
المونيتور تكشف ما وراء العلاقات القطرية التركية
العلاقات القطرية التركية هي سر حياة حلم أردوغان في تحقيق الخلافة الإسلامية.. هذا ما وصفته صحيفة “المونيتور” حول دراسات الشرق الاوسط للعلاقات القطرية التركية غير الظاهرة، والتي وصفتها بأنها قائمة على المصالح المشتركة، والتي أحيت الحلم التركي من جديد عقب القرب من تلاشيه خلال الأونة الأخيرة، ولكن الصفقات والعلاقات الخارجية الدفوعة بالمصالح المشتركة الاقتصادية والاستراتيجية لتركيا، مقابل حماية تركية لقطر من تداعي آثار ما أسمته الصحيفة الازمة العربية في الخليج عام 2017، أعطت للحلم التركي قبلة الحياة مرة أخرى.
اتفاقيات سبعة خلال زيارة واحدة
أوضحت الصحيفة أنه خلال زيارة أردوغان الأخيرة إلى الدوحة، وقع الجانبان سبعة اتفاقات تعاون، تهدف تلك الاتفاقيات والموقعة في 25 نوفمبر بحضور أردوغان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال الاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية العليا الثنائية – إلى تعزيز التعاون في مجالات التجارة والتمويل والاستثمار والتكنولوجيا، ووصفت الصحيفة الصفقة الأكثر أهمية هي تحديث اتفاقية تبادل العملات في العام الماضي بين البنوك المركزية التركية والقطرية، والتي تهدف إلى “تسهيل التجارة الثنائية بالعملات المحلية المعنية ودعم الاستقرار المالي للبلدين”، وتقوم الصفقة على رفع الحد الإجمالي للمقايضة إلى ما يعادل 5 مليارات دولار في الليرة التركية والريال القطري من 3 مليارات دولار في النسخة الأصلية.
العلاقات التركية والقطرية ومحاولة الخروج من العزلة
هناك مصلحة متبادلة أخرى من العلاقات التركية القطرية، والمتمثلة في محاولات الخروج من العزلة، فقد وصفت الصحيفة أردزغان بأنه يمر بحالة من الضغوط الشديدة الخارجية والداخلية، التي تجعله محاولاً لإظهار انه مازال لديه أصدقاء، وهو العرض المغري بالنسبة لقطر عقب المقطاعة العربية، وجاءت الاتفاقيات الجديدة لتصلح ما سببته تلك المقاطعة العربية الرباعية من آثار العزلة على قطر، وهو ما جعل تركيا غير مرغوب فيها بين دول الخليج الأخرى.
ترى الصحيفة أن قطع قطر للعلاقات العسكرية مع تركيا، هو أحد الشروط التي طرحتها دول المقاطعة على قطر في عام 2017، هذا إلى جانب مطالب انهاء الدعم لجماعة الإخوان المسلمين، وهم الأسباب الرئيسية للمقاطعة العربية لقطر، ورأت الصحيفة أن تمديد قطر شهر العسل مع تركيا قد يعطل محاولاتها لعودة علاقتها مع الدول العربية.
جدير بالذكر، أن تركيا أنشأت ا أول قاعدة عسكرية خارجية لها على الإطلاق في قطر في عام 2015، تحت شعار التعاون لنشر قوات إضافية عندما وقع الحصار، وأرسلت تركيا جنودًا إلى قطر ونقلت المواد الغذائية والإمدادات جواً في أعقاب المقاطعة، مقابل تعهد قطر بمبلغ 15 مليار دولار لدعم الاقتصاد التركي.
مواقف قطرية مناهضة لقرارات جامعة الدول
وصل حد الدعم القطري لتركيا إلى الدفاع عن العملية العسكرية التي قامت بها تركيا في شمال سوريا في شهر أكتوبر الماضي، محطمة بذلك موقف الجامعة العربية، وهو ما أكدها جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي ونشر صورة له مع أمير قطر عبر حسابه في تويتر، قائلا: “بلغنا لسموه تحيات رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان. نشكر قطر على دعمها لعملية نبع السلام”. فيمكنا هذا من تحليل أسباب هذا الدعم القطري المعلن لتركيا في سياستها نحو التدخل وعرقلة نمو الدول.
كما كشفت التقارير الإعلامية عن تحالف مخابراتي وعسكري تركي قطري للعمل على تشكيل قوات في شرق الفرات لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي قامت بمعركتها الأخيرة ضد داعش في الأراضي السورية.
ومع ذلك، تابعت الدوحة جدول أعمالها الخاص في مسابقة الطاقة في شرق البحر المتوسط – بما في ذلك قبرص – وبالتعاون مع خصوم تركيا، ولكن بحسب الصحيفة أن قطر ليست دولة كبيرة، وبالتالي فقد غض الطرف عن التعاون القطري مع القبارصة اليونانيين في التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط.
دلالات توقيت زيارة أردوغان إلى قطر
وجاءت زيارة أردوغان لقطر للمرة الثالثة منذ المقاطعة العربية الرباعية من بين 26 لقاء تم بين أردوغان وتميم، وقام بزيارة مقر القيادة المشتركة التركية القطرية، والتي وصفها أردوغان بأن العلاقات العسكرية القطرية التركية لحماية أصدقاءه القطريين وقت الشدة، ووصف القاعدة العسكرية بأنها لضمان أمان الخليج بأكمله وليس قطر فقط، وهي القاعدة التي طالبت الدول العربية المقاطعة لقطر بإغلاقها.
جاءت هذه الزيارة عقب بداية الحديث عن حدوث انفراجة في الأزمة الخليجية عقب قرار المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بإرسال فرقهم الوطنية إلى بطولة كرة القدم في قطر، مما أعطى الأمل في أن تقترب أزمة الخليج من نهايتها، ولكن جاءت زيارة أردوغان لتنهيها.
وغرد حمد بن جاسم بن جبر القطري على صفحته في تويتر، أنه لا صحة لما يتم تداوله عن الصلح المنتطر.
ولكن قطر وتركيا لا تمتلكان ترف الاختلاف والتي حاولت بعض التقارير الإعلامية تصويرها من خلال عدم استقبال تميم لاردوغان في المطار، مما أعطى لهم فكرة أن قطر تحاول مغازلة الخليج من أجل عودة العلاقات مرة أخرى؛ إلا أن قطر التي دعمت الاقتصاد التركي وانقاذه من الإنهيار عقب العقوبات الأمريكية وانخفاض سعر الليرة التركية إلى أكثر من سبع ليرات مقابل الدولار العام الماضي، وفي المقابل لا يمكن أن تنسى قطر موقف تركيا الداعم لها بقوة أثناء بدء الحصار الرباعي عليها.