الصحافة الدولية

“كوربن” يتهم “جونسون” ببيع “خدمة الصحة الوطنية” كجزء من المحادثات التجارية بين لندن وواشنطن

كشف “جيريمي كوربين ” زعيم حزب العمال البريطاني في مؤتمر صحفي في وستمنستر عن عدد من الوثائق السرية تؤكد أن خدمات الصحة الوطنية البريطانية على طاولة المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، حيث وصف “كوربين” ما بدا أنه أوراق حكومية مسربة تعرض ست جولات من المحادثات التجارية بين واشنطن ولندن امتدت من يوليو 2017 إلى بضعة أشهر مضت.

ونقلت صحيفة “اندبندنت البريطانية” عن كوربن قوله إن محتوى الوثائق المكون من 451 صفحة قد وضع رئيس الوزراء “بوريس جونسون” “في حالة يرثى لها”، تزامنًا مع نفيه طرح خدمات الصحة الوطنية ضمن المفاوضات التجارية مع واشنطن، مُعلنًا أن: “هذه الانتخابات بمثابة معركة من أجل بقاء خدمتنا الصحية الوطنية كخدمة عامة مجانية للجميع، مؤكدًا أن “حزب العمال لن يستخدم خدمات الرعاية الصحية في المحادثات التجارية كورقة مساومة مع أي شخص، ولن نسمح أبدًا بوضع “دونالد ترامب” يده عليه لإنه ليس للبيع”.  

ولفتت الصحيفة إلى أن إعلان “كوربين” جاء بالتزامن مع طرحه ملف الصحة على جدول أعمال الحزب إبان التحضير للانتخابات العامة البريطانية، وبعد مقابلة “كوربين” مع “BBC”، ورفضه الاعتذار عن الاتهامات الخاصة بأن حزبه قد أخفق في القضاء على معاداة السامية.  ومع ذلك، فقد عقدت جميع الاجتماعات المفصلة في الوثائق قبل تولي “جونسون” منصب رئيس الوزراء، إذ تسجل الوثائق المناقشات بين يوليو 2017 ويوليو 2019، أي في ظل حكومة “تيريزا ماي”. 

ووفقًا للصحيفة، اتهم حزب المحافظين “كوربين” “بالكذب وبث “نظريات المؤامرة” على الجمهور. وقال “جونسون” إنه “لا توجد ظروف تفرض على حكومة المحافظين وضع خدمات الصحة الوطنية على طاولة المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة”.

واستكمل “كوربين” قائلًا إن الوثائق أظهرت أن وعد “جونسون” بـ”إنهاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي” كان “عملية احتيال على الشعب البريطاني”. وقال إنهم أوضحوا أن الشركات الأميركية تسعى إلى رفع أسعار الخدمة وتمديد فترة براءات الاختراع التي تسمح للشركات بزيادة أرباحها من الأدوية إلى أقصى حد. 

وقال “لقد تقدمت المفاوضات بشكل أبعد مما توقعنا” وأن “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أنهت بالفعل مناقشات أولية حول تمديد براءات الاختراع للأدوية”. مضيفا أن “التمديد يعني شيئًا واحدًا فقط هو رفع تكلفة الأدوية وتعرّضنا للخطر”.

كما أفاد المسؤولون البريطانيون أن نظرائهم الأميركيين يريدون “الوصول الكامل إلى الأسواق” باعتباره “الافتراض الأساسي للمفاوضات التجارية”، وقالوا إن الولايات المتحدة يمكن أن تتوقع أن تكون المملكة المتحدة “لها تأثير في إزالة القيود، وأنهم “يستطيعون معًا” تحرير الخدمات”.

وعليه نوه “كوربين” أن هذا يمثل ضوء أخضر لكسر الخدمات العامة البريطانية المفتوحة حتى تتمكن الشركات من الاستفادة منها”. وحذر قائلًا “تطالب الولايات المتحدة بأن يتم تقديم خدمات الصحة الوطنية الخاصة بنا على طاولة المفاوضات حول صفقة سامة سبق الحديث عنها سرًا. وقد يؤدي ذلك إلى خصخصة لخدمتنا الصحية. واعتبر أن “الشركات الكبرى ترى أن تحالف “جونسون” مع “ترامب” يمثل فرصة لجني مليارات من ألام الناس في هذا البلد. “وإذا كان المحافظون سينفذون هذه الصفقة، ستكون التغييرات اللاحقة لا رجعة فيها تقريبًا”.

وقال إنه بالإضافة إلى الرعاية الصحية، أظهرت الوثائق أن المحادثات غطت مجالات مثل سلامة الأغذية وحقوق العمال والتمييز بين الجنسين؛ إذ سعت الولايات المتحدة لهدم الحواجز التنظيمية في المملكة المتحدة. وقال كوربين: “يبدو لي أنه على “جونسون” شرح سبب نفيه للأشياء ذاتها التي باتت واضحة، ويجب عليه الآن التعامل مع خطط بيع المحافظين الخاصة بـ NHS لدينا”.

ورداً على هذه المزاعم، قال ليز تروس، وزير التجارة الدولي: “جيريمي كوربين يزداد يأسًا ويكذب على الجمهور. لقد كان يؤمن دائمًا بنظريات المؤامرة – وهذا هو سبب فشله في إنهاء قضية معاداة السامية في حزبه، وقرر الآن تشويه المسؤولين في المملكة المتحدة أيضًا.  مضيفا: “لا ينبغي أن يصدق الناس كل ما يقوله لأنها مجرد ستار دخاني لحقيقة أنه ليس لديه خطة لبريكسيت وأنه أضطر إلى الاعتراف برغبته في زيادة الضرائب على ملايين الأسر..نقول مرارًا: لن تكون الخدمات الصحية الوطنية على الطاولة في أي صفقة تجارية مستقبلية. هذا النوع من نظرية المؤامرة القائمة على الوهم لا يليق بزعيم حزب سياسي كبير “.

+ posts

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

آية عبد العزيز

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى