مصر في أرقام

الشهيد “الرفاعي”.. اسطورة الصاعقة المصرية

هو قائد سلاح العمليات الخاصة في حرب أكتوبر 1973، كما كان قائد المجموعة 39 قتال، خافه العدو الصهيوني، واحتفلوا بوفاته، هو الشهيد البطل عميد أركان حرب إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعي.

قاد عدة عمليات عسكرية في سيناء بعد حرب 1967، حيث نفذ 72 عملية انتحارية خلف خطوط العدو الصهيوني، حصل على 12 وساما تقديريا لشجاعته، وكان الانضمام بفرقته “39 قتال” شرف وحلم كل ضابط في القوات المسلحة.

نشأة القائد

  • ولد إبراهيم الرفاعي في قرية الخلالة، مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931.
  • التحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951، اقتداء بجده لوالدته (الأميرالاى) “عبد الوهاب لبيب”.
  • تخرج من الكلية الحربية عام 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة.
  • كان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة (أبو عجيلة).
  • عٌين مدرساً بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية.
  • شارك في الدفاع عن مدينة بور سعيد اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكانت تلك المعارك مرحلة فاصلة في حياة الرفاعي، حيث عرف مكانه في المعركة، وهو خلف خطوط العدو.
  • التحق بعد ذلك بفرقة “بمدرسة المظلات“، ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات.
  • شارك بحرب اليمن عام 1962، وبفضل دوره الكبير في المعارك، تولى منصب قائد كتيبة صاعقة خلال الحرب.
  • وفي عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية استثنائية تقديرًا للإعمال البطولية التي قام بها في الميدان اليمنى.

الثأر لمصر وإعادة الثقة للجيش والشعب 

بعد هزيمة يونيو 1967، أصيب إبراهيم الرفاعي بصدمة كبيرة، كباقي المصريين، وكما أن الشعب المصري رفض الهزيمة، رفضها الرفاعي بدوره، وقال لزوجته “طول ما أنا عايش لازم اليهود يخرجوا من مصر”.

وكانت القيادة العليا المصرية أرادت أن تعيد الثقة للجيش والشعب، ولذلك تقرر تشكيل الفرقة “39 قتال” من مجموعة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة داخل سيناء، لتحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها رد اعتبار القوات المسلحة المصرية، والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن. وكٌلف الرفاعي بتكوين هذه المجموعة في أغسطس 1968، بأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق، وأختار الشهيد  شعار رأس النمر كرمز للمجموعة، وصفتهم الصحف الإسرائيلية في وقت ما قبل الحرب بـ”الشياطين المصريين“.

المجموعة 39 قتال

  • كانت أولى عمليات المجموعة نسف قطار للعدو عند «الشيخ زويد» ثم نسف «مخازن الذخيرة» التي تركتها قواتنا عند انسحابها من معارك 1967، وتم أسر أول ضابط إسرائيلي وهو الملازم، دانى شمعون، والعودة به إلى القاهرة
  • استطاعت هذه المجموعة عبور قناة السويس والاستحواذ على 3 صواريخ أرض- أرض، كانت إسرائيل قد نشرتها على الضفة الشرقية للقناة لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية، وكان الفريق أول عبد المنعم رياض هو من كلف الرفاعي بهذه المهمة، طالبا منه أن يحضر صاروخا واحدا فقط بأي ثمن، لمعرفة مدي تأثيرها على الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد الجنود، كما نجح الرفاعي ورجاله في أسر أول ضابط إسرائيلي وهو الملازم، دانى شمعون، والعودة به إلى القاهرة دون خدش واحد.
  • كٌلفت المجموعة “39 قتال” بالثأر للشهيد الفريق عبد المنعم رياض، صبيحة استشهاده، فعبر رفاعي وجنوده القناة، واحتلوا موقع المعدية 6، الذي أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً في استشهاد الفريق رياض، وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 ضابطا وجنديا إسرائيليًا، كما رفع العلم المصري على حطام المعدية، وبقى العلم مرفوعا قرابة 3 أشهر.
  • وفي أغسطس 1969، صدرت أوامر للبطل ومجموعته بنسف رصيف الكرنتينة، حيث كان يتجمع فيه اللنشات العسكرية الخفيفة للعدو، التي تستخدم في العمليات العسكرية، وقام الرفاعي بتحزيم الرصيف بالمفرقعات، مع ضبطها على الانفجار بعد ساعة، وبعد 45 دقيقة كانت ألسنة النار ترتفع من الموقع.
  • بعد سرقة العدو جهاز الرادار الخاص بمنطقة الزعفرانة بطريق السويس، كما أصابت العديد من المدنيين والعسكريين، وتم تكليف الرفاعي ومن معه بسرعة التحرك إلى الزعفرانة ليعمل على إعادة فتح الطريق وتطهير الطريق الأسفلتي من الألغام التي زرعتها قوات العدو، وتم تنفيذ العملية بنجاح في سبتمبر 1969.
  • وفي الأول من أكتوبر 1969، قام القائد البطل بنسف طريق أسفلتي في منطقة رأس المعلب بجنوب سيناء، بعد تلغيمه بالعبوات الناسفة مع الربط بينها بخرطوم أسول ليربط العبوان على جانبي الطريق، وقد أسفرت العملية ن خسائر فادحة للعدو، بتدمير ثلاث عربات نصف جنزير، ومقتل وإصابة عدد كبير من الجنود الإسرائيليين، حيث كان طريقا حيويا لدى العدو لنقل المعدات والجنود لقلب سيناء.
  • وفي نهاية عام 1969، قام الرفاعي ورجاله بقصف مطار الطور بالصواريخ 130 مم، وتلغيم المدقات في المنطقة المحيطة للمطار، وزرع ستة ألغام مضادة للدبابات على مدقات العدو المختلفة، وتم قصف المطار بثمانية صواريخ وأسفرت العملية عن تدمير أربعة لوارى ومخزن للذخيرة ومحطة لاسكي المطار، وإصابة عدد كبير من جنود العدو.

السطور الأخيرة في حياة الأسطورة

  • كانت أولى العمليات التي قامت بها مجموعة الرفاعي في حرب النصر المجيدة، أكتوبر 1973، هي تدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة، حيث انطلقت المجموعة في ثلاث طائرات هليكوبتر، ونجحوا في تنفيذ مهمتهم، وذلك لحرمان العدو من الاستفادة من آبار البترول.
  • وتوالت انتصارات الرفاعي ورجاله، ففي السابع من أكتوبر تُغير المجموعة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي شرم الشيخ ورأس محمد، مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالارتباك من سرعة ودقة الضربات.
  • عندما حدثت الثغرة، وكادت أن تغير مسار الحرب تماما، أمر السادات الرفاعي ورجاله بالذهاب إلى منطقة الدفرسوار، درجة أن أرييل شارون، الذي كان قائد المجموعة الإسرائيلية، ادعى الإصابة، ليهرب من جحيم الرفاعي بطائرة هليكوبتر، ومنع الرفاعي ورجاله تقدم الدبابات الإسرائيلية، ووصولها إلى الإسماعيلية، وسقطت قنبلة من إحدى مدفعيات الإسرائيليين بالقرب من موقع البطل العظيم لتصيبه ويسقط جريحا، في 19 أكتوبر 1973.

وروى أحد قيادات المجموعة، ويدعى أبو الحسن لحظات استشهاد الرفاعي، قائلًا: «كان الرفاعي عادة ما يرتديو حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة عندما رأى زملاؤنا حذاءه أبلغوا باللاسلكي أنه أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى إنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفى الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال: أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 23 رمضان وكان صائماً فقد كان رحمه الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميتا يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك.. رحمه الله».

وهكذا انتهت أسطورة مصرية عظيمة، كانت كابوسا للعدو، ومازالت حتى الآن ذكراها تسبب لهم الارتباك، وستظل مصر ولادة ولن يكون الرفاعي الأخير… 

كاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى