
مجلس الشيوخ الأمريكي يمرر مشروع قانون الإبادة الجماعية للأرمن
قرار مجلس الشيوخ بالإجماع حول تمرير مشروع قانون الإبادة الجماعية للأرمن في خطوة يحتمل أن تثير غضب تركيا، وهو ما يعد اعتراف مقنن بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها تركيا ضد الشعب الأرمني.
يأتي هذا القرار كما ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي عقب حظر المحاولات السابقة الثلاث للسيناتور بوب مينينديز (DN.J.) وتيد كروز (R-Texas) لإصدار القرار من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بناءً على طلب من البيت الأبيض، وذلك كما وصفه الموقع في خطوة قد تثير غضب الحكومة التركية خلال فترة التوتر في العلاقات الأمريكية التركية، والتي تتزامن مع الغضب الأمريكي من شراء تركيا حليف الناتو لنظام صواريخ روسي من طراز S-400، وكذلك هجومها العسكري على القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا؛ مما دفع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتقديم مشروع قانون لتنفيذ العقوبات ضد تركيا لشراء S-400.
وانتقد ماكرون تركيا بسبب هجومها على القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة وفرنسا في شمال سوريا ، وكذلك شرائها نظام صواريخ روسي من طراز S-400 بسبب اعتراضات حلفائها في الناتو، ودعا كل من السيناتور كريس فان هولين وليندسي جراهام وزير الخارجية مايك بومبو إلى معاقبة تركيا على شراء S-400؛ بينما صرح ترامب في قمة الناتو إن لديه “علاقة جيدة جدًا” مع أردوغان، وتهرب من سؤال حول ما إذا كان سيوافق على العقوبات.
الموقف التركي من القرار
جاء الموقف التركي بشكل تحذير من تزايد عمق التوتر بين البلدين، حيث نشرفاهرتين ألتون – المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية – رداً على رد القرار، وكذلك مشروع قانون العقوبات الذي تقدمت به لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
موضحاً أن مواقف وسلوك بعض أعضاء الكونجرس الامريكي يضر بالعلاقات التركية الأمريكية، وضحاً أن مشروع قانون العقوبات الذي صدر بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والقرار الأرمني الذي صدر في مجلس الشيوخ يعرض مستقبل العلاقات الثنائية للبلدين إلى الخطر. مستردا حديثه بان التاريخ سيشير إلى هذه القرارات على أنها أفعال غير مسؤولة وغير عقلانية من قبل بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي ضد تركيا، وسوف تدخل في التاريخ كطرف مسؤول عن إحداث أضرار طويلة الأمد بين دولتين “.
موقف أعضاء مجلس الشيوخ من القرار
اعترض السناتور ليندسي جراهام، وديفيد بيردو وكيفن كرامر سابقًا على القرار، لكنهم أشاروا إلى أنهم لم يكونوا على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى، بينما تحدث السيناتور بوب مينيز بشكل أكثر عاطفة وذلك باعتباره من أوائل المدافعين عن القضية منذ وصوله إلى مجلس الشيوخ في عام 2006، قائلاً أن إصدار قرار الإبادة الجماعية للأرمن يعد تأكيد مجلس الشيوخ أخيرًا لتاريخ: ما حدث من 1915 إلى 1923، مؤكداً أنه كان “إبادة جماعية” ولا توجد كلمة أخرى لوصف الأمر. مؤكداً أن التغاضي عن المعاناة الإنسانية ليس من سمة الشعب أو ما تمثله السياسة الخارجية الأمريكية، والذ يجب أن تعكس انسانيتها دائماً.
ويرى الموقع أن البيت الأبيض أصدر تعليماته للسيناتور كرامر لمنع محاولة من السيناتور بوب مينينديز وتيد كروز؛ لإصدار قرار من خلال موافقة بالإجماع الاعتراف رسميا بالإبادة الجماعية في تركيا من الشعب الأرمني، معتبراً القرار بأنه ليس في “الوقت المناسب”، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب عاد لتوه من الاجتماع مع أردوغان في قمة الناتو في لندن، وأن القرار يمكن أن يقوض الإدارة الأمريكية الجهود الدبلوماسية، وهذا ما يتعارض مع موقفه السابق عند تقديمه قرار مماثل، حيث نشر تغريدة على صفحته في تويتر في سبتمبر عام 2017 وشكر الممثل دين كين على زيارته لكابيتول هيل “لزيادة الوعي بالإبادة الجماعية للأرمن”، بينما صرح في قاعة مجلس الشيوخ مؤخراً أنه لا ينوي مواصلة الاعتراض على القرار.
كما طُلب من السناتور ليندسي جراهام منع القرار في 13 نوفمبر بعد اجتماعه مع أردوغان في البيت الأبيض، وذلك في حديثه مع أكسيوس بأنه كان يحاول “إنقاذ العلاقة” بين الولايات المتحدة وتركيا في ذلك الوقت، التي كانت تحت ضغط كبير في أعقاب الغزو العسكري التركي لشمال سوريا، مضيفاً أنه لن يعترض هذه المرة.
جدير بالذكر أن 30 دولة تعترف بالإبادة الأرمنية، وتشير التقديرات إلى أن ما بين 1.2 و1.5 مليون أرمني قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى على أيدي القوات التركية، التي كانت متحالفة آنذاك مع ألمانيا والنمسا-المجر؛ بينما ترفض تركيا استخدام كلمة “إبادة”، مكتفية بالإشارة إلى “مجازر متبادلة” على خلفية حرب أهلية ومجاعة خلفت مئات آلاف الضحايا بين الأتراك والأرمن.
باحثة بالمرصد المصري