الصحافة المصرية

تعرف على “طيبة 1″…القمر الصناعي الأول لأغراض الاتصالات الذي تستعد مصر لإطلاقه

تستعد مصر لإطلاق القمر الصناعي الأول لأغراض الاتصالات “طيبة -1″، في 22 نوفمبر الجاري، ليستقر في مدار فوق خط الاستواء 35.5 شرق، والذي سيوفر خدمات الانترنت والاتصالات للقطاعين الحكومي والتجاري، وكذلك لبعض دول شمال إفريقيا ودول حوض النيل، ما يمثل نقلة نوعية كبيرة لمصر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

بدأ التخطيط منذ 6 سنوات، ليتولى تصنيع القمر اثنين من كبرى الشركات العالمية في هذا المجال، هم “تاليس إلينيا سبيس” و“إيرباص” الفرنسيتين، حيث صمم القمر – الذي يزن 5 آلاف و640 كيلوجراماً- ليظَّل في الفضاء الخارجي لمدة تصل إلى 15 عاماً.

وجار الاستعداد للإطلاق بواسطة احدى الشركات الرائدة في مجال إطلاق الاقمار الصناعية وهي “آريان سبيس”، على صاروخ الإطلاق “آريان-5″، من قاعدة الإطلاق بمدينة “كورو” بإقليم “جويانا” الفرنسي بأمريكا الجنوبية.

وتعد تلك الرحلة الفضائية هي الرابعة، التي تطلقها شركة “آريان سبيس” لأغراض فضائية ثقيلة بواسطة الصاروخ «إيرينا 5»، والثامنة من كافة الأحجام والطرازات.

فيما ستتولى الحكومة المصرية، عملية الإدارة والتحكم في “طيبة -1” عقب إطلاقه لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية، كما ستقوم الشركة الوطنية المصرية بتقديم خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية، وذلك بحسب بيان رئاسة مجلس الوزراء.

خطوة جديدة في مسار التنمية الشاملة

يعد هذا القمر هو الأول من سلسلة “طيبة سات” التي تعتزم مصر إطلاقها في الفترة القادمة، والتي ستسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة، عبر توفير بنية تحتية للمناطق النائية والمنعزلة للاتصالات والانترنت، تدعم المشروعات التنموية بهذه المناطق، وتسهم في سد الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية، ما يعني أيضًا تشجيع الاستثمار، إذ إنّ مصر أصبحت تمتلك واحدة من أقوى شبكات الإنترنت على مستوى العالم.

ليس هذا فقط، فوجود تلك البنية القوية يعني النهوض بالقطاعات الأخرى، كالبترول والطاقة والثروة المعدنية والتعليم والصحة، فضلا عن دعم أجهزة الدولة في مكافحة الجريمة والإرهاب، ما يعني تأثر شكل حياة المواطن المصري، في خطوة جديدة تعزز وضع مصر إقليميًا ودوليًا.

تكنولوجيا اتصالات على أعلى مستوى

وذلك بحسب تصريحات الدكتور مدحت مختار رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء سابقا، والذي لفت لأن هذا المشروع الاستراتيجي سيدعم مصر في جهودها لمكافحة الإرهاب عبر توسعة شبكة الاتصالات، فضلا عن أهميته في المبادرات التكنولوجية والشمول المالي التي تطلقها الحكومة والتي تستلزم وجود شبكات اتصالات متاحة على مدار الـ 24 ساعة، لأي مكان في انحاء الجمهورية، ما يعني انتهاء ظاهرة “سقوط السيستم” في المصالح الحكومية المختلفة.

فيما أشاد النائب أحمد البعلي، وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، بهذا القمر باعتباره من أهم الإنجازات المصرية في الوقت الحالي، لاسيما وأن مصر تعتبر من أوائل الدول العربية في إطلاق قمر صناعي فضائي متخصص، يقضى على العديد من المشاكل الموجودة مثل بطء سرعة الإنترنت في مصر ويساهم في إنجاز العديد من مشاريع التي تسعى الدولة لإنجازها، والتي تعتمد بشكل مباشرة على الإنترنت.

وأضاف السيد عزوز، نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، بأن القمر سيدعم عدة مناطق في تقديم الخدمات، من خلال خدمات الإنترنت ذات السرعات العالية والخدمات الحديثة وخدمات الجيل الخامس، والخدمات التي تكون لها سرعات عالية جدًا، مشيرًا لأن “طيبة 1” سيساعد على زيادة سعة الانترنت على مستوى الجمهورية، دون مد كابلات أو الحفر تحت الأرض لتوصيل الكابلات وربط الريف بالحضر.

ومن خلال أجهزة استقبال بسيطة، سيتمكن المواطنون من استقبال الانترنت، وذلك بحسب تصريحات الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الذي لفت لأنه سيتم تشغيل القمر من خلال محطتين في مصر بعمالة مصرية 100%.

كل ما سبق يؤكد أن مصر أدركت جيدا أن اقتحام الفضاء لم يعد رفاهية، وانما هو حاجة ماسة، لا يمكن اغفالها، ما يتطلب حالة من التعاون والتناغم خلال الفترة المقبلة مع مراكز الأبحاث العلمية والتكنولوجية المختلفة، لتحقيق أعلى استفادة ممكنة، من شأنها أن تساعد مصر في خطتها التنموية، التي تتبناه خلال الفترة الحالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى