
“أنفاق 3 يوليو”… شريان تنموي وعبور جديد إلى سيناء
تسابق مصر الزمن لتعود إلى ريادتها السياسية والاقتصادية عربيا وافريقيا ودوليا من خلال إحداث التنمية المنشودة لسيناء توازيا مع ما تشهده منطقة القناة من تنمية عبر مجموعة الأنفاق في بورسعيد بجانب أنفاق الإسماعلية.
وتأتي أنفاق “3 يوليو” جنوب بورسعيد بمثابة عبور جديد إلى سيناء أسفل قناة السويس الى مدينة “سلام مصر” المليونية والمنطقة الصناعية شرق بورسعيد، حيث تهدف تلك الأنفاق إلى ربط سيناء وشرق القناة بالوادي والدلتا كشريان تنموي جديد من شأنه تسهيل مرور حركة الأفراد والبضائع من وإلى سيناء في وقت لا يتجاوز الست دقائق للسيارات بسرعة 40كم/ساعة، فضلاً عن تيسير الاستثمار والتجارة.
وبفضل أنفاق “3 يوليو” أصبحت منطقة ميناء شرق بورسعيد منطقة مكتملة بها ثلاث مناطق لوجستية، ومنطقة صناعية كبيرة تتحقق من خلالها التنمية المستدامة لشبه جزيرة سيناء، كما تعتبر الظهير الصناعي الأهم بالنسبة لعاصمة مصر الاقتصادية في سيناء مدينة “سلام مصر”.
وتبلغ تكلفة سبعة أنفاق بقناة السويس التي تمتد أسفل القناة، وتتضمن 3 أنفاق في بورسعيد منهم نفقان للسيارات ونفق سكة حديد، و4 أنفاق في الإسماعيلية منهم نفقان للسيارات ونفق سكة حديد ونفق مرافق، بتكلفة تصل إلى 4.2 مليار دولار.

مشروع أنفاق “3 يوليو”
استمر العمل في “أنفاق3يوليو” على مدار أربع سنوات متواصلة؛ فبدأ وصول ماكينات حفر الأنفاق من نوفمبر 2015 حتى مارس2016، حيث واجه الحفر تحديات ضخمة أبرزها وجود آثار لغاز بالتربة استلزم إدخال تعديلات قبل وخلال عمل ماكينة حفر الأنفاق العملاقة، بجانب ذلك طبيعة التربة التي تمت عمليات دقيقة لمعالجة التربة الطينية الصعبة بالمنطقة، كما مثل عامل الزمن تحديا كبيرا نظرا لالتزام فريق العمل بإنهاء الحفر في وقت قياسي.
وقام على إنشاء المشروع وأعمال الحفر ست آلاف عامل وفني ومهندس مصريين، وأشرفت الشركة الألمانية على عملية التركيب وقيادة الماكينات أثناء أعمال الحفر لمسافة 100 متر. والمشروع عبارة عن نفقين للسيارات أحدهما للقادم من بورسعيد والمتجه إلى سيناء والآخر بالعكس، يبلغ طول النفق 3920 مترا منها 2860 مترا تم تنفيذها باستخدام نظام الحفر النفقي و1060 مترا بالحفر المكشوف؛ وذلك لربط سيناء وشرق القناة بالوادي والدلتا.
ويبلغ طول العقد الواحد بمشروع أنفاق بورسعيد شامل المداخل والمخارج بطول 4 كم وجسم العقد 2.8 كيلو متر أسفل قناة السويس يفصلهما مسافة 20 مترا ويصل القطر الداخلي للنفق الواحد 11,4 متر وقطره الخارجي 12,6 متر يسمح بمرور سيارتين بكل اتجاه بارتفاع صافي 5م. كل نفق به حارتين، الواحدة بعرض 3.60 متر، والسيارات في اتجاه مروري واحد يمكن المسافر من عبور قناة السويس في أقل من 20 دقيقة.
وتمر تلك الأنفاق تحت قناة السويس القديمة عند الكيلو 19.150 وعلى عمق 42 متراً، لتصل بين جنوب بورسعيد لشرق التفريعة لربط مدن القناة بسيناء مباشرة. ويستوعب النفق الواحد 2000 سيارة في الساعة، بمعدل عبور 40 ألف سيارة في اليوم للنفق الواحد. وجدير بالذكر، أنه جرى الانتهاء من طريق فرعي خارج الأنفاق يربط الأنفاق الجديدة بمحور 30 يونيو.
