميتان، ومحافظة كفر الشيخ ويوجد بها محمية واحدة فقط، بالإضافة إلى محافظة الجيزة ويوجد بها محمية واحدة، ومحافظة الفيوم والتي يوجد بها محميتان طبيعيتان.
أما باقي المحافظات الثمانية التي يوجد بها محميات طبيعية، تتمثل في، محافظة بنى سويف ويوجد بها محمية واحدة فقط، ومحافظة البحر الأحمر ويوجد بها محمية واحدة ايضاً، ومحمية أخرى بمحافظة الوادي الجديد، هذا بخلاف 4 محميات في محافظة جنوب سيناء، وهى المحافظة الأكثر من حيث تواجد المحميات الطبيعية بها، مقارنة بالمحافظات الأخرى المذكورة.
محمية رأس محمد تتصدر القائمة
أنهت وزارة البيئة تطوير مناطق التخييم ومركز الزوار، وكذلك مجمع معامل رأس محمد لدراسة الحياة البحيرة والتنوع البيولوجي. تم الإعلان مؤخرًا عن إضافة محمية رأس محمد إلى القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي لصون الطبيعة، أعدت مخطط عمراني لمحمية نبق والذي يتوافق اجتماعيًا وثقافيًا وبيئيًا لمنطقة قرية الغرقانة البدوية، ليس هذا فحسب، وإنما تم الانتهاء من تنفيذ ما يُقارب من 90 % من مشروع تطهير الألغام مع رفع كفاءة الخدمات بها.
بينما تم تطوير محمية أبو جالوم وبالتحديد في منطقة البلوهول ونفذت مسح للموارد البحرية لتحديد وضعها البيئي وأهم أماكن الجذب فيها، فيما طالت التطورات محمية سانت كاترين ومنطقة جبل موسى.
سيناء تحتضن السياحة العلاجية
في الوقت الذي تُعلن فيه وزارة البيئة عن هذه الاحصائيات، تزخر سيناء فقط بحظ الفهد من هذه التطورات، حيث تحتضن سيناء الكثير من العيون المائية الاستشفائية، منها حمامات موسى وحمام فرعون ودير السبع بنات ووادي مغارة.
يتوجه السياح إلى هذه الأماكن للحصول على قدر من الاستجمام والاستشفاء، فهي تحتوي على المياه الكبريتية والتي يستخدمها الكثير في علاج بعض الأمراض منها أمراض الجهاز الهضمي، والروماتيزم، وأمراض الكبد وإصابات الملاعب وحساسية الرئة.
مصر الوجهة الأولى عالميا للسياحة العلاجية
تلقى السياحة العلاجية في مصر رواجًا كبيرًا بشكل خاص، حيث تشتمل الأراضي المصرية على أكثر من 1356 عين للمياه الكبريتية، وهو ما يمكن أن يُصبح في حد ذاته ثروة ضخمة، حيث أوضحت الدراسات أن الأرباح المتوقعة من الاستثمار في هذه الأماكن فقط يمكن أن تُحقق حوالي 4 مليار دولار، في الوقت الذي تُمثل فيه السياحة العلاجية حول العالم 10 % من حركة السياحة العالمية.
يُسافر ما بين 3 % إلى 4 % من سكان العالم لأغراض علاجية، وهو ما يوازي 11 مليون سائح، ويُقدر حجم إنفاقهم السنوي حوالي 439 مليار دولار. وهو ما يضعنا أمام إحصائية هامة أخرى صدرت عن منظمة الصحة العالمية، والتي أوضحت فيها أن 95 % من القائمين بالسياحة العلاجية حول العالم من قاطني قارة أفريقيا، بينما 39 % منهم يقدمون من دول أوروبا، ومعظمهم يتوجهون نحو دول جنوب شرق آسيا لتلقي العلاج هناك.
على الرغم من كل هذه الجهود، مازالت مصر في حاجة إلى التسويق الجيد للسياحة العلاجية، وهو ما يمكن أن يُصبح مادة قوية للتخطيط في المرحلة القادمة من قِبل الجهات المعنية بهذا، لتضع مصر في المكانة التي تستحقها في هذا المجال.



