الصحافة المصرية

المشاهير في مصر.. دعاية مجانية وفرص ضائعة

برفقة أقاربها وأصدقاؤها وفرقتها الموسيقية، وخطيبها الممثل أورلاندو بلوم، وصلت النجمة العالمية “كاتي بيري”، مصر، لتحتفل بعيد ميلادها الخامس والثلاثون.

وظهرت بيري أمام الأهرامات في صورة نشرتها عبر حسابها على “تويتر”، متغزله بتلك الحضارة العظيمة، التي سرعان ما تصدرت قائمة الـ “تريند”، لتتحول دعاية مجانية من المغنية العالمية لمصر.

بينما اختارت أن تقيم بإحدى فنادق واحة سيوة، الذي يعد ضمن أغرب 10 فنادق على مستوى العالم، حيث صمم على الطراز السيوي القديم، على هيئة أكواخ من الطين والملح، معتمدًا في اضاءته على الشموع فقط، ما جعلها تعلق عبر حسابها بأنها تتمني أن تحيا في حياة مثل سيوة.

وبرغم كون مثل هذا الحدث، بمثابة دعاية بالملايين للسياحة في مصر، خاصة في ظل شائعات أن مصر مازالت تفتقد الأمان، إلا أن وزارة السياحة وجميع الجهات المعنية لم تستغل الحدث الاستغلال الأمثل، ولم تنشر في مواقعها أية معلومات عنه.

الأثار الفرعونية وبالأخص “الأهرامات” المقصد الأول لغالبية المشاهير

ولم تكن “بيري” هي الوحيدة التي تغزلت في مثل تلك الحضارة، فقد سبقها العديد من مشاهير العالم، ففي 2019 فقط، حرص العديد من مشاهير ودبلوماسيو العالم على زيارة الاهرامات تحديدًا، وكان أبرزهم الفرنسي فرانك ريبيري، نجم بايرن ميونخ الألماني السابق، الذي حرص على التقاط عدة صور تذكاريه له ولعائلته هناك، وكذلك النجم العالمي مايك تايسون، واللاعب ليونيل ميسي، والممثل الأمريكي العالمي ستيفن سيجال وقرينته، اللذان أعربا إعجابهما الشديد بعظمة الحضارة المصرية القديمة.

فيما قام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وزوجته، بجولة سياحية في معبدي أبو سمبل بمحافظة أسوان، بينما زار السيد أندري راجولينا، رئيس مدغشقر، المتحف المصري بالتحرير.

وعلى مدار التاريخ، كانت مصر قبلة أساسية للمشاهير والزعماء والقادة، وحتى برغم أن الحقبة الفرعونية وأثارها كانت الجاذب الأول لهؤلاء المشاهير، إلا أن مصر في حقيقة الأمر تتمتع بعدة أشكال سياحية أخرى، كالسياحة العلاجية والسياحة الشاطئية وغيرها، والتي تحتاج إلى نظرة جادة وخطة محكمة، وتسويق احترافي، يجذب انظار العالم اجمع.

يمكن القول بأن مصر قد وضعت عدة خطوات في هذا السياق

فإعداد صرح عظيم كالمتحف المصري الكبير يضم فنون الحضارة المصرية القديمة وآثارها وعلومها، ويستوعب 7 ملايين زائر يوميًا، وكذلك اعلان بعض الشباب لإنشاء تطبيق الكتروني يعرض رحلات شركات السياحة والمرشدين السياحيين المصريين للأجانب، ويعتمد على توفير الفنادق والطيران من شركات محلية بأسعار أرخص مقارنة بمنصات الحجز الفوري الإليكترونية، والتي يمكن اعتبارها وسيلة متطورة وحديثة لعرض الرحلات السياحية في مصر حول العالم.

فضلا عن اعلان عدة دول رفع قيود السفر إلى المدن المصرية، والتي كان أخرها بريطانيا، ما يبشر بانفراجه كبرى، ودليلا واضحًا على أن شائعات عدم استقرار مصر غير حقيقية، ما جعل وزارة الاثار تدعو زائري معرض “توت عنخ أمون” المقام حاليًا بالعاصمة البريطانية “لندن”، إلى زيارة مصر، بعد استئناف الرحلات المباشرة بين لندن وشرم الشيخ، مشيرة لمتحف شرم الشيخ الأثري، الذي ستفتتحه الوزارة قريبًا ليكون مركز جذب سياحي جديد.

مؤشرات ايجابية

تقديرًا لكل الجهود المصرية لتعزيز قطاع السياحة، فقد منحها المجلس الدولي للسياحة والسفر WTTC، جائزة “الريادة الدولية في السياحة” لهذا العام، والذي أشار لأن مصر أصبحت أسرع الدول نمواً في شمال إفريقيا بنسبة نمو 16.5٪، وهو 4 أضعاف متوسط النمو العالمي البالغ 3.9 ٪.

فضلا عن تحقيق مصر رابع أعلى نمو في الأداء عالميا في مؤشر تنافسية السفر والسياحة، حيث كانت الأفضل أداء بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يخص مؤشر الأمن والسلامة، وذلك وفقا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السفر والسياحة لعام 2019.

خلاصة القول

تمتاز مصر بحضارة ومقومات فريدة من نوعها، تجعلها مقصدًا أساسيًا للسائحين من جميع أنحاء العالم، إذا وضعت خطة محكمة تستفيد من تلك الإمكانات، وتتجه لأسواق جديدة، مستغله في ذلك كونها سياحة رخيصة مقارنة بغالبية الأماكن السياحية الأخرى، عبر خطة تسويقية احترافية تسلط الضوء على أبرز معالمها ونقاط قوتها وتفردها.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى