مكافحة الإرهاب

رئيس المركز الفرنسي لدراسات الإرهاب : الجيش المصري أفلت بذكاء من مخطط ” انتاج عشرية سوداء” بالقاهرة


أكدت الدكتورة عقيلة دبيشى، رئيس المركز الفرنسى لدراسات الإرهاب وأستاذة الفلسفة السياسية أن القوى الإرهابية تريد إعادة إنتاج ما وصفته بـ«عشرية سوداء جديدة»، هذه المرة فى مصر، كما فعلت فى الجزائر من قبل، إلا أنها تؤكد أن «القاهرة» تعاملت مع الإرهاب كما لو كان قنبلة موقوتة، وأن الجيش المصرى أفلت بذكاء من هذا المخطط.
واستشهدت «دبيشى» – في حوار لصحيفة الوطن اليوم السبت – بالتحركات القطرية والتركية لدعم الإرهاب والتطرف ..مضيفة إن الأخيرة تدعم خلايا إرهابية سرية فى مصر، وتقدم «الدوحة» بدورها الدعم لقوى إرهابية فى أفريقيا جنوب الصحراء.
وردا على سؤال هل هناك توحد فى الرؤية تجاه الإرهاب بين الدول العربية والغرب …ذكرت دبيشي أن هناك توحدا فى رؤية البلدان العربية والأوروبية والغرب تجاه ملف الإرهاب، ففى البداية لم يكن الأمر كذلك، بل كانت النظرة مختلفة، فى الجزائر كان هناك عزل، حيث عزلتها أوروبا لأنهم اعتقدوا أن الإرهاب ليس إلا ظاهرة جزائرية وليست عالمية، وبعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، تغيرت نظرة العالم من الغرب وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية نحو الإرهاب، وبعد الأحداث التى سُميت بـ«الربيع العربى»، وظهور تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا والعراق، أصبح هناك نوع من التوحد فى مفهوم الإرهاب.
وحول التعاطي فيما يتعلق بملف الإخوان؟ وما سبب عدم الاعتراف بأنها جماعة إرهابية… أكدت دبيشي أن السبب هو أن قطر التى تدعم الإخوان تتعامل مع إنجلترا، ومعلوم أن النظام الاستخباراتى فى قطر هو نظام إنجليزى، فليس من صالح إنجلترا أن تضع جماعة الإخوان على لائحة الإرهاب، وكأنها تتهم قطر بالإرهاب، إضافة إلى أن جماعة الإخوان هم من صنعوا المهد للإرهاب أو كما يقولون «الأرضية»، وتركوا الجماعات تنفذ ذلك بعدما استقوا الأفكار، وهذه الجماعات تنطق باسم «داعش» و«القاعدة»، لكنهم لم ينطقوا باسم «الإخوان» مرة واحدة، فضلاً عن أن الإخوان لم يشكلوا بأنفسهم جيشاً مثل تنظيمات أخرى تحولت إلى أجنحة عسكرية، ولكن الإخوان هم من أسسوا المهد للفكر والعقيدة المتطرفة، ونحن نعلم أن الإخوان هدفهم الأول والأخير هو الإسلام السياسى.
وأشارت إلى كتاب ترجمته اسمه «قطر بيبرز»، وفيه أدلة عن تمويل قطر للجماعات الإرهابية فى أوروبا، فردت إنجلترا بأن الوثائق الموجودة فى الكتاب غير صحيحة، وأن هذا الكتاب مبنى على طريقة غير صحيحة.
وقالت ان تركيا بالطبع تدعم الإخوان، والرئيس رجب طيب أردوغان لا بد من تصنيفه فى قائمة الإرهابيين، فقد هدد بقتل كل الأكراد، إلى جانب تدخله فى شئون دول عربية مثل ليبيا، ويدعم الإرهاب هناك، ولا يريد إنهاء حالة الحرب والإرهاب فى ليبيا.
وحول حجم المصالح الإخوانية فى ليبيا … أوضحت دبيشي أن هناك مشروع إسلام سياسى للإخوان فى المنطقة كلها، بمنطقة شمال أفريقيا التى تشمل تونس وليبيا ومصر وأيضاً سوريا والعراق، فكل تلك الدول أصيبت بمرض الإسلام السياسى المقبل من الإخوان، والهدف هو السيطرة على تلك المنطقة، وحالياً تشهد الجزائر عودة جديدة للخلايا النائمة.
وحول العوامل التي أدت لتأرجح الهجمات الإرهابية في أوروبا من 2007 إلى 2017 بين الارتفاع والانخفاض … قالت دبيشي انه بدءاً من «الخريف العربى» فى 2011، وكأنك كنت تحمل هاتفاً بدائياً وبعد ذلك استخدمت هاتفاً متطوراً، ففى هذه الفترة طورت التنظيمات الإرهابية من نفسها حتى صارت تسمى نفسها دولة، مثل تنظيم «داعش» الإرهابى الذى أطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية»، حيث كون جيشاً وأسلحة واستخبارات ووسائل إعلام، إضافة إلى وسائل إعلام تم تجنيدها. فى هذه الفترة طور التنظيم نفسه، وأصبح يقوم بتجنيد عناصر له فى بلاد أخرى حتى فى «سريلانكا»، ويتم ذلك من خلال الإنترنت، الذى لعب دوراً كبيراً فى تفشى الإرهاب، وكان منصة لاستقطاب الإرهابيين، وفى الجزائر نطلق عليهم الذئاب النائمة مثل الخلايا النائمة، فمن الممكن أن يتحركوا فى أى وقت وما زالوا موجودين فى أوروبا، ولدينا مثال فى حادث الهجوم على المساجد فى نيوزيلندا، التى نشرها المنفذ مسبقاً على «يوتيوب».
وأوضحت أنه بعدما اشتدت العمليات الإرهابية فى أوروبا أصبح النظام الفرنسى مقاوماً أكثر، فى البداية كان الإرهاب قصة العالم العربى، إلى أن استطاع الوصول لأوروبا والولايات المتحدة وأماكن بعيدة حتى سريلانكا.
وعرجت الأكاديمية الفرنسية على ذكر الربيع العربي بالقول :” خرجت مظاهرات «الربيع العربى» تطالب بالتغيير، فأى تغيير يقصدون؟ الشخص يجب أن يغير فى نفسه أولاً، هل الدولة الرئيس فقط؟ لا، هم يهتفون بأن الشعب يريد تغيير النظام، غير بنفسك أولاً ثم طالب بتغيير النظام”.
وحول اذا كان حادث نيوزيلندا دفع الحكومات الأجنبية للرقابة على الإنترنت .. قالت دبيشي بالتأكيد، «داعش» معروف أنه موجود فى سوريا والعراق ومعروف أنه أُنهك، واعتقدنا أنه من المستحيل أن يوجد الدواعش فى بلدان بعيدة، إلا أننا تفاجأنا بهم فى سريلانكا وهم منهكون، حيث تبنوا الهجوم الإرهابى بعدها بـ5 أيام، ونفذوا هجوماً متسلسلاً ومرتباً، ولم يكن هناك وقت يستعدون فيه لتنفيذ هذا الهجوم، وهذا معناه أن الترتيب تم عن طريق شبكة الإنترنت والتجنيد أيضاً.
وأشارت إلى أن الانترنت لعب دوراً كبيراً فى تفشى الإرهاب وأصبح منصة لاستقطاب وتجنيد العناصر فى بلاد أخرى حتى “سريلانكا”
وردا على سؤال كيف تحول الإنترنت من وسائل تقدم المجتمع إلى سلاح ضد الدولة..ذكرت انه ليس فقط الإنترنت، فالإعلام أصبح أداة وسلاحاً ضد الدولة، وعلى سبيل المثال هناك هجمات إرهابية غطتها قناة «الجزيرة» القطرية قبل بدء الهجوم، وكأن لديهم خبراً مسبقاً بتغطية ذلك الهجوم الإرهابى، فهنا الأمر خرج عن نطاق العمل الصحفى بشكل كبير.
وحول الطريقة المثلى لتعامل منظومة العمل الأوروبى تجاه الإرهاب.. قالت :”القصاص، فهناك حديث عن عودة الدواعش إلى أوروبا بعد سقوط الخلافة، فسقوط الخلافة ليس سقوطاً، وهناك تقارير من «البنتاجون» الأمريكى تحدثت عن ذلك الأمر، كما أن انتهاء الحرب فى سوريا والعراق لا يخدم مصلحة أى بلد من البلدان المتداخلة فى الأزمة.
وتابعت بالقول :”حضرنا فى إحدى المرات مع الصليب الأحمر فى ليبيا، تقدم الجيش الليبى فى أحد الأماكن، وتم قصف الجيش من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وقيل إن قصفه تم عن طريق الخطأ، إلا أن هناك شاهد عيان يقول إن أصل القصة كان اتجاه الجيش إلى معسكر لداعش يضم 3 آلاف داعشى، وبالفعل قتلوا ألفاً منهم، وجاءت إشارة من الجيش الأمريكى بالتوقف، ولكن تقدم الجيش باتجاه الدواعش دفع الجيش الأمريكى لقصفه، وبعد يومين دخلوا المعسكر وجدوا أن الجميع قد هرب، فالفكرة أن هناك أطرافاً لا تريد أن ينتهى الصراع لأنهم مستفيدون.

وعن رأيها فى عودة الدواعش إلى بلدانهم؟ قالت أنا ضد عودة الدواعش إلى بلدانهم، ولا أؤيد الفكرة حتى لو تدخلت حقوق الإنسان، وحتى لو قالوا إنهم أطفال أو نساء، فأنا ضد ذلك لأنهم مجرمون، وقدموا الدعم اللوجيستى للإرهابيين، فرأينا مقاطع فيديو للنساء وهى تتوعد بالانتقام، فمن تريد أن تعيده؟ طفل 4 سنوات دخل مدرسة الخلافة؟، فابتداء من 3 سنوات يبدأون تدريب الأطفال، وبذلك من المحتمل أن يتحول الأطفال إلى قنابل موقوتة حين تعود إلى بلدانها.

وعن التعاون الاستخباراتى الأوروبى بشأن مكافحة الإرهاب سواء على الصعيد الأوروبى أو بالتواصل مع الشمال الأفريقى؟… ذكرت دبيشي أنه فيما يتعلق بمسألة عودة «الدواعش»، ليس هناك اتفاق أوروبى، فالأمر قيد الدراسة، وهناك بلدان فى أوروبا استرجعت بعض الأطفال والنساء، حيث وُضعت النساء فى السجن مع التحقيق، لكنى حقيقة أضحك عندما يقال إنه سيتم التحقيق معهن، مع من ستحقق؟ هل تحقق مع إنسان ارتكب جرائم ببلد أنت لا تملك فيه حقائق؟
وحول أهمية الفكر فى مواجهة الإرهاب والتطرف … أكدت إن الفلسفة اليوم تعمل على تفكيك الخطاب الدينى والتكفيرى، فى البداية تم استقطاب الناس بالخطابات، فلا بد أن يكون لدينا خطاب لاستعادة هؤلاء قبل استقطابهم. تنظيم «داعش» الإرهابى لديه مفكرون وصحفيون يعملون معه، ورأينا ذلك فى الفيديوهات والمواد الإعلامية التى ينتجها التنظيم الإرهابى، والتى روعت العالم كله، أنتجت هذه الفيديوهات والمواد الإعلامية على أعلى مستوى، كأنهم دولة بالفعل، وهم كانوا دولة بالفعل مقسمة إلى دواوين.
وردا على سؤال عما الذى تملكه الجماعات الإرهابية للتأثير على أشخاص متعلمين وربما من أصحاب المؤهلات العليا.. قالت إن التنظيمات الإرهابية تُجهز ما يشبه السيرة الذاتية للشخص الذى يرغبون فى استقطابه، فيحاولون من خلالها معرفة النقاط التى يمكن للإرهابيين التأثير بها على المرشح لاستقطابه، مثلاً الحالة المعيشية، وحتى لو لم تكن ضعيفة، فبعض الأشخاص لديهم طموح بالمزيد من المال، فالأمر غير مرتبط بالفكر فقط، بل يمكنه التأثير الفكرى والمادى والاجتماعى، التنظيم الإرهابى يحاول التأثير على الجانب الضعيف فى أى شخص يدرسون استقطابه.
وحول رؤيتها لتعامل مصر مع ملف الإرهاب… أكدت دبيشي أن الدولة المصرية تتعامل بذكاء مع الإرهاب كالذى يتعامل مع قنبلة موقوتة، خصوصاً أن هناك دولة مثل تركيا تعمل على تصدير الإرهاب إلى مصر، وهناك خلايا إرهابية تعمل فى مصر لا يمكن تسميتها بالخلايا النائمة، وإنما هى خلايا تعمل بشكل سرى تديرها تركيا لصالحها، وفى ظل محاولتها استغلال وفاة محمد مرسى لدعم هذه الأعمال الإرهابية، ونحمد الله أنه توفى أمام العالم وإلا لاتهمت الجماعة وتركيا «القاهرة» بقتله.
وحول الشائعات والأكاذيب التي باتت جزءاً رئيسياً فى استراتيجية الجماعات الإرهابية .. قالت دبيشي إن هذا صحيح، لكن الدعاية والشائعة ليست استراتيجية للجماعات الإرهابية فقط، بل استراتيجية الدول التى ترعى الإرهاب أو تستثمر أفعاله، فهى التى تبحث عن دور إقليمى لها على حساب مصر والدول المستقرة، وبالتالى تتعمد هذه الدول استخدام الشائعات لضرب الاستقرار وتحويل هذه الدول لدول فاشلة. انظر مثلاً كيف أن تفاصيل مصر الصغيرة والكبيرة دائماً محط اهتمام وطرح قناة «الجزيرة» القطرية، لماذا كل حدث فى مصر، كبيراً كان أم صغيراً أم عابراً يتحول إلى مادة دسمة لدى هذه الماكينة الإعلامية القطرية؟ لماذا يتم تحريف أى كارثة بفعل بشرى أو بفعل طبيعى لأزمة، يُتهم النظام الحاكم فى مصر بأنه المتسبب فيها؟ لماذا برامج النقد السياسى الساخر المدعومة بأموال قطرية وتركية قائمة كلياً على المضمون المصرى؟ لماذا لا نسمع مثل هذه التفاصيل وهذه الأطروحات الإعلامية عن دول أخرى غير مصر؟ لماذا أى شخص يعارض السياسة فى مصر ليس له وزن مجتمعى يصل إلى حد التفاهة، وليس ذى شأن، يتحول لبطل قومى فى غضون أيام على منابرهم الإعلامية لمجرد الهجوم على مصر؟ لماذا لا يتم تسخير هذه الماكينة الإعلامية المهولة والذكية جداً لفضح جرائم إسرائيل ودمويتها تجاه الفلسطينيين والشعوب العربية؟ كل هذا لا يحدث، فى الوقت ذاته فإن مصر تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التى تنأى بنفسها عن التدخل فى شئون دول الجوار، فلم نسمع عن امتداد أيديولوجى أو سياسى لها خارج حدودها، على خلاف تركيا وإيران وقطر و«إسرائيل»، ورغم كل ذلك نرى قناة «الجزيرة» القطرية ومن خلفها مُشغلوها أياديهم الملوثة بالفوضى والإرهاب والفتنة ممدودة بعمق إلى داخل مصر.
وحول منعها من دخول قطر … قالت إن إحدى دور النشر طلبت مني ترجمة كتاب «قطر بيبرز» أو «أوراق قطرية»، لكن قطر تدخلت ليتم منعى من ترجمة الكتاب، الذى يفضح دعمها للإرهاب ويدينها، واتصلت بى دار النشر الفرنسية ليتم وقف ترجمة الكتاب، وامتثلت لذلك وتم إنهاء التعاقد. أنا ترجمته وناقشته وتم نشره فى أوروبا، ولما علمت السلطات القطرية ذلك تم منعى من دخول قطر، وهذا أمر أتشرف به، والآن أدير المركز الفرنسى للإرهاب، وسأعمل خلال الفترة المقبلة على فضح الدعم التركى للإرهاب، وربما يتم منعى من دخول تركيا كذلك كما الحال بالنسبة لقطر.
وحول الإرهاب فى أفريقيا جنوب الصحراء ..أكدت أن الوضع فى أفريقيا صعب، نيجيريا استطاعت نسبياً التعامل مع «بوكو حرام» والقضاء عليها، الإرهاب مخيف فى القارة السمراء والوضع خطر، خصوصاً بعد التحالف بين «القاعدة» و«داعش» فى أفريقيا، كما أن هناك جماعات متطرفة كثيرة «بايعت» «داعش» و«القاعدة»، بالأخص فى مناطق الساحل، مثل مالى التى تقع على حدود الجزائر، وبطبيعة الحال هناك دول تخدم الإرهاب فى أفريقيا، وأولى هذه الدول قطر، وفى الوقت ذاته «الدوحة» تخدم مصالح دول غربية.
وردا على سؤال عما قيل وتردد بان إسرائيل بين المستفيدين من انتشار هذه الجماعات الإرهابية فى أفريقيا لتحول القارة إلى سوق هام للسلاح الإسرائيلي… قالت دبيشي :”دعونا نخرج من نظرية المؤامرة والحديث عما يحاك ضدنا، لو كانت الدول العربية والأفريقية تريد مواجهة ذلك لتوحدت، لكن هناك حالة من الجمود فى العلاقات بين الدول العربية، فى المقابل الدول الغربية تعمل معاً فى مواجهة الإرهاب والتصدى لمخططاته ومحاولات اختراق المجتمع الغربى والأوروبى، حتى لو كان الغرب له مساعٍ لتدمير الدول العربية، لكن لا يمكن أن نبقى دوماً أسرى نظرية المؤامرة، وفى كل مرة نقول إسرائيل دمرتنا، لكن نحن من نعطيه الحق ليمر إلينا، «القذافى» على سبيل المثال، قطر شاركت فى مؤامرة قتله.
وحول ان جماعات الإرهاب تريد إنتاج عشرية سوداء فى مصر كما حدث من قبل فى الجزائر… قالت إن هذا صحيح، بالفعل كانت هناك محاولة من قوى الإرهاب والتطرف لإنتاج عشرية سوداء جديدة فى مصر كما حدث فى الجزائر، لكن مصر خرجت وأفلتت من ذلك المخطط وبذكاء من الجيش المصرى، وأنا شخصياً أتمنى الأمن والأمان لمصر والمصريين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى