أفريقيا

الرئيس السيسي يؤكد أهمية الاستثمار في القارة الأفريقية خلال منتدى أفريقيا 2019

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مائدة نقاش مستديرة حول فرص الاستثمار في أفريقيا على هامش منتدى أفريقيا 2019، الذي تنظمه وزارة الاستثمار والتعاون الدولي تحت عنوان: “استثمر في أفريقيا”.
وأكد الرئيس خلال المائدة أن الحكومة تعيد صياغة الدولة المصرية وتقيم ميكنة كاملة وقواعد بيانات منذ نحو ثلاث سنوات؛ لميكنة مختلف الإجراءات ومحاولة حوكمة جميع الأنشطة، لخلق حكومة ذكية تقلل من العامل البشري ومن الأخطاء، ومحاربة الفساد، مشيرًا إلى أنه يتم بناء عقل الدولة المصرية على أحدث تكنولوجيا وصلت إليها الإنسانية، استفادة من التطور العالمي في هذا المجال.


4 تريليون جنيه حجم مشاريع البنية التحتية في مصر


أوضح الرئيس السيسي أن مصر نفذت مشاريع لصالح البنية التحتية بقيمة 4 تريليونات جنيه خلال الخمس سنوات الأخيرة، وقد لا يستوعب الناس أهمية ذلك، ولكنّ في حقيقة الأمر من أجل جذب فرص استثمار كبيرة لابد من إنفاق مثل هذا الرقم، موجهًا الشكر لشركة سيمنز الألمانية، فأول تعاون بالطاقة وبناء قدرات الكهرباء بمصر كان بواسطة الشركة الألمانية، موضحًا أن مصر تتحرك بقوة في مجالي الصناعة والزراعة والتحدي كبير، وليس من السهل إقناع المستثمرين في قطاع الصناعة، فمصر لم تنجح في إقناع الشركات العالمية للاستثمار في صناعة مثل صناعة السيارات أو حتى المكونات.
وأشار إلى أن الدولة المصرية في الفترة من 2011 حتى 2014 كانت “هشة”، وكانت تواجه الإرهاب بكافة أشكاله، والإرهاب أحد العناصر الأساسية التي عطّلت مسيرة التنمية، وعلى الرغم من ذلك تساعد مصر الشركات على تحقيق النجاح والاستثمار في مصر، بدليل نجاح شركتي أوبر وكريم في مصر، لافتًا إلى أنه اقترح على شركة أوبر فكرة الدخول في قطاع النقل الجماعي، ووعدوه بدراسة الفكرة في أمريكا مع منح مصر حق براءة الاختراع، مطالبًا الشركة بتطبيق هذا الأمر في مصر، معربًا عن حرصه على استمرار نجاح الشركة.

أفريقيا قارة واعدة للاستثمار


وأضاف أن مصر معبر لشبكات نقل البيانات من أوروبا إلى أفريقيا وآسيا، ولذلك تعمل الدولة المصرية على مد شبكة قوية لقواعد ونقل البيانات إلى الدول الأفريقية، مؤكدًا أن الاتحاد الأفريقي يتحرك بقوة في اتجاه إنشاء البنية الأساسية في القارة السمراء، ليس فقط عبر طريق القاهرة “كيب تاون” أو بحيرة “فيكتوريا” والبحر المتوسط، لكنها بنية أساسية قارية تستطيع ربط أكثر من 50 دولة بالطرق والسكة الحديدية وشبكة الكهرباء وشبكة تكنولوجيا المعلومات.
ووجه الرئيس رسالة إلى البنوك العالمية، أكّد فيها أنَّ تطوير المشروعات البنية الأساسية في القارة ليس عملًا إنسانيًا فحسب، لكنه عمل اقتصادي أيضًا، موضحًا أن معظم أسواق العالم وصلت تقريبًا إلى مرحلة التشبع في استيعاب التجارة العالمية، وفي الوقت ذاته تسعى الدول الكبرى إلى تسارع خطواتها في طريق التجارة، وإذا كانت هناك إرادة لعمل تغير كبير في القارة ومساهمة كبيرة في اقتصاد جديد مضاف إلى الاقتصاد العالمي، فلا يوجد إلا البنية الأساسية القارية”، فالقارة الأفريقية قارة شابّة وعدد سكانها يتخطى 1.2 مليار نسمة، وتمثل الموارد الطبيعية بها فرصة حقيقية للاستثمار الدولي، وهناك إرادة سياسية لتغيير الواقع في أفريقيا إلى الأفضل.
ولفت إلى أن ربط الدول الأفريقية بأقاليمها الاقتصادية بشكل كامل، في خطة عشرية – على سبيل المثال-، قد يتكلف أكثر من 250 مليار دولار، وهو مبلغ بإمكان البنوك العالمية ضخه، وتقوم الشركات العالمية بتنفيذ هذه المشروعات، ويكون ذلك في صورة قرض على الدول الوطنية تقوم بتسديده بشروط ميسرة وضمانات مخاطر أقل، مشددًا على أن البنية الأساسية في أفريقيا قادرة على تغيير القارة خلال 10 أو 15 عامًا، ووضعها في مكان آخر.
ودعا السيسي المستثمرين إلى عدم التردد بشأن الاستثمار في أفريقيا، مؤكدًا أن التحديات التي تواجه القارة الأفريقية طبيعية، ويجب ألا تكون مدعاة للتردد من قبل المستثمرين أو للتحرك بعيدًا عن أفريقيا، مشددًا على أن التنمية حق من حقوق الإنسان، وهناك حاجة ماسة للتحرك سريعًا للاستثمار في القارة الأفريقية، فهي سوق اقتصادي كبير.

الاستثمار يقضي على الإرهاب


وذكر الرئيس السيسي أن الاستثمار في القارة الأفريقية سيساعد الدول الأفريقية على مواجهة الإرهاب، وإلا فسيخرج الإرهاب إلى الدول الأخرى في صورة هجرة غير شرعية وعمليات إرهابية، فمحاربة الإرهاب يجب أن تكون من منظور اقتصادي وأمني وإنساني، مؤكدًا أن الإرهاب لا يقتل الناس فقط، بل يقتل الأمل والتنمية ويبعد المستثمرين ويزيد من تكلفة الإقراض ويزيد معدلات البطالة ويعطل السياحة، وهو ما يجعل البلاد في حالة شلل كاملة.
وأكد ضرورة وقف سياسية تصدير الدول الأفريقية للمواد الخام إلى الخارج فقط، مبينًا أن أفريقيا بها أكبر مواد خام في العالم، مثل الشوكولاتة التي تبلغ استثماراتها 100 مليار دولار، ومع ذلك إفريقيا تصدر المادة الخام، ولا يتعدى حظها من قيمة الاستثمارات إلا نحو 5 مليار دولار، والبقية تحصل عليها الدول المصنعة.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى