كوارتز أفريكا: بوتين يعيد ترتيب الأجندة الروسية لأفريقيا لمواجهة أمريكا والصين
أشار موقع كوارتز أفريكا إلى أن انعقاد أول قمة روسية – إفريقية على الإطلاق يومي 23 و24 أكتوبر في سوتشي، يمثل نقطة الذروة لعودة روسيا إلى أفريقيا، مع دعوة أكثر من 50 من القادة الأفارقة و3000 موفد، وأن هذه القمة تُعدُّ مثالًا آخر على التطور الكبير في العلاقات الاقتصادية والأمنية والسياسية والدبلوماسية بين روسيا وإفريقيا، وتجمع هذه القمة الاقتصادية التي يرأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسؤولين روس وأفارقة إلى جانب كبار رجال الأعمال؛ لمناقشة وتوقيع اتفاقيات التجارة والاقتصاد والاستثمار.
البراجماتية الاقتصادية
أوضح الموقع أن العلاقة المتجددة بين روسيا وأفريقيا تتجه إلى التمحور حول التعاون الاقتصادي العملي والشراكات العسكرية التقنية، وذلك في السياق التنافسي الروسي مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، وقد باتت الطاقة هي القطاع الرئيسي للاستثمارات الروسية، وظهر مفهوم دبلوماسية الطاقة من خلال الاستثمارات في الغاز والنفط والطاقة النووية، في كل من الدول الأفريقية مصل مصر وغانا ومدغشقر وليبيا وموزمبيق، كما تجري محادثات لإنشاء مركز للتكنولوجيا النووية، وأعلنت روسيا عن رغبتها في بناء مركز أفريقي للتميز والطاقة النووية في إثيوبيا.
العلاقات العسكرية التقنية
أفاد كوارتز أفريكا أن روسيا تُعدُّ ثاني أكبر مورد للأسلحة في العالم ومزودًا رئيسيًا للأسلحة للدول الأفريقية، فوفقًا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام فإن مبيعات الأسلحة الروسية إلى الدول الأفريقية قد تضاعفت في 2017 مقارنة بعام 2012، وكانت في أغلبها معدات مستعملة، مثل طائرات الهليكوبتر القتالية وطائرات النقل، وأنظمة الصواريخ أرض – جو.
ورغم أن الصين والولايات المتحدة مزودتان رئيسيان للأسلحة، فإنهما بالنسبة للتصدير للدول الأفريقية يأتيان وراء روسيا، لافتة إلى أن المساعدات العسكرية الروسية إلى الدول الأفريقية تمنح موسكو إمكانية الوصول إلى قطاعي الطاقة والتعدين في البلدان الأفريقية، كما يتضح من حالة موزمبيق أو أنجولا.
القوة الناعمة الروسية
كان التعليم وما يزال أداة نفوذ رئيسية لروسيا في البلدان الأفريقية، منذ النفوذ السوفيتي في الستينيات من القرن الماضي، وذلك في صورة الدعم البحثي الروسي والمنح الدراسية لمدارس اللغات، بجانب الشراكات الأكاديمية، ومن ذلك على سبيل المثال إطلاق مركز التعليم والثقافة الناميبي الروسي في العاصمة الناميبية ويندهوك لتعزيز التعليم العالي.
وفي نفس الشهر، تم توقيع اتفاقية بين جامعة كوبربيلت في زامبيا والجامعة الروسية لصداقة الشعوب؛ لإنشاء مركز إقليمي يقدم دورات اللغة الروسية للطلاب في بوتسوانا وناميبيا وتنزانيا وزيمبابوي وموزمبيق وأنجولا.
استعادة النفوذ
في نهاية المطاف، فإن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاصة بأفريقيا هي استعادة النفوذ والوجود الروسي في القارة السمراء كقوة غير استعمارية، وللقيام بذلك، تستخدم روسيا مزيجًا من القوة الصلبة والقوة الناعمة من أجل توفير استراتيجية تكميلية لكنها تنافسية لإنشاء كتلة قوة جديدة تقاوم نفوذ القوى العالمية في إفريقيا، وخاصة الصين والولايات المتحدة.