
مدير برنامج الأمن بالمركز المصري للفكر والدراسات : جماعة الإخوان هي الأكثر قدما من داعش والقاعدة
قالت الدكتورة دلال محمود، مدير برنامج الأمن وقضايا الدفاع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنها ستقدم خريطة للتنظيمات الإرهابية في العالم، وهي على ثلاث مستويات، جغرافيًا وبشريًا ومن ناحية العمليات الإرهابية في حد ذاتها.
وذكرت الدكتورة دلال – في حلقة نقاشية نظمها المركز اليوم الأحد تحت عنوان: “مستقبل التنظيمات الإرهابية على ضوء مقتل قائد تنظيم داعش”، بحضور نخبة من الخبراء والباحثين والمفكرين – أنه على الناحية الجغرافية زاد عدد التنظيمات الإرهابية في الآونة الأخيرة، حوالي 67 تنظيما، وزادت التنظيمات من عام 2001 إلى 2018 180%، و66% من هذه التنظيمات تتبع القاعدة وداعش بفروعهم المختلفة.
وأضافت أن الدول المستهدفة من العمليات الإرهابية كوفقا لتقديرات عالمية هو 44 دولة، وحدث تراجع نسبي، إلا أن كثافة ازدياد العمليات الارهابية يزداد في بعض المناطق مثل الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، ويتراجع في أوروبا والولايات المتحدة، وبالتالي فتراجع الدول لا يعني تراجع العمليات فهو إعادة انتشار للإرهاب.
وأشارت إلى أن الأماكن التي تتخذها القاعدة وداعش لها طبيعة جغرافية وطبوغرافية فهي مناطق حدودية وفي جيوب صعبة ووعورة التضاريس لإضعاف التعقب الأمني، وفي السنوات الأخيرة كانت تفضل التنظيمات أماكن بها موارد طبيعية، وحقق داعش طفرة في السيطرة على أماكن بها نفط، ولكنه حينما ذهب لافغانستان ذهب لمناطق بها ثروات معدنية، وشرع في التعدين بشكل غير قانوني.
وقالت إنه مثلما زاد عدد التنظيمات زاد عدد المقاتلين في الفترة السابقة بنسبة 270%، وهو ما يوضح حجم الظاهرة، عدد المقاتليت 230 ألف تكفيري، منهم 26% في الشرق الأوسط، وآخر التقديرات وفقا للتقرير الأمريكي ومراكز أبحاث، عدد التكفيريين في سوريا يتراوح بين 44 و67 ألف تكفيري، افغانستان من 27 إلى 64 ألف، نييجريا 3.5 إلى 7 ألف تكفيري، وهناك تنوع في جنسيات التكفيريين فالتقديرات تشير إلى أن هناك 44 ألف أجنبي من خارج سوريا والعراق كان يعمل في داعش، وقد تزيد هذه التقديرات، كما أن النساء في التنظيمات الإرهابة لا يقل خطورة وإرهابًا عن التكفيريين، مشيرة إلى وجود أجيال قادمة من الإرهابيين من الأطفال الموجودين الآن لدى التنظيمات، وهو ما يجعلهم خطرًا محدقًا يتطلب آليات مختلفة لمواجهة الأجيال القادمة من الإرهابيين.
وأوضحت أنه على مستوى العمليات هناك زيادة كبيرة في اعداد العمليات، ووفقًا للإحصائيات من 2014 حنتى 2018 قام القاعدة ب4858 عمليةو داعش 15 ألف عملية، وفي عام 2018 عدد العمليات 97 عملية، وف النصف الأول ل2019 كان داعش يفرج عن عدد من العمليات بها مبالغة فهو قال إنه قام ب1800 هجمة، في حين أشارت التقديرات الأخرى إلى حوالي 130 عملية.
وذكرت بالعمليات المنشرة جعرافيا ليست فقط في العدد بل تأثيرها متزايد أيضًا، وهذا يرجع لعدة عوامل، وأهمها الارتباط الكبير بين العامل السياسي والتنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى وجود دول راعية للتنظيمات الإرهابية وتوظف الإرهابيين لتحقيق مصالحها بدليل تهديدات مسؤولين أتراك بارسال الارهابيين الى اوروبا، كما أن التنظيمات اكتسبت القدرة على التمويل الذاتي من خلال توسيع سيطرتها على بعض الموارد والاعتماد على العملات الافتراضية وتسللها إلى أسواق الصرافة، وتسللها إلى نشاطات غير مشروعة، وهو ما يتيح لها قدرة أكبر على البقاء، ارتباطًا بأصحاب المصالح المستفيدين من وجود التنظيمات.
وأكدت ارتفاع القدرات النوعية للتنظيمات ونجحت في توظيف التكنولوجيا برفع القدرات التسليحية وتوسيع بشكات الاتصالات ووسائل التوظف والعمل الاعلامي وهو ما يطرح تحدي جديد، فقدرة التنظيمات على العمل والتأثير يتطلب أمرا جديدصا في التعامل مع ظاهرة الإرهاب.
أكدت أن جماعة الإخوان هي الأكثر قدمًا من داعش والقاعدة وهي القاعدة الفكرية لها والأوسع انتشارًا، ولكنها تتبع أساليب مختلفة في العمل الإرهابي، كما تتبع في أوروبا والولايات المتحدة من خلف جمعيات خيرية ومساجد، وهو ما يجعل بعض الدول المؤثرة لا تعترف بها كجماعة ارهابية، وهو ما يفرض أمرًا جديدًا عند الحديث عن الخريطة الارهابية في المستقبل، ولابد من إعادة تشكيلها لإدماج الإخوان داخلها، والقاء الضوء على طابعها الإرهابي.
ورأت أن التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا وإعادة إطلاق الإرهابيين والعملية التركية تفرض تحدي جديد على التنظيمات الإرهابية، وهل ستظهر جماعات هجينة تجمع بين داعش والقاعدة، أم ستظل التنظيمات كما هي بنفس طابعها الإرهابي