مكافحة الإرهاب

المناطق في مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2019(3)

صدرت النسخة السابعة من مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2019، إذ ركز التقرير الصادر عن “معهد الاقتصاد والسلام” إلى تقديم تصور شامل عن الاتجاهات والأنماط الرئيسية عن حالة الإرهاب في العالم خلال العام. مستهدفًا استعراض نشاط الجماعات الإرهابية الأكثر تأثيرًا، وملقيًا الضوء على أبرز الدول التي تأثرت بالعمليات الإرهابية، وترتيبًا على ما سبق سنقوم باستعراض مدى تأثر المناطق المختلفة في العالم بالإرهاب لعام 2018 طبقا بما جاء في المؤشر 

انخفاض تأثير الإرهاب في عام 2018 في 7 مناطق من مناطق العالم 9، وذلك تمشيًا مع الاتجاه العالمي، الذي سجل انخفاضًا كبيرًا في كل من الوفيات الناجمة عن الإرهاب والهجمات الإرهابية. إذ حدث التحسن الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث انخفض تأثير الإرهاب بها، في حين شهدت أمريكا الجنوبية ارتفاع الضرر الإرهابي، تليها أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي. وقد ارتفع تأثير الإرهاب في جنوب اسيا إلى أعلى مستوياته منذ 16 عامًا. وعلى العكس من ذلك، سجلت أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي أكبر تراجع في تأثير الإرهاب خلال 16 عامًا الماضية؛ حيث تم تسجيل 212 حالة وفاة بسبب الإرهاب في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي منذ عام 2002، في مقابل حدوث 28 حالة وفاة في عام 2018.

 وتجدر الإشارة إلى أن بين عامي 2002 و2018، مثلت جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 93 % من جميع الوفيات الناجمة عن الإرهاب. فبلغ عدد الوفيات أكثر من 93700 حالة وفاه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وشهدت جنوب آسيا حوالي 67500 حالة وفاة خلال نفس الفترة، كذلك وصل عدد الوفيات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى 45000 حالة في الفترة ذاتها.

C:\Users\Tokka.elnaggar.ecss\Desktop\المناطق.PNG

جنوب اسيا

شهدت 6 من أصل7دول في جنوب آسيا في عام 2018، انخفاض في تأثير الإرهاب، حيث انخفض تأثيره في كل من بنغلاديش وسريلانكا وباكستان ونيبال والهند وبوتان على الترتيب. وقد كانت أفغانستان هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي شهدت أكبر تضرر من الإرهاب في عام 2018، إذ زادت 

 حالات الوفاة من 4650 حالة في عام 2017 إلى ما يقرب من 7400 حالة في عام 2018، بما يعادل زيادة بنسبة 59 % عن عام 2017، وتجد الإشارة إلى أن طالبان نفذت 971 هجومًا، ما أسفر عن مقتل 6100 شخص.

وعلى صعيد متصل، سجلت بنغلاديش 31 هجومًا إرهابيًا و7 وفيات في عام 2018، أي بنسبة 70 %في عدد الوفيات مقارنة بعام 2017. كما انخفض النشاط الإرهابي في سري لا نكا في عام 2018 استنادًا إلى انخفاض عدد الهجمات بنسبة 87 % مقارنة بعام 2017.وقد كان الانخفاض الكبير في الهجمات المنسوبة إلى المتطرفين المعادين للمسلمين، حيث انخفض من 29 هجمة عام 2017 إلى لا شيء في عام 2018. ومع ذلك، فإن الهجمات الإرهابية على عيد الفصح الأحد 2019 أسفرت عن مقتل 259 شخصًا. كما شهدت باكستان 366 هجومًا في عام 2018، غير أن تلك الهجمات انخفضت بنسبة 37 % مقارنة بعام 2017. كذلك انخفض تأثير الإرهاب في الهند بنسبة 13.6 %في عدد الهجمات ونسبة 9% في الوفيات مقارنة بعام 2017.

أمريكا الشمالية

انخفض تأثير الإرهاب في الولايات المتحدة عام 2018، ما أدى إلى التحسن المتوسط في منطقة ​​أمريكا الشمالية. ومع ذلك، تسبب هجوم “تورونتو” الذي أسفر عن مقتل عشرة وجرح 15 إلى ارتفاع تأثير الإرهاب في كندا. ويمكن القول إن التحسن الذي شهدته الولايات المتحدة في عام 2018 مدفوعًا بتخفيض وفيات الإرهاب بنسبة 32% مقارنة بعام 2017. وعلى الرغم من ذلك، ارتفع عدد الحوادث الإجمالية بها من 49 حادثة عام 2017إلى 57حادثة عام 2018.

وفي عام 2018، لم تكن هناك هجمات مسجلة من قبل جماعة إرهابية معروفة في الولايات المتحدة. فمن بين 57 حدثًا خلال عام 2018، تم ارتكاب 28 حادثًا من قبل اليمين المتطرف، فيما تم ارتكاب و27 حدثًا من قبل مجرمين مجهولين، و2 من المتطرفين المنتسبين إلى الجهاد. مع الإشارة إلى أن خمسة من هذه الحوادث تسببت في وفيات.  وقد كان الهجوم الأكثر دموية هو إطلاق نار جماعي من قبل متطرف معاد للسامية في كنيسة في “بيتسبيرج ” بولاية بنسلفانيا قتل فيه 11 شخصًا وجرح 7 آخرون، من بينهم المهاجم و4 من ضباط الشرطة.

وعلى عكس الولايات المتحدة، ارتفع تأثير الإرهاب في كندا في عام 2018، فبالرغم من حدوث 4 هجمات فقط في كندا، مقارنة بـ 12 في عام 2017. إلا أن عدد الوفيات ارتفع إلى 10 مقارنة ب 6 في عام 2017. ومنذ عام 2002، شهدت كندا 49 هجومًا إرهابيًا، مقارنة بـ 382 هجومًا في الولايات المتحدة. 

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

انخفض تأثير الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث شهدت المنطقة تحسنًا كبيرًا في عام 2018، نتيجة لتحسن حالة 17 دولة في المنطقةوقد شكلت الوفيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 42 % من إجمالي الوفيات العالمية الناجمة عن الإرهاب منذ عام 2002.

ومنذ هزيمة تنظيم “داعش” انخفض نصيب المنطقة من المجموع العالمي للوفيات انخفاضًا كبيرًا. وفي عام 2018، بلغت نسبة الوفيات في المنطقة 15 % فقط من إجمالي الوفيات. وكان أكبر انخفاض في عدد القتلى في عام 2018 في العراق، حيث انخفض عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 75% مقارنة بعام 2017. تبعته سوريا، حيث انخفضت عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب فيها بنسبة 40 % تقريبًا. 

وفي السياق ذاته، حققت كل من لبنان والبحرين والكويت ومصر والعراق تحسين كبير في المنطقة، إذ انخفضت الهجمات الإرهابية في لبنان بشكل مستمر منذ أن بلغت ذروتها في عام 2014، مع مقتل 2 فقط من 5حوادث وقعت في عام 2018.  كما سجلت البحرين هجومًا واحدًا في عام 2018، بينما كان هناك حوالي18 هجومًا عام 2017، في حين لم تسجل الكويت هجومًا إرهابيًا واحدًا في العامين الماضيين. كذلك شهدت مصر انخفاض عدد الهجمات الإرهابية من169 هجمة إلى 45هجمة، نتيجة لزيادة أنشطة مكافحة الإرهاب. وتعد إيران والمغرب هما الدولتان الوحيدتان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اللتان أرتفع فيهما تأثير الإرهاب في عام 2018.  إذ شهد المغرب هجومًا إرهابيًا واحدًا وهو الأول منذ عام 2015؛ قُتل على أثره سائحان على أيدي متطرفين تعهدوا بالولاء لتنظيم “داعش”في شريط فيديو. 

أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى

في عام 2018، انخفض تأثير الإرهاب في 20 دولة من بين 44 دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وزاد تأثيره في 13 دولة، في حين ظل الوضع على ما هو عليه في 11 دولة، ما أدى إلى بقاء النتيجة في المنطقة ثابتة.  وقد شهدت أنغولا وجمهورية الكونغو وكوت ديفوار ومدغشقر وغابون تحسن كبير في المنطقة؛ إذ كانت جميع البلدان الخمسة خالية من الإرهاب في عام 2018، وبالنسبة لجمهورية الكونغو، كان هذا العام الثاني على التوالي دون هجوم. كذلك شهدت غينيا ورواندا وموزمبيق وزيمبابوي وغانا ارتفاع تأثير الإرهاب عام 2018. إذ شهدت موزمبيق 62 هجومًا إرهابيًا في عام 2018، حيث ارتفع عدد الوفيات من 21 حالة وفاة إلى131حالة وفاة. وكان سبب الوفيات في الغالب جماعة “أنصار السنة”، وهي جماعة إسلامية متشددة، كانت مسؤولة عن 34 اعتداء و93 قتيلاً في عام 2018. وفي السياق ذاته، تعرضت زيمبابوي لارتفاع التأثير الإرهابي بها، حيث شهدت في عام 2018 اول هجومان منذ خمس سنوات.

 كما ظلت نيجيريا والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى أكثر البلدان تضرراً من الإرهاب في المنطقة، رغم انخفاض التأثير الإرهاب بهما عن عام 2017. وعلى الرغم من أن نيجيريا شهدت أكبر عدد من الهجمات والوفيات في المنطقة. إلا أن كان هناك انخفاض في عدد الوفيات بها مقارنة بعام 2017، ويرجع ذلك إلى انخفاض هجمات “بوكو حرام” بنسبة 35 % مقارنة بعام 2017. حيث وصل عدد الوفيات المنسوبة إليها أدنى مستوى لها منذ عام 2011. ومع ذلك، كان هناك ارتفاع بنسبة 75 % في الهجمات التي تنسب إلى متطرفي “الفولاني”. كما سجلت الصومال 646 حالة وفاة نتيجة للإرهاب عام 2018، كنتيجة لحوالي 286 حادثة، لكن عَدّ هذا انخفاض بنسبة 56 % في عدد الوفيات مقارنة بعام 2017.  كذلك انخفض عدد الهجمات التي قامت بها “حركة الشباب”، بنسبة 24 %في عام 2018. وكان عدد الوفيات المنسوبة إلى المجموعة في عام 2018 أقل من نصف عدد عام 2017.

وعلى صعيد متصل، انخفضت الوفيات في جمهورية الكونغو في عام 2018 بنسبة 17 % مقارنة بعام 2017، وذلك بالرغم من ارتفاع الهجمات بنسبة 22 %.  كذلك وصل الإرهاب في مالي إلى أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق في عام 2018، إذ ارتكبت 5منظمات و3 مجموعات متطرفة 63 هجومًا، في حين ارتكب مرتكبون مجهولون 61 حادثًا، ما أسفر عن حوالي 430 حالة وفاة. ويبدو أن انعدام الأمن في الدول الواقعة في غرب إفريقيا قد أحدث تطرفًا متزايدًا وصراعًا عرقيًا. 

امريكا الجنوبية

ارتفع تأثير الإرهاب في 6 دول من أصل 11 دولة في أمريكا الجنوبية، في حين ظلت 4 دول تشهد تراجع في تأثير الإرهاب. ففي عام 2002، شهدت كولومبيا أعلى تأثير للإرهاب في المنطقة. وبالرغم من أنها شهدت زيادة في الإرهاب في عام 2018 عن عام 2017، إلا أن تأثير الإرهاب الإجمالي أقل مما كان عليه في عام 2002. ويمكن إرجاع ذلك إلى ارتفع العنف من جانب الجماعات المسلحة الكولومبية مع توقف التقدم في تنفيذ اتفاق السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في السنوات الأخيرة. إذ قام منشقون من “فارك” بـ 34 هجومًا، أسفر عن مقتل 24 شخصًا في عام 2018. 

وفي السياق ذاته، تأثرت بوليفيا بالإرهاب تليها البرازيل والإكوادور وشيلي وفنزويلا وكولومبيا؛ إذ كانت بوليفيا خالية من الإرهاب منذ عام 2012، غير أنها تعرضت لتفجيران في عام 2018، أسفرا عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 60. ولم يكن مرتكبو هذه الهجمات معروفين. وقد زادت الهجمات في تشيلي بأكثر من الضعف في عام 2018، حيث وصلت إلى 45 هجمة، رغم عدم تسجيل أي وفيات. فقد ارتفع عدد هجمات مجموعات “مابوتشي” ارتفاعًا حادًا من6 هجمات في عام 2017 إلى 22 هجمة في عام 2018.

كذلك سجلت البرازيل 7 هجمات و3 حالات وفاة في عام 2018، ويعد هذا اعلى معدل عمليات إرهابية تعرضت له منذ عام 2002. كما سجلت الإكوادور 4 هجمات عام 2018، ما يمثل ارتفاع في عدد العمليات التي تعرضت لها مقارنة بعام 2017، إذ تعرضت في عام 2017 لهجومين. وتجدر الإشارة إلى تراجع تأثير الظاهرة الإرهابية في كل من باراجواي أوروغواي وبيرو وغيانا، على الترتيب.

آسيا والمحيط الهادئ

انخفض تأثير الإرهاب في 11 دولة من أصل 19 دولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام 2018، بينما ارتفع تأثيره في 4دول فقط في المنطقة، وتمثلت تلك الدول في تايوان وإندونيسيا وفيتنام وكوريا الجنوبية. وعلى صعيد آخر، شهدت بابوا غينيا الجديدة انخفاض في تأثير عام في 2018، تليها الصين ولاوس واليابان وميانمار. 

وقد كان هناك ما يقرب من 7000 حالة وفاة بسبب الإرهاب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ منذ عام 2002، بما يعادل 3% من المجموع العالمي للوفيات. ومن بين هذه الوفيات، وقع ما يزيد قليلاً عن 3000 في الفلبين؛ إذ كانت الفلبين هي البلد الأكثر تأثراً بالإرهاب في المنطقة في عام 2018، تليها تايلاند. 

وعُدّت أكثر الحوادث دموية في الفلبين عام 2018 هو تفجير انتحاري على نقطة تفتيش عسكرية، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 جنود ومدنيين وجرح 6 أخريين. وقد أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم، بينما نسبته السلطات إلى جماعة “أبو سياف “، التي كانت مسؤولة عن 21 هجومًا إرهابيًا على الأقل في الفلبين في عام 2018. وقد شهدت تايلاند مقتل 1900 شخص في الفترة بين عامي 2006 و2016. وانخفض عدد الهجمات والوفيات في العامين الأخيرين، لكن البلاد تعرضت لحوالي 135 حادثًا في عام 2018. 

روسيا واوراسيا

شهدت 9 دول من أصل 12 دولة في روسيا وأوراسيا تراجع في تأثير الإرهاب، غير أن تأثيره ارتفع في طاجيكستان، وظل الوضع على ما هو عليه في دولتان. فقد حققت كازاخستان وأرمينيا وأوكرانيا وروسيا وأذربيجان أكبر انخفاض في تأثير الإرهاب في المنطقة؛ إذ أن كازاخستان الآن دون حوادث لمدة عامين. في حين تعرضت أرمينيا لهجوم إرهابي واحد في عام 2018، كما شهدت أوكرانيا تحسنا ملحوظا منذ عام 2014، حيث انخفضت الوفيات بنسبة 98 % منذ ذلك الحين. وسجلت أذربيجان هجومًا واحدًا عام 2018 لكن لم تقع أية وفيات.

كما شهد روسيا تراجع للتهديد الإرهابي، حيث انخفض عدد الهجمات بنسبة الثلث وتراجعت الوفيات بنسبة 51 % في عام 2018. ومن بين 21 هجومًا وقعت في عام 2018 أسفرت9 منها عن وفيات، نُسبت6 من هذه الهجمات إلى “ولاية القوقاز”. وقد وقع هجومان آخران من قبل تلك المجموعة، لكن لم يسفر ذلك عن مقتل أي شخص. 

وفي السياق ذاته، زاد التأثير الإرهاب في طاجيكستان من 2017 إلى 2018، وذلك بسبب الهجوم في سجن في نوفمبر من 2018؛ إذ هاجم مسجون ينتمي إلى “داعش” أحد الحراس، وصادر سلاحه، وأدت أعمال الشغب التي تلت ذلك إلى مقتل ما لا يقل عن 27 وإصابة خمسة سجناء وحراس. كان هذا واحدًا من حدثين أعلنت “داعش” مسؤوليتهما، والآخر كان هجومًا على مركبة في يوليو2018، ما أسفر عن مقتل أربعة سياح دوليين. وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم “داعش” أو “ولاية القوقاز” التابعة لداعش، مسؤول عن 30 هجومًا و90 حالة وفاة في المنطقة من 2015 إلى 2018.

أوروبا

انخفض تأثير الإرهاب في 25 دولة من أصل 36 دولة في اوروبا في عام 2018، فحين ارتفعت تأثيره في 8 دول فقط، بينما لم تسجل ثلاث دول أي تغيير في نتيجتيها عن عام 2017. فقد سجلت أوروبا 62 حالة وفاة بسبب الإرهاب في عام 2018، منها 40 حالة وفاه في تركيا. 

ولا تزال تركيا البلد الأكثر تأثرًا بالإرهاب في اوروبا، وذلك على الرغم من انخفاض الهجمات بنسبة 50 % من عام 2017 إلى عام 2018. فقد تعرضت تركيا إلى 95 حادثة، أسفرت عن 40 حالة وفاة مقارنة بـ 119 هجومًا و123 حالة وفاة في عام 2017. من ناحية أخرى، تعرضت المملكة المتحدة في عام 2018 لضعف عدد الهجمات التي تعرضت لها في 2017، حيث شهد حوالي 95 حادثًا في عام 2018، غير أن تلك الحوادث أسفرت عن قتيلين فقط. وتجدر الإشارة إلى وقع 80من أصل 95 هجومًا في ايرلندا الشمالية، بما في ذلك الهجومان الذي أسفر عن مقتل شخصين. 

كما ارتفع تأثير الإرهاب في كل من الجبل الأسود وليتوانيا وهولندا وإيطاليا والدنمارك في عام 2018؛ إذ سجلت الجبل الأسود هجومين إرهابيين ارتكبا من قبل مهاجمين مجهولين. ولم تشهد الدنمارك أي أحداث في عام 2017، ولكنها سجلت تصعيدًا طفيفًا في عام 2018، عندما ألقى المهاجمون قنبلة حارقة على السفارة التركية في كوبنهاغن في مارس من ذلك العام. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. من ناحية أخرى، واجهت هولندا وإيطاليا الإرهاب المستمر خلال السنوات الخمس الماضية، حيث سجلت هولندا خمسة هجمات ووفاة واحدة في عام 2018، في حين سجلت إيطاليا 14 هجومًا.

أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي

على الرغم من ارتفاع النشاط الإرهابي في 4 فقط من أصل 12 دولة في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، إلا أن حجم هذا الارتفاع كان كافياً للتسبب في تدهور النتيجة الإجمالية للمنطقة. وقد شهدت كل من نيكاراغوا وغواتيمالا والمكسيك وهايتي، ارتفاع في الضرر الإرهابي؛ إذ تعرضت نيكاراغوا لحوالي 9 هجمات إرهابية منذ عام 2002، وقعت 7 منهم في عام 2018. كما سجلت المكسيك زيادة بنسبة 58 % في الإرهاب في عام2018 مقارنة بعام 2017، حيث كان هناك 22 هجومًا إرهابيًا عام 2018، أسفر عن 19 قتيلاً. 

 كذلك سجلت كل من غواتيمالا وهايتي ارتفاع في النشاط الإرهابي بسبب تجدد الإرهاب في عام 2018. ولم تشهد أي من البلدين أكثر من 20 حادثة منذ عام 2002، وكلاهما كان خاليًا من الإرهاب حتى عام 2017، ولكن في عام 2018 واجهت هايتي وغواتيمالا خمس وهجمات على التوالي، ولم تسجل وفيات في أي من البلدين. وتجدر الإشارة إلى عدم تسجيل كل من كوستاريكا وكوبا والسلفادور أي نشاط إرهابي، على الرغم من أن السلفادور تسجل بانتظام واحدة من أعلى معدلات القتل في العالم.

مجمل القول، شهدت منطقة جنوب اسيا ارتفاع في تأثير الإرهاب إلى أعلى مستوياته من 16 عاما، ويمكن ارجاع ذلك إلى ثلاثة أسباب؛ يتعلق أولها 

بالمسارات الجديدة للتنظيمات الإرهابية، ولا سما تنظيم “داعش”، الذي سعى لتحويل مناطق نشاطه إلى اسيا لما يتوافر فيها من أسباب محفزة لانتشار الإرهاب والتطرف. ويتصل ثانيها بوجود مناطق نفوذ للتنظيم هناك من أبرزها: أفغانستان (ولاية خراسان)، والفلبين (جماعة”أبو سياف” وجماعة “ماوتي”)، وإندونيسيا (أنصار دولة الخلافة)، وبنجلاديش (أنصار الله)، وماليزيا (ولاية ماليزيا)، والهند (ولاية الهند)، وباكستان (ولاية باكستان). وينصرف ثالثها إلى تدفق أعداد كبيرة من مقاتلي تنظيم “داعش” من سوريا والعراق إلى إندونيسيا وأفغانستان وسريلانكا وبورما. وتجدر الإشارة إلى تصاعد الحديث على احتمالية كون أفغانستان الحاضنة الجديدة لنشاط التنظيم في المرحلة القادمة وذلك في إطار ثلاثة مقومات رئيسية بها تتمثل في: أنها نقطة مشتركة للحضور الأمريكي والروسي؛ الأول بالوجود والثاني من خلال الحدود. ومرونة تنظيم ولاية خراسان وقدرته على الصمود. وأخيرًا كونها القبلة التاريخية للإرهاب

+ posts

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

تقى النجار

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى