كيف نفهم النظام السياسي الذي خرج عليه اللبنانيون؟
ما أفرزه الحراك الشعبي الدائر في الشارع اللبناني،والمستمر حتى الآن احتجاجًا على إعلان الحكومة عن توجهات لفرض ضرائب جديدة، في موازنة العام 2020 يعد مناخًا سياسيًا جديدًا على لبنان،فطبيعة المظاهرات واللافتات التي رفعت فيها وجهت الأنظار إلى بعد جديد ميز هذا الحراك اللبناني وأكسبه نكهة مختلفة عن جميع سابقاته. وللمرة الأولى يهتف الشعب مجتمعًا ضد القوى السياسية وأمراء طوائفها وعلى رأسهم “حسن نصر الله” عقب ظهوره في خطاب متلفز من يومين.
للمرة الأولى اللبنانيون يهتفون ضد “نصر الله”
المطالب على ما يبدو حتى الآن لن تقف عند حد المطالبة بتحسين الأحوال المعيشية ورفع الضرائب عن تطبيقات مثل ” واتس آب” وإنما سوف تمتد للمطالبة بإزالة النظام السياسي وطبقته بأكملها في نسف لاتفاق الطائف الموقع في الرياض عام 1989 والمبني في لبه على المحاصصة الطائفية. وللمرة الأولى بعد حرب يوليو 2006 التي يحب الجانب اللبناني أن يسميها انتصارًا على إسرائيل يهتف اللبنانيون مجتمعين ضد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني وقد حمل الهتاف في طياته رفضًا للطبقة السياسية كلها بما فيها تلك الشوكة في حلق الإسرائيليين خصوصًا وأن الهتاف قد جاء بعد خطاب لنصر الله أكد فيه على رفضه لفكرة إسقاط الحكومة. كما أن التظاهرات لم تقتصر على منطقة بعينها بحيث يمكننا القول أن الطائفية لعبت دورًا فيها وإنما نزل الجميع إلى الشارع دون اعتبار لطائفة أو حزب.
اتفاق الطائف وطبيعة النظام السياسي في لبنان؟
يتفرد النظام السياسي اللبناني بصيغة مركبة، فهو نظام جمهوري ديمقراطي من حيث الشكل، لكنه في المقابل نظام توافقي بين الطوائف تتوزع فيه المناصب الأساسية بمقتضى العرف الدستوري. وقد أدخل عليه بعد اتفاق الطائف في 1989 تغييرات ألقت بظلالها عليه حتى اليوم .
وحسب الاتفاق يُعد رئيس الجمهورية بحسب الدستور رمزًا لاستقلال البلاد ووحدتها، غير أن صلاحياته اختلفت بعد التعديلات الدستورية عام 1990، التي أقرت تنفيذا لاتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانيةالتي استمرت من عام 1975-1989.
وقد أكد الاتفاق ضمن بنوده على استقلال لبنان وهويته العربية وشكله السياسي كدولة جمهورية برلمانية ديمقراطية. كما نصت الفقرات على مجموعة من الإصلاحات السياسية التي تم الاتفاق عليها، كتوزيع مقاعد مجلس النواب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى إصلاحات أخرى في مجالات مختلفة كالإدارة والتعليم والمحاكم وإجمالاً فقد أقر اتفاق الطائف نظام المحاصصة الطائفيةويحسب له أنه أنهى سنوات طوال من الحرب الأهلية اللبنانية.
وعلى الرغم من التسوية الظاهرية التي يعتقد أن اتفاق الطائف قد أرساها إلا أنه ابتداءًا من 2014 وحتى 2016،فشلت 45 جلسة لمجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس الجمهورية، لعدم اكتمال النصاب جراء انقسامات حادة بين القوى السياسية. ويقوم مجلس النواب اللبناني بانتخاب رئيس الجمهورية الذي يجب أن يكون من الطائفة المسيحية المارونية وبالتوافق بين القوى السياسية الممثلة بالبرلمان ولمدة ست سنوات قابلة للتجديد.
وتويع مقاعد البرلمان البالغة 128 مقعدًا على أساس المحاصصة الطائفية وبالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين وفقًا لما نص عليه اتفاق الطائف. ، بينما يترأس المجلس أحد ابناء الطائفة الشيعية، ويتولاه حاليا ومنذ عدة سنوات زعيم حركة أمل نبيه بري.
أما منصب رئيس الوزراء فهو من نصيب المسلمين السنة وهو ما جرى التوافق عليه بين الأطراف اللبنانية في 1943 رغم أن الدستور اللبناني في ذلك الوقت لم يتحدث عن الطوائف.
وبالتدقيق فإن الطائفية لا تسيطر على المناصب السياسية العليا في لبنان فقط وإنما تمتد لمناصب أخرى كثيرة داخل الدولة اللبنانية وعلى سبيل المثال فقائد الجيش ماروني أما وزير الداخلية فهو سني ومدير قوى الأمن الداخلي سنى ومدير المخابرات العسكرية شيعي، وهناك ايضا حصص للطوائف والاقليات الأصغر مثل الدروز والمسحيين الأورثوذكس والأرمن.
وإن كان في الدستور اللبناني مواد تؤسس للمحاصصة الطائفية إلا أنه لا يجب أن يفهم من هذا السياق أن كل الأوضاع الطائفية في لبنان محكومة بالدستور،فهناك بعض الأعراف الدستورية كرستها مواثيق التفاهم بين اللبنانين على تقاسم السلطة فيما بينهم. ولكن لهذه الأعراف قيمة دستورية ربما تكون أقوى من مواد الدستور إلى حد الذي لا يمكن تجاوزها به إلا بصدور بنص دستوري صريح.
ومنها المادة 95 والتي عدلت في عام 1990، وأقرت بأن على مجلس النواب المنتخب على اساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين اتخاذ الاجراءات الملائمة لتحقيق الغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية, بحيث:
أ- تمثل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزراة.
ب – تلغى قاعدة التمثيل الطائفي ويعتمد الاختصاص والكفاءة في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والامنية والمؤسسات العامة والمختلطة وفقا لمقتضيات الوفاق الوطني باستثناء وظائف الفئة الاولى فيها وفي ما يعادل الفئة الاولى فيها وتكون هذه الوظائف مناصفة بين المسيحيين والمسلمين دون تخصيص اية وظيفة لاية طائفة مع التقيد بمبدأي الاختصاص والكفاءة. ولا حاجة للإشارة إلى أن جوهر هذه المادة لم يطبق حتى اليوم.
الفسيفساء السياسية في لبنان:
المعادلة التي حكمت لبنان منذ استقلاله في 1943 هي الميثاق الوطني الذي ارتكز على فرضيتين رئيستين ، الأولى تتمثل في موقف المسيحيين من الوطن اللبناني، بأنه يجب يكون وطناً مستقلاً ذو وجه أوروبي، والثانية أن لبنان هو عربي الجذور ويجب أن يكون عربياً في كل شيء وهو موقف المسلمين، وجاء الميثاق الوطني عام 1943م ليوفق بين الرؤيتين، بحيث يتنازل المسيحي عن كون لبنان ذو وجه أوروبي، وأن يتنازل المسلمين عن كون لبنان يجب أن يكون جزءاً من سوريا الكبرى.
ولكن بقيت الطائفية هي المحرك الرئيسي للحياة السياسية والاجتماعية العسكرية داخل لبنان، وهي العنصر المتحكم في كل هذه المجالات الأمر الذي إنعكس على مجمل تطور الأحداث داخل لبنان، بحيث أصبح النظام السياسي اللبناني يعبر فقط عن مصالح الطوائف المتعددة داخل لبنان، وليس معبراً عن مصلحة الوطن اللبناني المستقل.
طوائف إسلامية:
وبفعل ذلك يعاني المجتمع اللبناني من انقسام طائفي حاد، فعلى الرغم من صغر حجم السكان، فإنه يضم أكثر من خمس عشر طائفة، تشكل كل طائفة منها كياناً منفصلاً متماسكاً داخل المنطقة التي تعيش بها، وفي بعض الفترات كانت كل طائفة تتمتع بإدارة شئونها بحرية واستقلال عن الجماعات الأخرى.
- السنة: تعتبر من أكبر الطوائف الإسلامية حجماً، فهي تشكل نسبة 50 % من الطوائف الإسلامية ويتركز أبناء هذه الطائفة في الشمال والوسط وبخاصة في مدينتي طرابلس وبيروت.وتشارك هذه الطائفة في الحياة السياسية بفاعلية، حيث يمثلها في مجلس النواب عشرون نائباً كما أن لها بعض المناصب الوزارية وأهمها رئيس الوزراء، ومنها يختار مفتي الديار اللبنانية.
- الشيعة: سيطروا في القرن الحادي عشر على معظم أجزاء لبنان باستثناء منطقة الشمال حيث يتركز الموارنة، والشوف ووادي اليتم حيث ينتشر الدروز. لذلك أصبحت هذه الطائفة الثانية من حيث الحجم فيما يخص الطوائف الإسلامية، ويتركز أبناؤها في الجنوب اللبناني وفي بعلبك وجبل الساحل،ويشارك أبناء هذه الطائفة في الحياة السياسية، حيث يمثلهم في مجلس النواب تسعة عشر نائباً ويعطيهم الدستور اللبناني رئاسة مجلس النواب، كما يشاركون في تشكيل الحكومة بمقعدين وزاريين.
- الدروز:شكلوا نواة الطائفة الدرزية وإنتشروا في ظل الدولة الفاطمية، في منطقة الشوف والمتن. (19) وتبرز في هذه الطائفة عائلتان، هما: أرسلان وجنبلاط، ولزعيمي العائلتين الزعامة في الطائفة من الناحية السياسية والدينية، وتشارك أبناء هذه الطائفة الحياة السياسية، حيث يمثلهم في مجلس النواب، ستة نواب ويمثلهم في الحكومة وزيران.
طوائف مسيحية :
- الموارنة: تعتبر من أكبر الطوائف المسيحية في لبنان، وقد تمتعت هذه الطائفة بمستوى ثقافي لم يتح لغيرها من الطوائف، وذلك نتيجة لرعاية فرنسا لها، وما كانت تتمتع به من قوة عددية عشية الاستقلال، فقد استأثرت بالمناصب الحساسة في الدولة، فمنها ينتخب رئيس الدولة، وتمثل في البرلمان ثلاثين نائباً، ويمثلها أيضاً العديد من الوزراء .
- الروم الأرثوذكس: تتركز في منطقة الكورة والمدن الكبيرة، وهي أصغر حجماً من الطائفة المارونية،وتشارك الطائفة في الحياة السياسية حيث تحصل على أحد عشر مقعداً في مجلس النواب، ولها بعض المناصب الوزارية.
- الروم الكاثوليك: تشترك هذه الطائفة مع الروم الأرثوذكس من حيث الأصول التي تنحدر منها الطائفتان، وتتمركز هذه الطائفة بصفة خاصة في منطقة زحلة، وأبناؤها في الغالب حلفاء للموارنة، وتتمتع بوضع اقتصادي ممتاز، حيث أن غالبية أبناؤها على درجة كبيرة من الغنى والثراء، من الناحية السياسية تشارك في هذه الطائفة بستة مقاعد في مجلس النواب، ولها مقعد في مجلس الوزراء.
ملوك الطوائف في لبنان والحراك السياسي
بينما دخل الشارع كقوة غير منظمة وغير مؤدلجة ، يمكن الحديث عن عدد من القادة السياسيين الذين يتحكمون إلى حد كبير في مفاصل المشهد السياسي اللبناني ومن أبرزهم:
ميشال عون.. رئيس الجمهورية:
وهو عسكري وسياسي لبناني، تراوحت حياته بين قيادة الجيش اللبناني ومعايشة الحرب الأهلية قبل أن يغادر إلى منفاه الفرنسي ثم يعود إلى بلده ليؤسس حزب التيار الوطني الحر.
وترأس عون سنة 1988 بوصفه قائد الجيش اللبناني حكومةً انتقالية بمرسوم من الرئيس أمين الجميل في اليوم الأخير من ولايته، وبموازاة مع حكومة أخرى يترأسها الدكتور سليم الحص.دخل في مواجهات دامية مع الجيش السوري في لبنان ثم مع قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
كما وقّع في 2006 وثيقة تفاهم مع حزب الله، ومنذ ذلك الحين يعد التيار الوطني الحر أبرز القوى المشكلة لفريق 8 آذار (حزب الله وحلفائه).
