
رجل الحرب والسلام.. عاش من أجل السلام واستشهد من أجل المبادئ
رجل عظمه شعبه، واحترمه عدوه، واجتمع على حبه الوطن العربي، وغضب لوفاته العالم كله، أنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، صاحب النصر الأكبر لمصر والوطن العربي، وهو أول من اثبت كذب أسطورة “الجيش الإسرائيلي لا يُهزم”.
نشأ البطل أنور السادات في قرية من قرى الريف المصري بمحافظة المنوفية، من أب مصر ,ام من أصول سودانية، وتأثر في صغره بشخصية غاندي، وأدهم الشرقاوي، ومصطفى كما أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.
انتقل مع والده إلى القاهرة، والتحق بالكلية الحربية، وفور تخرجه منها عام 1938، بدأ حياته السياسية ، ودخل المعتقل أول مرة عام 1942، بسبب اتصاله بالألمان، بعد انتقاله لسلاح الإشارة، حيث قام السادات وعشرة آخرون من الضباط بتأسيس جمعية سرية “ثورية” هدفها الأساسي هو تحرير الدولة، وهكذا بدأت النواة الأولى لتنظيم الضباط الأحرار بمجموعة من الضباط في معسكر تباب شريف بمنطقة “منقباد” بالصعيد، جمعت بينهم زمالة العمل والسخط على الإنجليز، وصدر النطق الملكي السامي بالاستغناء عن خدمات اليوزباشي محمد أنور السادات، ولم يتم فصله من الجيش فقط، بل قرر الإنجليز اعتقاله، وتم نقله إلى سجن الأجانب.
وعاد أنور السادات إلى الجيش في يناير 1950، بنفس الرتبة التي خرج بها وهي رتبة يوزباشي، ورقي إلى الصاغ في نفس العام، وفي 1951 إلى رتبة البكباشي، واختاره عبد الناصر عضوًا بالهيئة التأسيسية لحركه الضباط الأحرار.
مسيرة حياته:
- ولد محمد أنور السادات 25 ديسمبر 1918، في قرية “ميت أبو الكوم”، بمحافظة المنوفية.
- تخرج من الكلية الحربية عام 1938.
- انتقل لسلاح الإشارة عام 1939.
- تم فصله من الخدمة العسكرية وهو برتبة اليوزباشي عام 1942.
- عمل كمحرر صحفي بمجلة المصور بدار الهلال في أواخر عام 1948.
- عاد إلى صفوف الجيش عام 1950.
- انضم إلي تنظيم الضباط الأحرار عام 1951.
السادات بعد ثورة يوليو 1952:
- عين في منصب رئيس تحرير جريدتي الجمهورية والتحرير 1953 – 1956.
- 1954 عين وزيرا للدولة وعضوا في محكمة الثورة.
- تولى منصب الأمين العام للمؤتمر الإسلامي عند تشكيله، حتى أصبح رئيسه (1954-1955).
- تقلد السادات منصب الأمين العام للاتحاد القومي عام 1957.
- تولى منصب نائب رئيس مجلس الأمة (1957- 1958).
- انتخب رئيسا لمجلس الأمة (1960- 1968).
- بعد تكوين الجمهورية العربية المتحدة، أصبح السادات رئيسا لمجلس الأمة الموحد عام 1961.
- صار عضوا في المجلس الرئاسي (سبتمبر 1962- مارس 1964)
- عين السادات نائبا لرئيس الجمهورية فبراير 1964.
السادات ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية:
- تولى السادات حكم مصر سبتمبر 1970، واتخذ عدة قرارات في بداية حكمه للتخفيف عن المواطنين، كتخفيض الأسعار، وتقليل الحراسات، ورفع الرقابة عن الكتب الواردة من الخارج.
- في فبراير 1971، أعلن عن “المبادرة المصرية” في بيان أمام مجلس الأمة، وأساسها أنه إذا انسحبت إسرائيل من ضفة القناة إلى مضايق سيناء فإن مصر على استعداد لفتح قناة السويس أمام الملاحة الدولية بعد أن تعبر القوات المصرية إلى شرق القناة.
- وفي عام 1972 بدأ السادات أولى الخطوات العملية لدخول الحرب، وذلك بطرد 20 ألف خبير سوفييتي من مصر.
- وفي أكتوبر 1973، كانت الملحمة الأكبر في تاريخ مصر والوطن العربي الحديث، حيث قاد السادات مصر والعرب نحو تحقيق أول نصر عربي في جولات الصراع العربي الإسرائيلي، والذي أدى إلى استرداد مصر لكامل أراضيها المحتلة، حيث كانت حرب أكتوبر المجيدة اختبارًا تاريخيَا حاسمًا لقدرة الشعب المصري على أن يحول الحلم إلى حقيقة.
- في الذكرى الأولى للانتصار العظيم،أكتوبر 1974، أصدر السادات ورقة أكتوبر محددا الأسس الجديدة لنظام حكمه، في 10 أهداف، أهمها الإعداد لمصر عام 2000 حتى توفر أسباب استمرار التقدم للأجيال المقبلة، والانفتاح الاقتصادي في الداخل والخارج الذي يوفر كل الضمانات للأموال التي تستثمر في التنمية.
- أعاد افتتاح قناة السويس مرة أخرى، للملاحة البحرية، وإعاة المهجرين لمدنهم، عام 1975، وذللك توكيدا على سياسة السلام التي انتهجها.
- ذهب السادات إلى القدس،عام 1977، لتأكيد جدية العرب في مسعاهم للسلام، وقد تباينت ردود الأفعال الشعبية، والعربية، والدولية حول هذه الزيارة، فمنهم الرافض، والمتفق، والمرحب بتلك الزيارة.
- قام بتوقيع اتفاقية “كامب ديفيد” عام 1978، مع الرئيس المع الرئيس الإسرائيلي، بهدف تحقيق السلام العادل، وقد وضع الرئيس الراحل مبادئ السلام واضحة جلية، من أجل التحرير الشامل لكل شبر من الأراضي العربية، واختلف الكثير معه في هذه الخطوة، فمنهم الساخط على تلك الاتفاقي، كما حتز على جائزة نوبل للسلام في نفس العام,
- كما وقع اتفاقية السلام، في مارس 1979، والتي ضمت الحل الشامل لحل أزمة الشرق الأوسط.
- أنشأ أول مجلس شورى عام 1980، حيث رغب الرئيس السادات بإيجاد مجلس آخر بجانب مجلس الشعب لإبداء الرأي والاستشارة، دون أن يكون له دور رقابي ولا تشريعي ويكون بديلاً للاتحاد الاشتراكي، على أن يضم كل القيادات سواء كانت معارضة أم حزبا وطنيا.
وفاته:
انتهت حياة الرئيس محمد أنور السادات، يوم 6 أكتوبر 1981،وخسرت مصر والعالم أجمع قائدا عسكريا محنكا، قلما أ، يأتي مثله، حيث تم اغتياله اثناء مشاهدته للعرض العسكري في أحتفالات النصر، وهو يرتدي بدلته العسكرية المميزة.
وتم تنفيذ المخطط الإجرامي بواسطة 4 أشخاص، سابقًا عبد الحميد عبد السلام (سبق أن استقال من الخدمة العسكرية، وكان ضابطاً عاملاً بالسلاح الجوي)، والملازم أول احتياطي مهندس عطا طايل حميدة رحيل، من مركز تدريب المهندسين، والرقيب متطوع حسين عبّاس محمد، من قوة الدفاع الشعبي، أثناء مرور العربات القاطرات (الكراز) ، توقفت إحدها بحجة وجود عطل بها، وألقى خالد الإسلامبولي قنبلة يدوية دفاعية رابعة، وقعت على الصف الأول من المنصة ولم تنفجر، ثم قفزا من السيارة إلى الأرض وأسرعا بدورهما للمنصة، وأفرغ هؤلاء الأربعة ذخائر أسلحتهم وهي الرشاش القصير والثلاثة بنادق الآلية، من الاتصال القريب، سواءً بالمواجهة أو من الأجناب في تلك المنصة الرئيسية، مع التركيز على منتصف الصف الأول موضع الرئيس الراحل، مما أدى إلى اغتياله، وكذلك مصرع ستة آخرين.
وفور الإعلان عن وفاة الرئيس السادات، غرق العالم اجمع في حالة من الحزن والأسى، والغضب لما حدث، ففي أمريكا فور علم الرئيس الأمريكي رونالد ريجان بالحادث كتب رسالة قصيرة بعث بها إلى الرئيس السادات الذي لم يسعفه أجلة للرؤية تلك الرسالة، ولم يحدث في تاريخ أمريكا أن اجتمع أربعة من رؤسائها تحت سقف واحد إلا ليختاروا من يمثل أمريكا في جنازة تشييع جنازة الرئيس السادات.
وفي بريطانيا توقفت الإذاعات البريطانية فجأة لتغلن أن الرئيس السادات لقى حتفه، وقطعت جميع برامجها وأعطت كل وقتها لهذا الحادث، وبعد عدة ساعات أعلنت الملكة عزاءها لهذا الحادث المؤلم، وقد قيل إن الأمير تشارلز قد بكى عندما علم بالنبأ المؤلم.
واستشهد الرئيس السادات، بطل السلم والحرب، ومازالت خططه واستراتيجيته، التي كانت سببا لهذا النصر العظيم، تُدرس إلى الآن في كل أنحاء العالم.