
100 مليون صحة تنطلق إلى القارة السمراء.. وإشادة دولية بأدائها في مصر
أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، تسلم مصر شهادة خلوها من “فيروس سي ” في اجتماع مارس القادم لمنظمة الصحة العالمية، ما تعد دفعة قوية ومؤشرا إيجابيا على تغير الخريطة الصحية للمصريين.
وفي إطار هذه التطورات الأخيرة التي تزخر بها الساحة المصرية داخليا، تبرز تصريحات منسق الأمم المتحدة في مصر “ريتشارد ديكتس” حول فرص الازدهار الاقتصادي، وتأكيده حول ريادة مصر للمنطقة في الوقت الحالي، خاصة في ظل رئاستها للاتحاد الإفريقي لهذا العام، ما يجعل مصر في موقع يحظى بتركيز بؤرة الضوء.
بينما أشار ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتور جان جبور، إلى أن استراتيجية الحقن الآمن التي طبقتها مصر في “حملة 100 مليون صحة” تُعتبر من الخطوات المتقدمة التي تدعم وتقوّي المنظومة الصحية للوقاية من العدوى المنقولة عن طريق الدم الملوث، كما أوضح أن الحقن غير الآمن يؤدي إلى انتقال الأمراض ما بين المرضى، أو حتى انتقالها إلى مُقدمي خدمات الرعاية الصحية، وهو ما يجعل المجتمع بأكمله مُعرض للخطر.
الصحة العالمية: مصر آمنة وخالية من الالتهاب السحائي

أشاد “جبور” بالأداء المصري المتقدم في مُعالجة الأوضاع الصحية وتخطي الأزمات الطبية الخطيرة، حيث أوضح أن مصر بذلت قصارى جهدها للقضاء على وباء “الالتهاب السحائي” وغيره من الأمراض الوبائية، داعيًا المصريين إلى التوقف عن تصديق الشائعات التي تدور حول انتشار الالتهاب السحائي بين طلاب المدارس وغيرها من الشائعات الشبيهة، حيث أوضح أن وزارة الصحة المصرية قد اتخذت التدابير الوقائية اللازمة للتصدي لظهور هذا الوباء بين المصريين، فقد قدمت تطعيمات للطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، وللمسافرين إلى الخارج والحُجاج والمُعتمرين في خطوة قوية لمنع ظهور المرض في مصر مرة أخرى.
إشادة دولية بمبادرة 100 مليون صحة
أتت تصريحات “ديكتس” لتؤكد على أهمية المشروعات التي قامت مصر بتنفيذها في مجال الصحة، مشيدًا بأداء حملة 100 مليون صحة، والتي اشتملت على عدد من المحاور أبرزها: حملة الكشف عن فيروس C والتي وصفها بأنها أصبحت مثال يُحتذى به في معظم الدول الإفريقية بل كلها، وأنها الحملة الأفضل على مستوى العالم في هذا المجال بلا شك.
حملة القضاء على فيروس C
تم تنفيذ حملة القضاء على فيروس C على ثلاثة مراحل:
- بدأت الأولى في أكتوبر 2018، في محافظات: “البحيرة، الإسكندرية، بورسعيد، مرسى مطروح، القليوبية، أسيوط، دمياط، الفيوم، وجنوب سيناء”.
- بينما بدأت المرحلة الثانية من ديسمبر 2018 في محافظات: “البحر الأحمر، شمال سيناء، الإسماعيلية، القاهرة، كفر الشيخ، السويس، بني سويف، المنوفية، الأقصر، أسوان، وسوهاج”.
- وأخيرًا بدأت المرحلة الثالثة في مارس 2019 في محافظات: “الجيزة والوادي الجديد والدقهلية والغربية وقنا والمنيا والشرقية”.
وهدفت الحملة إلى خلو مصر من فيروس C والحد من الوفيات الناجمة عن الأمراض الغير سارية، حيث يتم متابعة وتقييم الحالات المكتشفة من خلال الوحدات الصحية ومراكز العلاج المنتشرة في جميع المحافظات.
واشتملت الحملة أيضًا، على الكشف عن الأمراض الغير سارية مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والسمنة، والتي انتشرت بشكل ملحوظ مؤخرًا بين المواطنين، وهو ما أدى بوزارة الصحة إلى أن تُفكر في إطلاق هذه الحملة للحد من حدوث أية مُضاعفات مستقبلية للمرضى المصابين بهذه الأمراض.
وجدير بالذكر، أن وزارة الصحة قامت بتوفير عدد من التحاليل المجانية ضمن المبادرة، وهي: تحليل فيروس C، قياس ضغط الدم وتحليل السكر وقياس الوزن والطول وتحديد مؤشر كتلة الجسم وكذلك تحديد مستويات السمنة وزيادة الوزن. وفي حال اكتشاف إصابة أحد المواطنين الخاضعين للفحص يتم مباشرة تحويله إلى أقرب مركز علاج لاتخاذ إجراءات العلاج اللازمة.
وأتت النتائج مبشرة بنهاية حملة القضاء على فيرس C حيث تم فحص ما لا يقل عن 60 مليون مواطن في أقل من 12 شهر، إلى جانب صرف العلاج بالمجان من خلال المراكز العلاجية الحكومية المنتشرة على مستوى الجمهورية لأكثر من مليون مواطن تم اكتشاف إصابتهم بالمرض.
100 مليون صحة في إفريقيا
من النجاحات التي حققتها حملة 100 مليون صحة، أنها كانت النواة الأولى لعدد من الحملات التي تهدف إلى القضاء على فيروس C ليس في مصر وحسب، وإنما في القارة السمراء، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في مارس الماضي، عن تدشين مبادرة للكشف على مليون إفريقي، والتي تتم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية WHO على ثلاثة مراحل، للقضاء على فيروس C بنهاية عام 2020، وبدأت بالفعل سبتمبر الماضي في السودان الشقيق، ومن ثم تنطلق إلى تشاد ومنها إلى باقي دول القارة السمراء.
وشددت على أن جميع مبادرات الصحة العامة التي يجرى تنفيذها حالياً، والتي انتهت في الفترة الماضية ستغير الخريطة الصحية للمواطنين، وسترفع الحالة الصحية لهم خلال السنوات القليلة المقبلة.
ومن هذا المنطلق، وبعد كل هذه النجاحات التي حازت على إشادة من الجميع، يتبقى أن ينصب الاهتمام الأساسي الفترة القادمة لوزارة الصحة على رفع كفاءة مقدمي خدمات الرعاية الصحية وكذلك إعادة النظر في أوضاعهم بشكل عام.