نبيه بري.. رئيس مجلس النواب:
زعيم سياسي شيعي لبناني، ولد في سيراليون قرب مناجم الماس، وعاش في لبنان وسط ألغام السياسة حيث يعد ثابتا من ثوابت مشهدها ما بعد الطائف. تميز بقدرته على إدارة التناقضات بتعايشه مع عشرات الحكومات واحتفاظه برئاسة مجلس النواب مرات عدة.
نشط نبيه بري في المجال السياسي منذ شبابه من خلال الحركة الطلابية، وترأس الاتحاد الوطني للطلبة اللبنانيين، وشارك طوال سنوات دراسته في العديد من المؤتمرات الطلابية والسياسية.وبرز في خضم التحولات التي شهدها لبنان في سبعينيات القرن العشرين- إلى جانب الزعيم الشيعي موسى الصدر .
وقد انتخب عام 1980 رئيسا لحركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل)، ولعب دورا في “انتفاضة السادس من شباط ضد النظام الفئوي” التي ساهمت في تحريك الأوضاع في اتجاه اتفاق الطائف بين الفئات اللبنانية، كما أصبح منذ اتفاق الطائف -وكذلك حركته “أمل”- لاعبا أساسيا في السياسة اللبنانية الداخلية وتحالفاتها الخارجية، وظل جزءا من التيار المقرب من سوريا، وكان واحدا من رموز “تيار المقاومة” إلى جانب حليفه الشيعي ومنافسه سابقا حزب الله اللبناني.نجح منذ 1992 في الاحتفاظ بمنصبه في رئاسة مجلس النواب اللبناني، وفرض نفسه رقما أساسيا في المعادلة السياسية.
سعد الحريري.. رئيس الحكومة:
رجل أعمال وسياسي سني لبناني، كلفه رئيس البلاد ميشال عون بتشكيل حكومة جديدة، وبعد عام من رئاسة الحكومة أعلن استقالته من العاصمة السعودية الرياض، قبل أن يتراجع لاحقا عن الاستقالة.
تزعم سعد الحريري تيار المستقبل، وشكل “تكتل قوى 14 آذار”، الذي ضم قوى سياسية، من أبرزها تيار المستقبل بزعامته والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب والقوات اللبنانية.اتهم “التكتل” الحكومة السورية وحلفاءها في لبنان (قوى 8 آذار) بالضلوع في اغتيال الحريري، وطالب بخروج القوات السورية من لبنان وتشكيل محكمة دولية لمحاكمة كل المتورطين في اغتيال الحريري.
في 3 نوفمبر 2016 كلف الرئيس ميشال عون سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة بعد تأييد معظم النواب والكتل البرلمانية، ولا سيما كتلة التغيير والإصلاح التي كان يرأسها عون.
فجر الحريري أزمة سياسية ودبلوماسية تطورت لاحقا إلى أزمة بين لبنان والسعودية بعد إعلانه في 4 نوفمبر 2017 استقالته من رئاسة الحكومة، وذلك في خطاب متلفز من العاصمة الرياض بثته وسائل إعلام سعودية.إلا أنه في 22 نوفمبر 2017 وصل إلى بلاده (لبنان) وأعلن بعد لقاء له بالرئيس ميشال عون عن التراجع عن استقالته بعد طلب من الرئيس، وجدد دعوته إلى النأي بالنفس عن كل ما يمس الأشقاء العرب، حسب قوله.
حسن نصر الله:
زعيم سياسي شيعي لبناني، يشغل منصب الأمين العام لحزب الله منذ 1992، تعلم في لبنان والعراق وإيران، وحقق الحزب بقيادته نجاحات مهمة في مقاومة إسرائيل، لكن مشاركته في إخماد الثورة السورية شوهت سمعته وأضرت بشعبيته عربيا وإسلاميا.
شارك نصر الله خلال عامي 1982 و1989 في مهمات تنظيمية عدة داخل حركة المقاومة التي أطلقها حزب الله، ساهم خلالها في بناء الكوادر وتعليمها وتحضيرها “للمقاومة والجهاد”.
استطاع الحزب بقيادة نصر الله -الذي يلقبه أنصاره “سيد المقاومة”- تحرير معظم الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي (ما عدا مزارع شبعا غير المأهولة) في2000 بعد احتلال دام 22 عاما للجنوب اللبناني.
وقد ظهرت على الساحة السياسية اللبنانية أصوات تطالب بنزع سلاح الحزب وتسليمه إلى الدولة اللبنانية، لكن نصر الله رفض بشدة الضغوط الدولية التي تجسدت في القرار رقم 1559 عام 2005 الذي طالب بسحب سلاح المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، في إشارة إلى حزب الله والمليشيات الفلسطينية.وقد صعدت أسهم الحزب في الأوساط الشعبية العربية والإسلامية بفضل خطابات نصر الله التي تعلي من نهج المقاومة العسكرية لإسرائيل، ثم تعزز هذا الصعود بصموده وأدائه العسكري خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في حرب 2006.
وليد جنبلاط.. رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي:
ينتمي جنبلاط إلى عائلة سياسية عريقة لعبت دورا أسياسيا في تاريخ وحاضر لبنان السياسي منذ عقود من الزمن، وخصوصا في منطقة جبل لبنان، حيث برز العديد من الأمراء الجنبلاطيين الذين تولوا إدارة منطقة جبل لبنان أيام الحكم العثماني، ومنهم بشير جنبلاط الأول والثاني.
كما لعبت جدة وليد السيدة نظيرة جنبلاط دورا هاماً في مرحلة الانتداب الفرنسي والسنوات الأولى للاستقلال، ومهدت السبيل لوالده الزعيم كمال جنبلاط الذي شكل محطة أساسية على صعيد الحياة السياسية في لبنان والمنطقة.
وافق عام 1989 على اتفاقية الطائف، وانضم إلى الحكومة اللبنانية المشكلة حينها، وظل عضوا في الحكومات المتعاقبة وزيرا لشؤون المهجرين حتى عام 1998 غداة اختيار إميل لحود رئيسا للبنان.ظل حليفا لسوريا في الجبل إلى تاريخ وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وإبعاد حليفه قائد الأركان السورية السابق حكمت الشهابي عن وظيفته، فبدأ يبتعد عن دمشق.
وبعد اغتيال الحريري سنة 2005 أسس حركة 14 آذار مع شخصيات سياسية بينها سعد الحريري وسمير جعجع، وكان أحد رموز ما عرفت بثورة الأرز المطالبة بانسحاب سوريا من لبنان.
وهاجم قرار حزب الله بالدخول في الحرب السورية والقتال إلى جانب بشار الأسد، ووصفه بالخطأ التاريخي والأخلاقي.وقال إن ذلك القرار لم يراع الرأي العام اللبناني، وإنه كان من الأفضل للحزب أن يركز على عدوه الرئيسي إسرائيل.
سمير جعجع.. رئيس حزب القوات اللبنانية:
سياسي لبناني وقائد سابق لمليشيا القوات اللبنانية، ظهر اسمه أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.وتعرض للسجن ثم أفرج عنه بعد خروج الجيش السوري من لبنان، ليتزعم حزب الكتائب أحد أبرز التيارات المؤلفة لفريق 14 آذار، وترشح عام 2014 لرئاسة لبنان.
وفي عام 1989 أعلن جعجع قبوله باتفاقية الطائف، وعيّن وزيرا في حكومة رئيس الوزراء عمر كرامي يوم 24 ديسمبر 1990 إلى أن استقال وعيّن بدلا منه روجيه ديب.
عُرف جعجع بنقده اللاذع للوجود السوري في لبنان، وأسس مع وليد جنبلاط وسعد الحريري تحالف 14 آذار، وهو من أكبر الداعين لتجريد حزب الله من سلاحه، ويصف الحزب بأنه دولة داخل دولة.
نظام انتخابي غير طائفي وخالٍ من السلاح
ربما أصاب اللبنانيين الضجر من التشرذم الذي يعيشونه، وعبروا عنه في هذا الحراك الأوسع، منذ استقلال البلاد في عام 1943، هم يبحثون عن صيغة للدولة الوطنية تجمعهم، وتوحد طوائفهم الثمانية عشرة،وتنهي التدخلات الخارجية التي تستخدم القوى المحلية لتنفيذ أجنداتها.
فهل يسمح «حزب الله» بالتغيير الذي يطالب به الشارع في لبنان ، على أية حال، فإن العالم يعرف اليوم أن في لبنان إجماعاً ضد نظام المحاصصة والفساد والسلاح.