
تفاصيل زيارة عمدة واشنطن إلى أديس أبابا
في زيارة استمرت لمدة خمسة أيام، التقت عمدة مدينة واشنطن “موريل باوسر” بعدد من المسئولين الإثيوبيين، كما قامت بزيارة عدد من دور الأيتام والكنائس في إقليم “أمهرا” وحديقة الوحدة “Unity Park” في القصر الوطني بأديس أبابا. تأتي هذه الزيارة تلبية للدعوة الإثيوبية في السادس من نوفمبر للعمدة “باوسر” من أجل تجديد اتفاقية التوأمة بين أديس أبابا وواشنطن، كما تعد زيارة تبادلية بين عمدتي المدينتين، حيث قام عمدة أديس أبابا “تاكيلي أوما بانتي” بزيارة مماثلة إلى واشنطن في مايو الماضي.
الإعلان عن الزيارة
أعلن مكتب عمدة واشنطن عن زيارة “باوسر” إلى أديس أبابا في مهمة دبلوماسية تجارية بالتعاون مع غرفة التجارة في واشنطن. وقد ضم الوفد المرافق لباوسر 70 ممثلاً لجهات حكومية وغير حكومية بهدف تجديد اتفاقية التوأمة بين المدينتين وعقد شراكات جديدة في مجالات النقل والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية والتنمية الخضراء.
وأوضح الإعلان أن مدة الزيارة خمسة أيام تبدأ في الثامن من نوفمبر الجاري لتنتهي أمس الثاني عشر من نوفمبر، وكان من المقرر أن تلتقي عمدة واشنطن برئيس الوزراء “آبي أحمد” وأول سيدة منتخبة كرئيسة في البلاد “سهلي ورك زودي” وهو ما تم بالفعل، بالإضافة إلى مقابلة عدد من قيادات التعليم، ورجال الأعمال، والمسئولين الحكوميين.
أهمية الزيارة
تعتبر استجابة عمدة واشنطن للدعوة خطوة إيجابية من أجل الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الحكومة الإثيوبية وتوطيدها، وخاصةً بعد أن استقبلت واشنطن “آبي أحمد” رئيس الوزراء الإثيوبي في يوليو 2018، ثم استقبلت عمدة أديس أبابا في مايو الماضي، لذلك كان من الواجب على “باوسر” أن تستجيب لدعوة نظيرها في أديس أبابا كإشارة تقدير منها للمسئولين الحكوميين والمهاجرين الإثيوبيين الذين يعيشون في واشنطن، والذين يُقدر عددهم بثلاثين ألف شخص.
وأكدت هذه الزيارة على ضرورة تعزيز سبل التعاون التجاري بين البلدين، وهو ما تناولته “باوسر” أثناء لقائها بالرئيسة الاثيوبية في القصر الوطني، وتم تفيله في نهاية الزيارة بتوقيع غرفتا التجارة للمدينتين على مذكرة تفاهم لتعزيز فرص الاستثمار في كل من إثيوبيا والولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن واشنطن تهتم بتكريم الإثيوبيين باستمرار لأنها تضم أكبر عدد من المواطنين من أصول إثيوبية، فأطلقت “باوسر” على الثامن والعشرين من يوليو اسم “يوم إثيوبيا في واشنطن” أثناء زيارة آبي أحمد في العام الماضي، كما نظمت جمعية واشنطن للقانون الخارجي، وهي منظمة غير حكومية وغير هادفة للربح تعمل في مجال تعزيز المعرفة بالمسائل القانونية والقانون الخارجي، استقبالاً دبلوماسيًا للسفارة الاثيوبية في واشنطن في الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي في قاعة “بنجامين فرانكلين” بمبنى وزارة الخارجية الأمريكية من أجل تكريم جمهورية إثيوبيا الديمقراطية لدورها في تعزيز السلام في منطقة شرق إفريقيا.
نتائج الزيارة
انتهت الزيارة بعدد من النتائج الإيجابية التي من شأنها توطيد العلاقات بين واشنطن وأديس أبابا، حيث صرح ” تاكيلي أوما بانتي” عمدة أديس أبابا “اليوم جددنا اتفاقية التوأمة مع واشنطن، لإقامة شراكات وتعاون دائمين في التنمية الاقتصادية، والصحة العامة، والثقافة، والسياحة، والتعليم” واستكمل حديثه قائلاً “نحن عاصمتين لدولتين عظيمتين، وهناك الكثير الذي يمكننا أن نتعلمه من بعضنا البعض”، ثم وجه خطابه إلى الإثيوبيين في واشنطن بأن إثيوبيا في حاجة إلى شغفهم ومعرفتهم وخبرتهم وإبداعهم والقيم التي سمحت لهم بأن يكونوا مواطنين ورجال أعمال رائعين في واشنطن.
وهنا يمكن الإشارة إلى أن اتفاقية التوأمة بين المدينتين ليست جديدة تماماً، وإنما تم توقيعها من قبل في 2013 على أن تستمر لمدة خمس سنوات مع إمكانية تجديدها، وهو ما تم تنفيذه أثناء هذه الزيارة، وقد اتفق الطرفان على:
- تعزيز التعاون وتبادل المعلومات والمشاريع المشتركة، مع التركيز بوجه خاص على نمو وتنمية الاستثمار والتجارة والسياحة والشراكات بين القطاعين العام والخاص.
- تبادل المعلومات عن أفضل الممارسات في مجالات عمل الحكومة، بما في ذلك الأشغال العامة والنقل والتكنولوجيا والبنية الأساسية والإسكان.
- تبادل المعلومات عن السياسات الصحية وأفضل الممارسات لتعزيز قدرة وفعالية برامج الوقاية والعلاج.
- تشجيع وضع برامج في مجالات الثقافة والفنون والتعليم.
- تبادل المعلومات وأفضل الممارسات التي تدعم بيئة مستدامة وما تشتمل عليه من حفظ الطاقة والاقتصاد الأخضر.
وقد حضر توقيع الاتفاقية كل من السفير الإثيوبي في واشنطن والسفير الأمريكي في أديس أبابا الذي أثنى بدوره على زيارة “باوسر” واصفاً إياها بأنها ” تجسد الكثير من السمات التي تميز العلاقة الطويلة والغنية بين الولايات المتحدة وإثيوبيا: الصداقة، والديناميكية، وحسن النوايا، والسعي إلى إقامة شراكات تخدم مصالح البلدين”، واتفق الطرفان في النهاية على تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ الاتفاقية.
كما حرص المسئولون في أديس أبابا على تكريم عمدة واشنطن خلال الحفل الذي أقيم في آخر أيام زيارتها، حيث تم تغيير اسم “دوار جازيبو” إلى “ميدان واشنطن دي سي” “Washington DC Square”، كما تمت تسمية الطريق المؤدي إلى الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا باسم “شارع العمدة موريل باوسر” “Mayor Muriel Bowser street”، وفي المقابل تعهدت عمدة واشنطن بتسمية أحد الأماكن في العاصمة الامريكية باسم يمثل “أديس أبابا” أو “إثيوبيا”.
باحث ببرنامج السياسات العامة