الصحافة المصرية

لماذا تشارك مصر والأردن في ورشة البحرين الاقتصادية ؟

أكد الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد أن ورشة البحرين الاقتصادية المزمع انعقادها نهاية هذا الشهر تحت عنوان “الازدهار من أجل السلام”، سوف تعقد على مستوى وزراء المالية، هذا على الرغم من الرفض الفلسطيني المتصاعد لانعقادها، كما أن الرئيس ترامب يركز على المنافع الاقتصادية للفلسطينيين بالرغم من وجود شكوك عميقة بين الخبراء بشأن فرص نجاح هذه الخطة.

وقال أحمد – في مقال له نشرته صحيفة “الأهرام” تحت عنوان “لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة” – إن هناك ثمة أنباء بأن مصر والأردن والمغرب سوف يشاركون في المؤتمر، بعد أن قامت الامارات والسعودية بتأكيد مشاركتهما، ورفضت العراق ولبنان المشاركة على الإطلاق، بينما أعرب الأردن من جانبه على أن مشاركته لا تعني الانسياق مع رؤى تتضارب مع المصالح الأردنية، وأن مؤتمر المنامة يمثل فرصة أمام الأردن كي يطرح وجهة نظره، خاصة أن الأردن ليس من الممكن أبدًا وأن ينهى موافقته على أي مشروع مقترح، إلا في حال أبدت السلطة الفلسطينية موافقتها عليه.

وهناك ثمة تطابق كامل في وجهات نظر مصر والأردن، لأن القاهرة تعتقد أن حضور ورشة عمل المنامة لا يغير شيئًا من الموقف المصري الثابت والواضح، والذي يؤكد على أن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، تعيش إلى جوار إسرائيل فى أمن وسلام هو الحل الوحيد الصحيح للصراع العربي الإسرائيلي، لكن في نفس الوقت، ذلك لا يعنى أن تتوقف القاهرة عن سماع وجهات نظر الآخرين، ولكن الموقف الثابت لمصر يؤكد أنها لن تقبل حلولا يرفضها الفلسطينيون أصحاب القضية.

وفي سياق متصل، نشرت جيهان فوزي مقالاً في صحيفة الوطن، تحت عنوان “مؤتمر المنامة”، أوضحت من خلاله أنه وعلى الرغم من الإجماع الفلسطيني على مقاطعة مؤتمر المنامة ورفض المشاركة فيه أو التحدث باسم الفلسطينيين، فإن الخوف الحقيقي يكمن في إعطاء هذا المؤتمر القوة والشرعية ليكون شبكة امان تساعد على إدامة الاحتلال، فضلاً عن أنه سوف يتيح الفرصة لأجل مناقشة الأفكار الأمريكية بنية تحسين الأوضاع الإنسانية الفلسطينية، مُتجاهلاً مناقشة القضايا الجوهرية التي تمس حياة الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية، ولهذا السبب من المُرجح أن ورشة المنامة لن تخرج عن كونها مؤتمرًا اقتصاديًا عاديًا لن يكتب له النجاح في ظل غياب العنصر الأساسي فيه وهو الجانب الفلسطيني الذي تدور حوله جلسات الورشة، كذلك لن ينجح المؤتمر في فرض أي اجندات على الفلسطينيين الذين رفضوه بالإجماع وطالبوا بمقاطعته، ولا أعتقد أن الدول المشاركة، والدول العربية على وجه التحديد، سوف تجرؤ على اتخاذ أي قرارات أو إجراءات بالنيابة عن الفلسطينيين، أو اجبارهم على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، كما أكدت معظم الدول التي دعيت للمشاركة أنها سوف تشارك من خلال تمثيل دبلوماسي ضعيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى