ليبيا

خريطة التقدم الميداني للجيش الوطني الليبي في معركة طرابلس

خلال الساعات الماضية، حقق الجيش الوطني الليبي تقدماً ملموساً في محاور القتال جنوبي وغربي العاصمة طرابلس، على بُعد ساعات قليلة من انتهاء المهلة الممنوحة من جانب قيادة الجيش للفصائل المسلحة التابعة لمدينة مصراته كي تنسحب من المعارك في طرابلس. فما هي محاولا الهجوم الحالية، وأبرز المكاسب الميدانية التي حققها الجيش الوطني الليبي على الأرض؟

بشكل عام، تنقسم محاور القتال في طرابلس الى محور رئيسي هو المحور الجنوبي، ومحاور فرعية تتوزع ما بين غربي العاصمة وشرقي مدينة سرت وجنوبي مدينة مصراته.

الاتجاه الهجومي الأول في المحور الجنوبي للعاصمة هو محور مطار طرابلس، وقد حققت فيه قوات الجيش التقدم الأهم خلال الساعات الماضية، بتأمينها طريق المطار ومحيطه، والذي يشمل مناطق مثل مسجد صلاح الدين، معسكر النقلية، مسجد الزيتونة، كوبري الفروسية ووصولا الى منطقة خزانات النفط، لتصبح بذلك على أبواب أحياء أبو سليم والانتصار وصلاح الدين، وهي الأحياء الأهم في قلب العاصمة. كذلك تستمر المعارك في المناطق الواقعة شرقي طريق المطار، لتطهير منطقة مشروع الهضبة من أي تمركز لقوات حكومة الوفاق.

جدير بالذكر ان هناك أتجاهاً هجومياً اخر انطلاقاً من مطار طرابلس، لكنه في أتجاه الغرب، وفيه تحاول قوات الجيش الوطني قطع الطريق الرابط بين قلب العاصمة ومنطقتي العزيزية وغريان جنوباً، وتدور المعارك في هذا النطاق في محيط منطقتي الطويشة والرملة، بإتجاه مناطق التوغار والساعدية وكوبري الزهراء.

الاتجاه الهجومي الثاني جنوبي العاصمة هو أتجاه خلة الفرجان، حيث تنقسم العمليات فيه الى أتجاهين فرعيين، الأول انطلاقاً من معسكر حمزة بإتجاه المناطق الجنوبية من حي أبو سليم، والثاني وهو الأهم انطلاقاً من معسكر اليرموك الذي قامت قوات الجيش الوطني بتأمينه مؤخراً، على طول طريق قصر بن غشير – صلاح الدين المتجه الى قلب العاصمة، وفيه حققت قوات الجيش الوطني منذ انطلاق عمليات المرحلة الثالثة من هجوم طرابلس، نجاحات مميزة تمثلت في تأمين عدة مبان حكومية، مثل مبنى الجوازات، ومبني مدرسة الهندسة العسكرية، ومبنى أكاديمية الشرطة، وهي مناطق تقع على أطراف منطقة الهضبة وحي عبد الله بن الزبير.

بعد ان كان الجيش الوطني قد بدء عمليات في نطاق غربي مدينة طرابلس في الأيام الأولى لبدء هجومه على طرابلس، أعاد خلال الساعات الماضية تفعيل هذا المحور، وفيه بدء العمليات على أتجاهين، الأول انطلاقاً من مناطق سيطرته في مدينة صرمان غربي العاصمة، بإتجاه المناطق الغربية لمدينة الزاوية الاستراتيجية التي تعد الخاصرة الغربية للعاصمة، وأستهدف بتحركاته خلال الساعات الماضية منطقة أبو عيسي، التي دخلها لفترة محدودة، بغرض استطلاع دفاعات قوة حماية الزاوية التابعة لحكومة الوفاق، وقد ترافق هذا مع جولة من القصف الجوي للمناطق الغربية لمدينة الزاوية.

الاتجاه الثاني في هذا المحور هو نطاق كوبري الزهراء – الناصرية، وفيه تتم عمليات محدودة للتقدم في اتجاه الشرق، للمساهمة في قطع الطريق الرابط بين قلب العاصمة ومدينة العزيزية، وتحقيق تماس مع القوات الموجودة في محور شمال مطار طرابلس.

قوات حكومة الوفاق كانت قد حاولت منذ عدة أيام القيام بهجوم مفاجئ على مقر القيادة المتقدم لقوات الجيش الوطني الليبي المهاجمة لطرابلس، في منطقة ترهونة، الا ان هذه القوات فشلت في تحقيق أهدافها، وتعرضت لخسائر كبيرة في منطقة الداوون شرقي مدينة ترهونة. هذا الهجوم ربما يكون حافراً أضافياً لقيادة الجيش الوطني، كي تفعل مرة أخرى الاتجاهات الهجومية في النطاق الشرقي للعاصمة، والتي كانت تستهدف منطقتي القره بوللي ومسلاتة، بهدف قطع التواصل بين طرابلس من جهة، وبين مدينتي الخمس ومصراته من جهة أخرى. كان الهدف الرئيسي من أيقاف الجيش الوطني لعملياته في هذا النطاق، هو إتاحة الفرصة لفصائل مصراته كي تنسحب، لكن وبما ان المهلة الممنوحة لتنفيذ ذلك أوشكت على الانتهاء، فيتوقع قريباً ان يتم استئناف العمليات في هذا النطاق.

مدينة سرت كانت دائماً محل اهتمام من جانب الجيش الوطني، الذي يُتوقع ان ينفذ خلال الساعات المقبلة جولة قوية من القصف الجوي عليها وعلى مدينة مصراته. جدير بالذكر هنا ان الجيش يحتفظ بوحدات قتالية شرقي وجنوبي مدينة سرت، لمهاجمتها في حالة ما إذا تحركت وحدات من قوة حمايتها في اتجاه مدينة طرابلس، وكذلك تتمركز وحدات تابعة له في منطقة السدادة جنوبي مدينة مصراته.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

محمد منصور

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى