
وول ستريت جورنال: “قطر” علي استعداد لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير مطول لها عن محاولة جديدة بين السعوديين والقطريين لإصلاح وتسوية الخلاف الطويل والحاد بينهما، حيث زار مسؤول قطري رفيع المستوي المملكة العربية السعودية، فيما جاء الموقف الأمريكي مرحباً بذلك كونها خطوة ستزيل معوقات الجهود الرامية لاحتواء إيران.
فطبقاً لمسؤول عربي بارز، تنقل وول ستريت جورنال أن وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثان، صرّح أن الدوحة علي استعداد لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين.
المسؤول القطري رفيع المستوي الذي زار المملكة العربية، كان وزير خارجية قطر، وقد جاءت الزيارة الغير معلنة الشهر الماضي، قابل فيها وزير الخارجية القطري صانعي القرار في المملكة. مثلت الزيارة تقدم ديبلوماسي غير مسبوق لكسر العداء المحكم بين حلفاء الولايات المتحدة، حسب مزاعم مسؤولين عرب ومسؤولين في الإدارة الأمريكية لم تحددهم الصحيفة.
مسؤول عربي آخر أكدّ زيارة آل ثان للرياض، صرح للوول ستريت جورنال، أن وزير خارجية قطر فاجئ المسؤولين في الرياض إثر تقديمه عرض لتسوية العداء المحتدم، تمثل في إنهاء الدوحة لعلاقاتها ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين التي تعاديها المملكة وحلفائها. الجدير بالذكر أن ذلك كان مطلباً رئيسيا من السعودية وحلفائها لقطر الذين اتهموها حسب الوول ستريت بدعم الإرهاب.
حالياً، تدرس المملكة العرض القطري، وسط شكوك من ديبلوماسيين أمريكيين سابقين وحاليين مع بعض المسؤولين العرب بأن هذا العرض القطري قد يرأب الصدع الكبير بين المملكة وقطر في المستقبل المنظور. الصدع الكبير في علاقة دول مجلس التعاون الخليجي الست ببعضها وضع الولايات المتحدة في موقف محرج، وعقّد علي نحو كبير جهودها لتوحيد المجلس لمواجهة إيران بحزم. فالسعودية والإمارات دولتين تربطهما علاقات أمنية واقتصادية كبيرة ومتينة بالولايات المتحدة، وكذلك قطر، التي تستضيف أراضيها أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة.
وتتابع الصحيفة في تقريرها أن الزيارة المفاجئة لوزير خارجية قطر للرياض، والتي جاءت سرية وغير معلنة، سبقتها العديد من الجهود الديبلوماسية الجادة ولاسيما الوساطات الكويتية، وآخر هذه الجهود كانت اجتماعات تمت علي هامش قمة العشرين في اليابان الصيف الماضي.
قاطعت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر، دولة قطر. وقطعت جميع العلاقات معها في يونيو 2017 ، وطالبتها بتنفيذ قائمة من 13 مطلب، أبرزها، وقف عمليات تمويل الإرهاب وغلق شبكة قنوات الجزيرة، وتحجيم العلاقات مع إيران. علي الرغم من إنكار قطر لاتهامات تمويل الجماعات الإرهابية ودعم جماعة الإخوان المسلمين، إلا انها وفرت دعماً سخياً للرئيس الأسبق المعزول محمد مرسي.
ويتابع مسؤول عربي بارز للوول ستريت جورنال القول بان العرض القطري الأخير يعتبر أكثر الفرص جدية لإنهاء النزاع، كونه عرض غير مسبوق، وعلي الرغم من ذلك تسود الأجواء سحابة من الشكوك، لكنه يتابع القول، بأن الأفعال وحدها هي من ستبرهن علي صدق النوايا.
وبسؤال الصحيفة عن التطورات الديبلوماسية في سياق الأزمة، قال مسؤول قطري رفيع المستوي أنه منذ بداية الأزمة ونحن نرحب بأي خطوة من شأنها إنهاء الحصار المفروض علي قطر من خلال الحوار واحترام السيادة لكل دولة. ويتابع أن علاقات قطر بجماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين، دائما ما تقوم علي مبادئ القانون الدولي واحترام وحماية حقوق الإنسان، وتشمل كل الكيانات وليس جماعة بعينها، لكنها دائما ما يُساء فهمها بالدول التي تريد عزل قطر عن محيطها.
وتنتقل الصحيفة من نقل تصريحات المسؤولين القطريين، لتؤكد أن هنالك استعدادات جارية بين المسؤولين السعوديين والقطريين لإتمام اجتماع قادم سيتم فيه مناقشة الإجراءات التي ستتخذها الدوحة فيما يخص قطع علاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين. وفي هذا السياق يتابع المسؤول العربي للصحيفة، بأنه يتطلع للأمام فيما يخص الجهود الرامية لإنهاء الخلاف ولكنه يري أن الدول العربية المقاطعة لقطر بحاجة لمزيد من جولات التفاوض كي تكسب المزيد من الثقة وتصل لمستوي مبتادل من الفهم للرؤي المطروحة.
فالجهود الديبلوماسية الأخيرة للمملكة العربية السعودية حسب تقرير الصحيفة، جزء من سياسة تحررية تنفذها المملكة لتسوية صراعات المنطقة التي شوهت صورة المملكة علي حد كبير، إذ تحاول الرياض جاهدة الخروج من حربها في اليمن، وبدء محادثات جديدة مع إيران، التي اتجهت إليها أصابع الاتهام بتنفيذ هجوم الرابع عشر من سبتمبر الماضي، علي قلب منشآت صناعة النفط بالصواريخ الجوالة.
بعض الأوساط المقربة من الأزمة ترجح أن تكون السعودية أكثر إقداماً علي تسوية النزاع مع قطر، بعكس رجل الإمارات الأول حسب وصف الصحيفة، الذي يبدو متشككاً من العرض القطري الأخير.
السفير الأمريكي السابق في اليمن، جيرالد فيرستين، عقّب علي تلك التطورات الأخيرة بأنه متفائل بأن ثمة حل بإنتظار أزمة قطع العلاقات مع قطر. كما يرجح علي فرضية أن يصل السعوديون والقطريون لتفاهمات بشأن الأزمة في الوقت الذي يستبعد فيه أن يكون الاماراتيون علي نفس الموقف السعودي، ولكن تبدوا هنالك إشارة واضحة للعيان، علي تخفيف حدة التوتر بين بلدان مجلس التعاون الخليجي التي قاطعت قطر، هذه الإشارة تتمثل في وصول بعثات تلك الدول للدوحة للمنافسة في بطولة كأس الخليج.