رجل أعمال تركي يكشف الخبايا.. “الدواعش في السجون يمجدون أردوغان”
عاملوني مثل “كافر” هذا ما قاله أحد المعارضين لسياسات رجب طيب أردوغان والذي تم اعتقاله في المغرب بناءًا على طلب من السلطات التركية بتهم خاطئة تتعلق بالإرهاب، حول معاملة عناصر من داعش له عندما اكتشفوا أنه من معارضي النظام التركي ، وأضاف أنه شهد بنفسه كيف قامت عناصر جهادية متطرفة من المنتمين لداعش في العراق والشام بتمجيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء تواجده معهم في السجن. وذلك في حوار حصري لموقع الأبحاث السويدي ” نورديك مونيتور “.
تركيا نقلت الجهاديين من وإلى سوريا
ونقلًا عن موقع “أحوال التركية” المعارضة، فقد قال رجل الأعمال التركي البالغ من العمر 61 عامًا أنه صدم من عدد العناصر المتطرفة “التابعة لداعش” داخل السجن ،والتي تشيد بدعم حكومة حزب العدالة والتنمية لداعش وكيف أنهم أبدوا إعجابهم بالرئيس التركي.
وقد نقل رجل الأعمال التركي المسجون بتهم خاطئة تتعلق بالإرهاب ، كيف تحدثت العناصر المتطرفة عن مساعدة السلطات التركية لهم في السفر من وإلى سوريا. كما اتخذت بعض العناصر منحى أكثر عنفًا عندما هددوا رجل الأعمال بالقتل بمجرد معرفتهم أنه ينتمي لجماعة تعارض أردوغان بشدة.
وطبقًا لمنظمات دولية مطلعة فقد تم اعتقال رجل الأعمال التركي في المغرب خلال عام 2017، ومضى 726 يومًا في السجن برفقة المسجونين من عناصر داعش.
رحلة عمل تنتهي بالاعتقال في السفارة
بدأت الواقعة، عند حضور رجل الأعمال إلى الرباط لأغراض متعلقة بالعمل قبل ثلاثة أشهر من محاولة الانقلاب التي حدثت في تركيا يوليو 2016،وأسفرت عن ملاحقة ضارية لمعارضي لأردوغان. وبعدها بفترة قصيرة علم رجل الأعمال التركي أن قوات الشرطة قد داهمت منزله بزعم صلاته بحركة جولن. وعلى إثر ذلك قرر عدم العودة إلى بلاده وتقدم بطلب إلى مكتب الأمم المتحدة في الرباط للحصول على الحماية.
إلا أنه وفي نفس الوقت قام بتوكيل محامي في تركيا من أجل متابعة الاتهامات الموجهة إليه ، وفي سبيله إلى ذلك قام بزيارة السفارة التركية في الرباط لتوثيق التوكيل الخاص بالمحامي حيث تم القبض عليه. كما أنه قد تم تسليم العديد من الأتراك الآخرين وفقًا لاتفاقية المساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية بين تركيا والمغرب، والتي تم التصديق عليها في عام 1990.
وعلى أية حال فقد كان هناك نوع من الارتياح لدى رجل الأعمال المعتقل بأوامر تركيا لأنه علم أن القرار النهائي سيكون للقضاء المغربي.وكما هو متوقع للأمور أن تجري ،ولدى مثوله أمام المحكمة . كان القاضي يحتفظ بوثيقة ، باللغة التركية ، أعدها النائب العام التركي مدعيًا أن الماثل أمام المحكمة تلاحقه تهم تتعلق بالإرهاب في تركيا. وقد أفردت تلك الوثيقة العديد من السطور لإثبات انتماء رجل الأعمال التركي للعديد من المنظمات التابعة لحركة جولن. وقد نوه المتهم في وقتها بأنه لا يثق في ترجمة السفارة التركية.
أنقرة غير آمنة للمعتقلين السياسيين
كان محامي رجل الأعمال الذي وكله تحت حماية الأمم المتحدة قد أكد أن عودة موكله إلى أنقرة ستجعله عرضة للتعذيب وللمحاكمة غير العادلة بل أنه ربما لا يتمكن من توكيل محامي، ولحسن الحظ قررت المحكمة تأجيل الجلسة مع استمرار احتجازه في الأراضي المغربية. وتم وضعه في زنزانة مع أشخاص آخرين بلغ عددهم 250 من تنظيم الدولة الإسلامية ذو الأفكار المتشددة.
وعندما علموا بتبعيته لجماعة تعارض أردوغان عاملوه مثل “كافر”، وحاولوا مرارًا الاعتداء عليه جسديًا بشكل غير آدمي، والغريب أنه أشار إلى أن عناصر داعش تتذكر بوضوح مناطق وشوراع في تركيا على الرغم من عدم إتقانهم سوى لبضع كلمات من اللغة التركية.
عناصر داعش : عساكر الدرك الأترك سهلوا مهمتنا
وقد أخبر معظم المعتقلين من عناصر داعش رجل الأعمال التركي أنهم ذهبوا إلى مدينة شانلي أورفا الجنوبية الشرقية ، عبر الحدود من شمال سوريا ، من إسطنبول بالحافلة دون توقفهم عند نقاط التفتيش على الطريق. وأخبروه أيضًا أن عساكر الدرك الأتراك يتعرفون عليهم أحيانًا لكن يسمح لهم بالمرور. وحسب ما يتذكره رجل الأعمال التركي فإن معظم الداوعش الذين قابلهم كانوا مرتاحين في السجون التركية والذي وصل لحد توفير حجرات خاصة لهم وزوجاتهم. وقد طلبت الأمم المتحدة من الحكومة المغربية الإفراج عن رجل الأعمال التركي في مايو 2019 وأعلن أنه سيتم نقله إلى دولة ثالثة تحت إشراف الأمم المتحدة. وقد خضعت الحكومة المغربية لقرار الأمم المتحدة وغادر بالفعل في أغسطس 2019.