وتعتمد هذه الأنفاق على أعلى معايير أوروبية للأمان والتحكم الذكي للمنطقة العمل وتحتوي تلك الأنفاق على 60 كاميرا مراقبة بكل نفق؛ لتكتشف بشكل ” أتوماتيك” عن الحوادث. كما تعتمد على نظام اتصال طوارئ كل 250 مترا، ويوجد 12 سلما للطوارئ وكل نفقين مربوطان بممرات عرضية كل 1000م، فضلاً عن أن هناك غرفة التحكم الرئيسية بأنفاق”3 يوليو” تتكون من حائط به 12 شاشة عرض توضح مسار درجات الحرارة في النفق الشمالي بطول النفق يليها شاشتان عرض توضح الأنظمة المتحكم بها آليا ثم شاشة عرض توضح توزيع الحرارة للنفق الجنوبي بطول مسار النفق بالأسفل منه 4 شاشات عرض توضح مسار المركبات فى النفق الجنوبي من المدخل ووصولا إلى المخرج، وفى الجهة الأخرى 4 شاشات عرض توضح مسار المركبات في النفق الشمالي من المدخل ووصولا إلى المخرج وتوجد أيضا 4 أجهزة تحكم رئيسية.
وتم إنشاء تلك الحوائط اللوحية لمداخل ومخارج تلك الأنفاق بمسطحات 195 ألف متر مكعب بالإضافة إلى تنفيذ كباري وعدايات وطرق للربط مع شبكة الطرق الموجودة حالياً بالمنطقة وتنفيذ مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية المبطنة لجسم النفق والتجهيزات الخاصة بإقامة 1500 عامل من العاملين بالمشروع.
بالنسبة لنظام التشغيل الأول في الأنفاق هو التغذية الكهربائية عبر 4 مصادر الواحد منها قادر على توفير التغذية للأنفاق والمناطق الأمنية بالشرق والغرب بالإضافة إلى 4 مولدات احتياطية و4 بطاريات طوارئ قادرة على توفير التغذية الكهربائية للأنظمة الحرجة بما يوفر عبورا آمنا، لافتا إلى أن النفق الشمالي والجنوبي مزود كل واحد منهما بـ 41 مروحة تعمل من خلال حساسات تستشعر وضوح الرؤية والعوادم والغازات وسرعة الرياح.

عوائد واسهامات أنفاق “3يوليو“
تساهم أنفاق بورسعيد في تحقيق مؤشر التنافسية العالمي -الذي يعمل على تقييم قدرة الدول على تقديم الازدهار لمواطنيها-؛ لاعتبار أن هذه الأنفاق تدخل ضمن المشروعات القومية التي تحسن جودة الطرق في مصر، وذلك من خلال اختصار المسافة و سهولة حركة الحاويات من وإلى ميناء شرق التفريعة، وتقديم خدمة جيدة تعمل على تقليل الوقت المستغرق وبذلك يتم التخلص من مشكلة الانتظار في نقل البضائع التي كانت تستغرق وقتًا كبيرًا في الانتقال للاعتماد على نفق واحد “أحمد حمدي”، كما أن تلك الأنفاق لها مردود إيجابي على زيادة المعروض للسكان وتقليل السعر، نظرًا لإن تكلفة نقل البضائع والمنتجات تدخل ضمن التكلفة النهائية للبيع المستهلك.
وتحقق أنفاق “3 يوليو” تنمية اقتصادية شاملة من خلال تذليل الصعاب أمام المستثمر، وتشجيع إقامة المصانع بمنطقة شرق بورسعيد بمنسوب يصل إلى عمق 30 متراً تحت قاع قناة السويس، بالإضافة إلي تنفيذ كباري وعدايات وطرق للربط مع شبكة الطرق الموجودة حالياً بالمنطقة. وتخدم الأنفاق الحركة العمرانية والسكانية بسيناء وزراعتها، وبذلك تسعى بالخطط الاستراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة. كما يمكن أن تصبح تلك الأنفاق وجهة سياحية من الداخل والخارج، للسفر إلى سيناء عبرها. إذ يتبقى دور التسويق والترويج لمثل هذا المشروع لجذب استثمارات عدة من الداخل والخارج.